إحباط الارهاب في الحمرا إنجاز ناقص ما دام الخاطفون يسرحون ويمرحون
النهار :
بعيداً من مقهى "كوستا" الذي نال نصيبه من الدعاية مع انه شكل محطة للإرهابي وليس هدفاً كما رجحت معلومات أمنية لـ"النهار" في انتظار الايعاز اليه بالانطلاق الى مركز آخر أشد كثافة ليل السبت، وهو ما يفسر عدم اقدامه على تفجير نفسه بعيد وصوله وخروجه للتحدث عبر الهاتف، فان مصدراً أمنياً تحدث الى "النهار" معرباً عن تخوفه من أعمال أخرى مشابهة، ومحذراً من امكان أن يكون التنظيم الارهابي اتخذ قراره العملي بتحويل لبنان ساحة للجهاد في ظل التضييق الذي يعانيه في سوريا. واعتبر ان القبض على انتحاري لا يعني الكثير على رغم انه دليل على نجاح القوى الامنية في مهماتها، ذلك ان ثمة كثيرين تم الايقاع بهم للقيام بعمليات مماثلة. وأضاف ان حصول التفجير لو حصل، لا سمح الله، لا يعني أيضاً فشلاً أمنياً لأن الخروق يمكن ان تحصل في أي بلد في العالم.
وكان التوجه الى التفجير في بيروت تم بقرار تنظيمي من الارهابيين بعد فشل محاولات عدة لاختراق الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة الاجراءات التي يتخذها "حزب الله" متعاوناً مع القوى الامنية. وفي اعتقاد المصدر الامني ان حرف الانظار الى بيروت لا يعني تحييد الضاحية وأماكن أخرى. وكانت معلومات تحدثت عن وجود ثلاثة انتحاريين، وهو ما حدا القوى الامنية الى متابعة الاول من صيدا الى بيروت، الى "كوستا" مقصده الاول في شارع الحمراء، وإخضاعه للمراقبة ومتابعة حركة اتصالاته بهدف الوصول الى آخرين شركاء أو منظمين.
ولم يبدّد النجاح الامني الغموض في بعض النقاط التي ظلت مثار نقاش وتشكيك في صحة الرواية الرسمية اذ تضاربت المعلومات عن دخوله المقهى وتمضيته بعض الوقت أو محاولته الدخول عنوة ونشوب عراك أدى الى اصابته في كتفه منعاً لقيامه بأي حركة عاجلة تسمح له بتفجير نفسه، فيما ظهرت دماء على الارض في الداخل، الى نقاط أخرى عن موعد مغادرته المنزل، أو اقفال خطه الخليوي. في المقابل، أفاد البعض من الحادثة للاستغلال السياسي فوزعت عبر الهواتف صور للنائبة بهية الحريري وهي تعوده في المستشفى، ما حمل مكتب الاخيرة على توضيح الأمر.
وفي المعلومات الرسمية، صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "في عملية نوعية ومشتركة بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت قوة من مديرية المخابرات قرابة الساعة 10.30 من مساء أول من أمس (السبت)، عملية انتحارية في مقهى "كوستا" في منطقة الحمرا، أسفرت عن توقيف الانتحاري المدعو عمر حسن العاصي الذي يحمل بطاقة هويته، حيث ضبطت الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى مما أدى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية، ونقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة".
وقد نقل المتهم لاحقاً من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت الى المستشفى العسكري حيث يخضع لحراسة مشددة، وعلمت "النهار" انه لم يتحدث بعد الى المحققين.
وقد استعاد شارع الحمراء حيويته صباح أمس، وقصد المقهى عدد من المسؤولين تقدمهم الرئيس سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدفاع يعقوب الصراف ورئيس المجلس البلدي لبيروت وعدد من الاعضاء الى جمع كبير من الناس حضروا في ردة فعل عفوية لتناول القهوة فيه. وأشارت العملية ارتياحا كبيرا لدى اللبنانيين.
اطلاق في البقاع
وحجبت عملية القبض على الانتحاري الاضواء عن عملية اطلاق المخطوف سعد ريشا في البقاع بعد خطفه الى بريتال بثلاثة أيام، وقد اطلق بوساطة اتمها المسؤول التنظيمي في حركة "أمل" بسام طليس بتكليف من الرئيس نبيه بري من دون دفع فدية، ولكن أيضاً من دون القبض على الخاطفين.
وقد اتصل الرئيس الحريري بعائلته مهنئا بسلامته ومطمئناً إلى صحته، وأكد "متابعته سير التحقيقات الجارية حتى النهاية، تمهيداً لملاحقة الخاطفين وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة". وتوعد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الخاطفين بـ"اقتراب لحظة القبض عليهم، وإنهاء ظاهرة الخطف واجتثاثها من البقاع ومن كل لبنان". وعلمت "النهار" ان الرئيس ميشال عون أوعز الى الاجهزة الامنية بضرورة القبض على الفاعلين اياً يكن الثمن وفي أقرب وقت، وأكد انه من غير المسموح ان تتكرر هذه العمليات، وان لا غطاء فوق أحد في عمليات الخطف المماثلة. وأكدت مصادر متابعة ان الخاطفين لن يفلتوا من العدالة.
المستقبل :
استفاق اللبنانيون أمس من صدمة الكارثة التي كادت تضرب بيروت أول من أمس عندما حاول الانتحاري الإرهابي عمر العاصي تفجير نفسه في مقهى «الكوستا» في شارع الحمرا، حيث كانت العناية الإلهية ويقظة الأجهزة الأمنية بالمرصاد. وسارع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه وزيرا الداخلية نهاد المشنوق والدفاع يعقوب الصراف، إلى زيارة المقهى مساءً مهنئاً مخابرات الجيش وشعبة المعلومات بهذا الإنجاز، ومعلناً من هناك أنه حضر إلى المكان ليقول للناس «إن الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبكم مرفوض، وسنظلّ نعيش حياتنا الطبيعية وسنستمر بحب الحياة ونرتاد المقاهي والمطاعم كالمعتاد».
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نوّه بإحباط القوى الأمنية محاولة إرهابي تفجير نفسه، وهنّأها على تنفيذ «العملية الاستباقية ما أنقذ روّاد المطعم من مجزرة محقّقة»، فيما أعلنت قيادة الجيش دهم المبنى الذي يقطنه الإرهابي في منطقة شرحبيل – صيدا، حيث أوقفت أربعة أشخاص من المشتبه بهم. كما تبيّن بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الانفجار بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح.
رواية أمنية
وكشف مرجع أمني لـ»المستقبل» أن مخابرات الجيش بدأت التحقيق مع الإرهابي في المستشفى حيث يخضع للعلاج نتيجة تعرّضه للضرب من العناصر الأمنية فور اعتقاله لمنعه من تفجير نفسه. وروى أن العناصر رصدوا العاصي وتعقّبوه في شارع المقهى حيث أنه ما إن وصل إلى «الكوستا» وهمَّ بالجلوس حتى أطبقوا عليه وإنهالوا عليه بالضرب واعتقلوه.
أضاف ان الإرهابي اعترف خلال التحقيق بأنه ينتمي إلى تنظيم «داعش» وأنه تلقّى التعليمات من مشغّله في الرقّة، وأنه كان ينوي قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين وفقاً لإرادة مشغّله.
المشنوق
من جهة مقابلة، بقيَ ملف خطف المواطن سعد ريشا موضع اهتمام المسؤولين، وأعلن وزير الداخلية والبلديات المشنوق أمس أنه اتصل برئيس الجمهورية العماد عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري وأنهم يتابعون ملف الخطف «جملةً وتفصيلاً» إلى حين إنهاء هذه الظاهرة من البقاع وكل لبنان». وتوعّد باقتراب لحظة القبض على خاطفي ريشا، كاشفاً أن الرئيس برّي هو «أول المطالبين بذلك».
انتخابات «المستقبل»
في الغضون شهد تيّار «المستقبل» أمس يوماً ديموقراطياً بامتياز مع انتخاب أعضاء مكاتب المنسقيات في كل لبنان. وجاءت هذه العملية الانتخابية تتويجاً للمؤتمر العام الثاني في أجواء ديموقراطية في 15 منسقية.
وتفقّد الأمين العام للتيّار أحمد الحريري سير العملية الانتخابية وقال: «ثمّة رسالتان في هذا الاستحقاق: الأولى أننا كتيّار ديموقراطي سنجابه الإرهاب بمزيد من الديموقراطية والاعتدال والانفتاح، وانتخابات اليوم هي ردّ على العملية الإرهابية التي كادت أن تحصل بالأمس. والثانية أن هذه الانتخابات هدية عشية ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان الهدف منه إلغاء تيّار «المستقبل»، نردّ اليوم على الجميع بأننا ما زلنا مستمرّين بالمسيرة».
أضاف: «ان انتخابات التيّار تكريس للمسار الديموقراطي كناظم لحياته الحزبية للتأكيد على أن الأمانة في أيدٍ أمينة بقيادة الرئيس سعد الحريري».
الديار :
مرة أخرى اثبتت الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية انها تمسك بالمبادرة في مواجهة الارهاب، بل هي تكاد تتفوق في كفاءتها وجدارتها على العديد من الاجهزة المماثلة في دول اقليمية وغربية، تحظى بقدرات أكبر بكثير من تلك المتوافرة في لبنان.
وإذا كان ارهابي ملهى «رينا» في مدينة اسطنبول قد صال وجال في المكان، ليلة رأس السنة، مرتكبا مجزرة رهيبة ضد رواده من دون ان يتمكن الامن التركي من توقيفه إلا بعد مرور قرابة اسبوعين على المذبحة، فانه يُسجل لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني ولفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي قدرتهما مرة أخرى على تحقيق «الامن الاستباقي» الذي أنقذ شارع الحمرا ليل أمس الاول من تفجير انتحاري كان يستهدف مقهى الـ «كوستا».
وهذا الانجاز النوعي لم يكن وليد المصادفة، بل هو يأتي في سياق عمل تراكمي، ويعكس التطور المستمر في أداء القوى العسكرية والامنية التي استطاعت، نتيجة تفعيل الخبرات والامكانات، من الانتقال الى مرحلة متقدمة في صراعها مع الارهاب التكفيري، الخاضعة مجموعاته وخلاياه الى الرصد والمتابعة، من دون انقطاع وبطريقة حرفية عالية.
وبدا واضحا ان الاستراتيجية الوقائية المعتمدة في مواجهة الارهاب قد عطلت العديد من نقاط قوته، وحالت خلال المدة الاخيرة دون حصوله على فرصة لالتقاط أنفاسه، بحيث انه لا يكاد يستفيق من ضربة، حتى يتلقى أخرى.
والارجح، ان المخططين والمحرضين افترضوا ان الاجراءات الاحترازية المشددة التي اتخذت خلال فترة عيد رأس السنة، قد تراجعت الى حد ما وتسرب اليها الاسترخاء، فاختاروا هذا التوقيت لتوجيه ضربة الى شارع الحمرا، كان يمكن لتداعياتها ان تكون واسعة، ربطا بحيوية الموقع المستهدف من الناحيتين التجارية والسياحية.
وقالت مصادر عسكرية بارزة لـ «الديار» ان احباط الهجوم الانتحاري على شارع الحمرا يأتي في اطار القرار الاستراتيجي والحاسم المتخذ على أعلى المستويات في قيادة الجيش ومديرية المخابرات، والقاضي بشن حرب استباقية لا هوادة فيها على الارهابيين، بغية استئصالهم ومكافحة خطرهم على لبنان.
وتؤكد المصادر ان الجيش سيستمر في مطاردة الخلايا التكفيرية وتنفيذ العمليات الاستباقية ضدها، وسيواصل بذل أقصى الجهد الممكن لمنعها من شن الاعتداءات.
وتشير المصادر العسكرية، الرفيعة المستوى، الى ان القبض في وقت واحد تقريبا على ارهابيين اثنين (في شارع الحمرا والشمال)، كانا يسعيان الى تنفيذ هجومين انتحاريين، إنما يؤشر الى ان هناك محاولة للتركيز على استهداف الساحة اللبنانية في هذه المرحلة، «لكن الجيش يطمئن اللبنانيين الى ان تدابير الحماية المتخذة لدرء الخطر المحتمل هي في أقصى درجاتها، وليس هناك من داع للقلق او الهلع...».
وتكشف المصادر عن ان عملية احباط التفجير الانتحاري في «كوستا» كانت معقدة ودقيقة، لافتة الانتباه الى ان عناصر المخابرات في الجيش هم الذين تولوا الإطباق على الانتحاري عمر حسن العاصي وتوقيفه، واصفة هؤلاء بأنهم «استشهاديون»، لان احتمال ان يستطيع العاصي تفجير حزامه الناسف كان واردا في اي لحظة.
وتوضح المصادر ان «فرع المعلومات» في قوى الامن قدم وقائع ومعلومات قيّمة، تقاطعت مع تلك التي كانت موجودة بحوزة المخابرات، ما ساهم في تأمين شروط نجاح المهمة الميدانية، مشيدة بالتنسيق الذي تم بين الجهازين.
وتوضح المصادر ان الاجهزة المختصة كانت من الصباح الباكر، أمس الاول، في أجواء احتمال حصول هجوم انتحاري، في مكان ما من بيروت، لكن لم تكن على علم دقيق وقاطع بالنقطة المستهدفة، لافتة الانتباه الى ان العمل التقني والبشري اللاحق أدى الى حصر الفرضيات، وبالتالي تقفي اثر الانتحاري حتى مقهى «كوستا».
وترجح المصادر ان يكون العاصي قد لاحظ لدى وصوله الى المقهى ان عدد رواده قليل، فقرر ان يؤجل التنفيذ الى حين اكتظاظه.
وتلفت المصادر العسكرية الانتباه الى ان الارهابي الذي أوقف في الشمال (بلال.ش) تولى هو، بمبادرة شخصية، الاتصال بقيادة «داعش» في الرقة وإبلاغها بنيته تنفيذ اعتداء انتحاري، معربة عن اعتقادها بان دافعه كان الانتقام وتفجير حقده بعدما قضى سنتين في السجن.
وتشدد المصادر على ان مخابرات الجيش والاجهزة الامنية الاخرى تلجأ باستمرار الى تطوير استراتيجيتها وأنماط عملها، لتستمر في أفضل جهوزية ولتبقى لها الارجحية في معركتها ضد الارهاب، على قاعدة ان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.
الجمهورية :
بالأمس، كان لبنان على موعد مع العناية الإلهية التي حالت دون تمكين أحد شياطين الارهاب من تنفيذ عملية إنتحارية بين جمع من الأبرياء. لم تنجُ منطقة الحمراء من كارثة مُعدّة لها، ولا العاصمة بيروت من أن تصاب بمقتل في صميمها، بل نجا كل لبنان، الذي كان بالأمس أمام حقيقة انّ الارهاب ما زال كامناً له ومتربّصاً به، ويده على زناد الغدر وعمليات شيطانية بلا دين لضربه وقتل أبنائه من دون تمييز بين طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، وتخريب أمنه واستقراره.
وكان لبنان ايضاً أمام حقيقة أكيدة بأنّ الاجهزة العسكرية والامنية حاضرة، وعيونها ساهرة، وجهوزيتها في أعلى طاقتها في مواجهة هؤلاء الشياطين المتستّرين بالدين، والذين لا يمتهنون سوى لغة القتل، ولا يرتوون إلّا على الجثث والدم.
هذان الحضور والجهوزية مَكّنا مخابرات الجيش وفرع العلومات في قوى الامن الداخلي من تحقيق إنجاز كبير بإحباط عملية إنتحارية كان المدعو عمر حسن العاصي يهمّ بتنفيذها في مقهى "كوستا" في شارع الحمراء، وقبضت عليه، في عملية وصفها بيان قيادة الجيش بأنها "نوعية ومشتركة بين مديرية المخابرات في الجيش وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي" (التفاصيل صفحة 6)
مرجع أمني لـ"الجمهورية"
واذا كانت أجهزة امنية غربية قد سارعت في الساعات الماضية الى توجية التهنئة لأجهزة الامن اللبنانية على هذا الانجاز، الذي يتمثّل ليس فقط في إحباط عملية إنتحارية، بل في إلقاء القبض على الانتحاري بعد رصد ومتابعة دقيقة له، فإنّ العملية تنطوي من جهة على مخاطر كبيرة، خصوصاً أنها، كما أكّد مرجع أمني كبير لـ"الجمهورية"، "مُخطّط لها بعناية، ولها هدف محدد هو إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المواطنين، وهو أمر ستكون له تداعيات وارتدادات على مستوى البلد كله وليس على مستوى المنطقة المستهدفة وحدها".
وأضاف المرجع الأمني: "إلّا انّ العلامة التي نعدّها شديدة الايجابية تتبدّى في التمكّن من إلقاء القبض على الانتحاري حيّاً قبل تفجير نفسه، وهذا أمر سيساهم حتماً في انتزاع الاعترافات منه، التي تُميط اللثام عن كل أبعاد هذه العملية وخفاياها. من أعطاه أمر الانتحار؟ ومن جهّزه وكيف؟ ومن حدّد له الهدف؟ وأيّ بيئة حاضنة له؟ هل في مخيمات النزوح السوري، هل في المخيمات الفلسطينية وتحديداً مخيم عين الحلوة؟ هل في بيئة خارج المخيم؟
بالاضافة الى معرفة ما اذا كان هذا الانتحاري وحده، ام انه كان واحداً من ضمن "خلية إنتحارية"؟ وهل انّ هذه العملية تشكّل إعلاناً من قبل "داعش" والمجموعات الارهابية أنها قررت ان تجعل لبنان ساحة للإرهاب؟
يتزامن كلام المرجع الأمني مع تكثيف "الاتصالات الأمنية" بين المراجع السياسية والامنية، لمزيد من التحصين الداخلي وبحث إمكان اتخاذ تدابير أكثر وقائية لتدارك حصول ايّ عمليات وأعمال إرهابية قد تكون الخلايا الارهابية بصدد القيام بها، وبَدا أكيداً انّ المراجع السياسية تتحرك في ضوء معلومات غزيرة توافرت لها، وذات بُعد إرهابي يقتضي إعلان الاستنفار السياسي والأمني لمواجهتها.
وفيما توافرت لـ"الجمهورية" معلومات عن تعقّب الاجهزة الامنية لإرهابيّين آخرَين، يرجّح أنهما كانا يشكلان مع الانتحاري الموقوف "خلية إنتحارية" تستهدف بعض الاماكن في العاصمة بالتزامن مع تنفيذ عملية إرهابية ضخمة في مناطق اخرى.
هذا الامر أكده مرجع سياسي بكَشفه معلومات يملكها تفيد بأنّ محاولات التفجير هذه، قد لا تكون أكثر من قنابل دخانية لصَرف الأنظار عن مناطق اخرى لها حساسيتها المذهبية والحزبية، ينفذ اليها إرهابيون آخرون بعمليات أكثر خطورة ودموية.
وتردد في هذا السياق خلال الاسبوع الماضي عن محاولة الارهابيين توجيه ثلاث سيارات مفخخة لتفجيرها في بعض مناطق الجنوب، ولكن تبيّن عدم صحة هذا الامر، وهذه الشائعة اعتبرها المرجع السياسي نفسه أنها ليست بريئة وأدرجها في سياق التمويه والتعمية عن الارهابيين الثلاثة والاعمال الاخرى التي تحضّرها خلايا إرهابية نائمة قد تستفيق في أيّ لحظة.
مجلس الوزراء: الملف الأمني
الى ذلك، قالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" انّ الملف الامني سيكون حاضراً على طاولة جلسة مجلس الوزراء، ولا سيما من بوابة الانجاز الأمني الذي تحقق في عملية الـ"كوستا" الإستباقية في الحمراء، وكذلك من باب تجدّد عمليات الخطف لقاء فدية في البقاع وآخرها خطف المواطن سعد ريشا، ودرس إعادة النظر او تفعيل الخطة الأمنية التي تنفّذ في تلك المنطقة.
وعُلم في هذا السياق انّ الرئيس نبيه بري إتصل بوزير الداخلية نهاد المشنوق، بعدما نجح المسؤول في حركة "أمل" بسام طليس في إطلاق ريشا من أيدي خاطفيه في بريتال، وقال له: إنّ هذا لا يجعلني أتراجع عمّا أكّدته لك بضرورة وضع خطة أمنية نهائية وحاسمة للبقاع من اجل إنهاء مثل هذه الاعمال، وكما قلت انّ أكثر المتضررين من هذه الاعمال هو البقاع وأهله".
أمّا في شأن اجتماع جديد للمجلس الأعلى للدفاع، فقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" انّ وزير الداخلية اقترح اجتماعاً من هذا النوع على رئيس الجمهورية الذي ينتظر نتائج المشاورات مع القيادات العسكرية والأمنية.
تنويه وإشادة
هذا الانجاز حرّك ردود فعل ومواقف مشيدة بجهود الاجهزة الامنية، لا سيما من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون الذي هنّأ مديرية المخابرات وفرع المعلومات على تنفيذ هذه العملية الاستباقية، والحؤول دون حصول مجرزة محققة.
وكذلك من بري الذي قال أمام زوّاره: "إنّ العناية الإلهية والكفاية والمهنية العالية للجيش والقوى الامنية أدّت الى ضبط الارهابي في شارع الحمراء، وهذا الأداء الامني يجعل لبنان في مصاف أهم دول العالم في مكافحة الارهاب".
وكذلك من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تفقّد المقهى المُستهدف برفقة المشنوق ووزير الدفاع يعقوب الصرّاف، وأكد الحريري انّ البلد بخير طالما الوحدة والتماسك بين الشعب اللبناني موجودة، وأشاد بعمل القوى الامنية والجهد الاستثنائي الذي تبذله وقال: "أتيتُ الى هنا لكي اقول للناس انّ الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبكم مرفوض، وسنظلّ نعيش حياتنا الطبيعية وسنستمر بحبّ الحياة ونرتاد المقاهي والمطاعم".
المطران خيرالله
وحَيّا راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله "نجاح الجيش والقوى الأمنية في إفشال مخطّط التفجير". وقال لـ"الجمهوريّة": "إننا ندين كل أشكال العنف والإرهاب في لبنان والعالم، وعلينا ان نَصطفّ حول قوانا المسلّحة الشرعية لأنها تبقي لبنان بمنأى عن حرائق المنطقة".
وشدّد على انّ "الوحدة الوطنية تشكّل صمّام أمان للبنانيين، فتكافلنا وتضامننا في مواجهة الموجة الإرهابية يسمح لنا بالبقاء خارج دائرة الخطر خصوصاً أنّ الأمن اللبناني يقوم بواجبه على أكمل وجه".
المطران رحّال لـ"الجمهوريّة"
وقال راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحّال لـ"الجمهوريّة"، إننا "نبارك للجيش والقوى الأمنية إنجاز الحمراء و"الله يحميهم"، فهم من يحمون لبنان والوطن، خصوصاً أننا ذُقنا في البقاع الشمالي طعم التفجيرات الإنتحاريّة وقد هاجم 8 إنتحاريين القاع في يوم واحد".
ودعا رحّال الجميع الى الإيمان بالدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية، "لكن على الدولة أن تتحرّك أيضاً في موضوع الخطف في البقاع الشمالي، فقد أطلق سعد ريشا، لكنّ الخاطفين ما زالوا فارّين!".
"القوات"
وقال مصدر في "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": "إنّ الملف الأمني سيكون من الملفات الرئيسة التي سيتم بحثها في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، خصوصاً لجهة انّ ممارسات الخطف التي كانت تتمّ من دون عقاب في المرحلة السابقة لا يمكن ان تستمر في المرحلة الحالية، لأنّ استمرارها كفيل بضرب عامل الثقة الذي نشأ مع انطلاقة العهد الجديد، كما انّ عملية خطف واحدة يمكن أن تؤدي الى نسف كل الإنجازات التي يمكن تحقيقها من أساسها. ومن هنا فإنّ مسؤولية كل القوى السياسية كبيرة من أجل حسم هذا الملف لمرة واحدة وسريعة ونهائية".
وأضاف المصدر: "انّ "القوات" ستكون الصوت الصارخ داخل الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل القوى الحريصة على تحصين الاستقرار الأمني، خصوصاً انّ الأجهزة الأمنية أظهرت وتُظهر احترافية مشهود لها في عملياتها الاستباقية كما حصل أخيراً في أحد مقاهي شارع الحمراء، وبالتالي من غير المقبول تشويه الإنجازات الأمنية الرائعة بممارسات خطف تتطلّب قراراً سياسياً حاسماً".
شمعون لـ"الجمهورية"
وأكّد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون لـ"الجمهوريّة" انّ "إفشال عملية التفجير في الحمراء واستمرار نجاح الجيش والقوى الأمنية في مهمات كهذه يرفع معنويات العناصر الأمنية ويجعلهم ينشطون في مكافحة الإرهاب والانتصار عليه ويُطمئن اللبنانيين".
وتمنى على "حزب الله" وكل فصيل خارج عن الشرعيّة تسليم سلاحهم الى الجيش لأنه أثبت نجاحه في حماية لبنان، وثقة اللبنانيين بأدائه ترتفع.
السياسة... إنتخابات
سياسياً، مع تقدم الملف الامني، لم يكن للسياسة حضور نوعي أو يُشتَمّ منه أيّ تقدّم ولَو طفيف، خصوصاً في الملف الانتخابي. وفي هذا السياق قال بري أمام زواره، ردّاً على سؤال عن جديد الاتصالات: "تحصل لقاءات ثنائية وثلاثية، ولكن لا حصيلة بين أيدينا بعد في هذا الشأن.
وقد قلتُ وأكرر: إنّ قانون الانتخاب يحتاج الى توافق بين اللبنانيين". واضاف: "لو طَبّقوا الدستور لكنّا سلكنا طريق الحل من انتخاب مجلس نيابي وطني لا طائفي ومجلس شيوخ".
وفي السياق الانتخابي قال مصدر في "القوات" لـ"الجمهورية" انّ "القوات ستلجأ إلى كل ما يلزم من خطوات لإتمام الانتخابات وعلى أساس قانون جديد". ورأى انه "بعد عشر سنوات من البحث حان الوقت للاتفاق على قانون جديد او طرح مشاريع القوانين على التصويت داخل مجلس النواب للخروج بقانون جديد"، وقال: "واهِم من يعتقد انّ في إمكانه فرض الستين كقانون أمر واقع".
زوّار عرب وأجانب
على صعيد سياسي آخر، يصل الى بيروت اليوم وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة للشؤون البلدية الكويتي الشيخ محمد عبد الله مبارك الصبّاح موفداً من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ناقلاً رسالة خاصة منه تتضمن استعدادات الكويت لمعاونة لبنان في مختلف المجالات.
كما يصل غداً وفد وزاري سعودي يتقدمه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، وبعد غد تصل الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية فيديريكا موغريني للقاء الرؤساء الثلاثة وبحث قضايا أمنية وميادين التعاون، وسبل التعاضد لمواجهة أزمة النازحين السوريين.
اللواء :
بين التاسعة والحادية عشرة من ليل السبت – الأحد، كانت بيروت ومعها لبنان، يعيشان أجواء امتزج فيها القلق بالاطمئنان، على خلفية إلقاء القبض على عنصر من بقايا حركة أحمد الأسير، الموقوف قيد المحاكمة، والمرتبط نفسياً وربما تنظيمياً بتنظيم «داعش» في سوريا، قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف داخل احد مقاهي شارع الحمراء.
وبين الإعلان، بعيد العاشرة من ليل أمس الأوّل، وقبيل منتصف الليل، كان شارع الحمراء الرئيسي الذي يبدأ بمقهى «الكوستا» الذي كان يستهدفه الارهابي عمر العاصي، وينتهي بمجموعة من الفنادق والمطاعم، تعج بالساهرين من اللبنانيين والسيّاح، يمر بمخاض بين الاقفال واستئناف تقديم الخدمات للساهرين والرواد، بعدما أكدت القوى الأمنية، عبر معلومات مشتركة، أن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ومخابرات الجيش اللبناني تمكنتا بالتنسيق التام بينهما، وبمتابعة دقيقة وسرية تامة، ضمن خطة الحرب الاستباقية على الإرهاب، من احباط خطة الارهابي الموقوف، الذي شاهد مواطنون لبنان والرأي العام في لبنان والخارج صورته مصاباً برأسه في مستشفى الجامعة الأميركية قبل نقله إلى المستشفى العسكري في بدارو.
وكشفت مصادر أمنية (ا.ف.ب) أن الانتحاري الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً، تمّ رصده من قبل جنود كانوا يسيّرون منذ اسابيع دوريات في شارع الحمراء.
وأضافت أن الانتحاري اصيب خلال اعتقاله، عندما طرحه عدد من العسكريين ارضاً لمنعه من تفجير حزامه، ونقل إلى مستشفى مجاور للعلاج قبل استجوابه، وعلى الفور اغلق المقهى أبوابه مع عدد من المطاعم، وكذلك شارع الحمراء الذي اعيد فتحه امام المارة بعد نحو ساعة من عملية الاعتقال، خشية ان يكون هناك شركاء للارهابي عاصي يقومون بأية عملية.
وإذا كان كبار الرسميين والامنيين واكبوا هذه العملية التي وصفت بأنها من العمليات الأمنية الناجحة، والتي أكدت مرّة ثانية حرفية العناصر الأمنية اللبنانية، فإن اجواء من الاطمئنان عادت إلى نفوس المواطنين، فور اتضاح صورة ما حدث، والتأكد من ضمان احباط العملية الاجرامية التي كان مزمع تنفيذها.
الحريري في «الكوستا»
وفي خطوة لتبديد المخاوف، وتثبيت أجواء الاطمئنان، زار الرئيس سعد الحريري برفقة وزيري الداخلية نهاد المشنوق والدفاع يعقوب صرّاف مقهى «الكوستا» في الحمراء وصافح رواد المقهى وتحدث إليهم.
وكشف الرئيس الحريري انه «جاء ليقول للناس أن الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبهم مرفوض، وسنظل نرتاد المقاهي والمطاعم كالمعتاد».
واعتبر رئيس مجلس الوزراء أن البلد بخير في ظل وجود رئيس الجمهورية وعينه الساهرة على الأمن، وبوجود القوى الأمنية في وزارتي الداخلية والدفاع.
وأشار إلى انه «نتيجة تعاون كبير بين القوى الأمنية كما قرّر مجلس الدفاع الأعلى أتت هذه النتيجة من التعاون، وأكّد أن «التهديد موجود وأن الله يحمينا ويحمي البلد»، وانه «بفضل جهود المخابرات وشعبة المعلومات فالأمن سيكون مستتباً، وأعداؤنا هم الذين سيخسرون».
وهنأ الرئيس ميشال عون القوى الأمنية على نجاح العملية الاستباقية مما أنقذ المطعم من مجزرة محققة.
ولاحظ الرئيس نبيه برّي أن «العناية الالهية والأداء العالي للجيش اللبناني والقوى الأمنية هو من ضبط هذا الارهابي، وفي ذلك برهان جديد على ان لبنان هو من أهم دول العالم في مكافحة الارهاب».
ونفى مصدر عسكري معني لـ«اللواء» أن يكون قد تبلغ بإمكانية عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، بحسب ما تردّد في بعض المعلومات للبحث في الوضع الأمني مجدداً، في ضوء إحباط عملية الاعتداء في مقهى «الكوستا»، وتجدد عمليات خطف الأبرياء في البقاع، ونجاح عملية الإفراج عن المخطوف سعد ريشا.
ورأى المصدر العسكري، أن إحباط الهجوم الارهابي في الحمراء يُؤكّد أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وهو ما أكّد عليه الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في بعبدا.
كيف تمّ إحباط الهجوم؟
وإذا كانت التحقيقات مع الارهابي عاصي لم تبدأ فعلياً، بسبب عدم استقرار وضعه الصحي، فان الأجهزة الأمنية والمعنيين بتفكيك الخلفيات التي حملت هذه الارهابي على اتخاذ قرار بتفجير نفسه في المقهى، ولماذا أقدم على طلب فنجان القهوة والشيكولاته، وماذا إذا كان تردّد في تنفيذ عملية التفجير او انتظار وصول انتحاري آخر، ينتظرون مثوله امام القضاء المختص لكشف اسرار هذا اللغز.
وذكرت مصادر أمنية مطلعة لـ«اللـواء» (هيثم زعيتر ص 4) أنّ العاصي كان تحت مراقبة ومتابعة الأجهزة الأمنية التي توافرت لديها معلومات عن تكليفه بعمل انتحاري، ولاحقاً حُدّد الهدف من خلال متابعته بأنّه مقهى «كوستا» في شارع الحمراء، الذي استطلعه قبل يوم من محاولة تنفيذ العملية الانتحارية.
ونفت المصادر ما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام حول أنّه غادر منزله قبل يوم من تنفيذ مهمته إلى مخيّم برج البراجنة، حيث أمضى ليلته هناك، بأنّ مغادرته منزله في صيدا، كانت مساء السبت، حيث توجّه مباشرة إلى مقهى «كوستا» الذي وصله بُعيد العاشرة ليلاً، وجلس إلى إحدى الطاولات طالباً من نادل المقهى فنجان قهوة، ارتشفه، وقطعة من الشوكولا إلتهمها، وهو ما احتاج إلى بضع دقائق.
ولدى رفعه يده للضغط على زر تفجير الحزام الناسف، تحرّك رجال مخابرات الجيش وشعبة المعلومات – الذين كانوا يجلسون إلى طاولات بجواره بلباس مدني، ودون إشعاره بأي أمر، مُطلقين النار باتجاهه ومنقضّين عليه، مانعينه من تفجير الحزام الناسف ومقيّدينه قبل أنْ يخرجوه من المقهى.
وقدر الخبير العسكري، وفقاً لبيان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني الحزام الناسف بأنه يحتوي على 8 كيلوغرامات من المواد المتفجرة بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية.
وكشف البيان، ان قوة من الجيش داهمت المنزل الذي يسكنه الارهابي في شرحبيل في صيدا، حيث أوقفت 4 أشخاص من المشتبه بهم.
وفي المعلومات ان القوة صادرت جهاز الكمبيوتر الخاص به، واوقفت شقيقيه محمّد وفاروق واثنين من آل البخاري والحلبي كانا موجودين في المكان.
والارهابي عمر حسن عاصي من مواليد صيدا 1992، وكان ممرضاً خاصاً بالاسير وضمن فريق المسعفين الخاص بمسجد بلال بن رباح.
ورفضت فعاليات صيدا انتماء الارهابي إلى منطقتها مؤكدة الثقة بالجيش والقوى الأمنية، معلنة استنكارها بما كان يعتزم تنفيذه لجهة استهداف المواطنين الآمنين.
مجلس الوزراء
وهذا الإنجاز الأمني الذي ترافق مع الذكرى التاسعة لاستشهاد الرائد وسام عيد، سيكون حاضراً امام مجلس الوزراء الأربعاء، من مختلف جوانبه سواء ما يتعلق بوضع خطة أمنية للبقاع لإنهاء حوادث الخطف، أو تطوير التنسيق بين الأجهزة الأمنية.
وتناقش الجلسة التي ستعقد برئاسة الرئيس عون في بعبدا جدول أعمال من 63 بنداً، ليس من بينها تعيينات أو قوانين الانتخاب أو الموازنة، وإنما بنود منها ما يتعلق بسلامة المطار وتلزيمات استخراج النفط من المياه البحرية اللبنانية.
ومن أبرز البنود الـ63 ايضاً:
– طلب وزارة الاشغال العامة والنقل الموافقة على تأمين اعتماد بقيمة 42.405.731.000 ل.ل. لزوم اشغال تلزيم الأعمال والتجهيزات الأمنية والتقنية المطلوبة لمطار رفيق الحريري الدولي – بيروت.
– عرض وزارة الطاقة والمياه لتوصية إدارة قطاع البترول المتعلقة بإجراءات استكمال دورة التراخيص الأولى في المياه البحرية التي أطلقها مجلس الوزراء بموجب قراره رقم 41 تاريخ 27/12/2012.
– طلب وزارة الداخلية والبلديات تعديل قرار مجلس الوزراء 20/10/2016 المتعلق بالموافقة على تعيين 150 مفتشاً درجة ثانية متمرناً اختصاص معلوماتية لصالح المديرية العامة للأمن العام من العام 2017 وذلك لجهة زيادة العدد المقرّر تعيينه.
– طلب وزارة التربية والتعليم العالي الإجازة للمديرية العامة للتربية عقد صفقات بالتراضي لتأمين المطبوعات اللازمة لتأمين حسن سير العمل في الإدارة وخاصة المطبوعات التي تتعلق بالامتحانات الرسمية.
– طلب وزير الدولة لشؤون المرأة الموافقة على نقل اعتماد بقيمة 602.000.000 ل.ل. من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة رئاسة مجلس الوزراء لعام 2017 على أساس القاعدة الاثني عشرية (مساهمة لتغطية النفقات التشغيلية اللازمة لتمكين وزير الدولة لشؤون المرأة من ممارسة المهام المكلف بها).
– مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل الفقرة الرابعة من البند أولاً من المادة الرابعة من المرسوم رقم 11244 تاريخ 25/10/2003 (تحديد مهام وملاك هيئة إدارة السير والاليات والمركبات) والجدولين رقم (1) ورقم (8) الملحقين به.
– طلبات تجديد الترخيص لمؤسسات الإعلام المرئي والمسموع بكل الفئات، فضلاً عن هبات وسفر.
وعلمت «اللواء» ان البنود المتصلة بالانتخابات النيابية لجهة تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات وطلب الاعتمادات المالية للعملية الانتخابية غير مدرجة على جدول الأعمال.
تجدر الإشارة إلى ان مرسوم تعيين عماد كريدية مديراً عاماً لهيئة «أوجيرو» سيصدر في الجريدة الرسمية الخميس، بعد ان يوقعه الرئيس عون غداً.
قانون الانتخاب
وبالنسبة إلى قانون الانتخاب، نقل زوّار الرئيس برّي عنه ان لا معطيات جديدة لديه، مؤكداً ان أي قانون جديد يلزمه توافق بين اللبنانيين، فيما نقل عنه النائب وائل أبو فاعور الذي كان في عداد وفد «اللقاء الديمقراطي» الذي زاره السبت في عين التينة، ان رئيس المجلس لن يسير بأي مشروع قانون لا يحظى بتأييد النائب وليد جنبلاط الذي عاد مساء أمس إلى بيروت قادماً من باريس.
ويزور الوفد غداً الرئيس الحريري في السراي للغاية نفسها، تمهيداً للقاء رؤساء الكتل النيابية.
من جهته، رأى مصدر نيابي في «كتلة المستقبل» انه لا يتوقع اجراء الانتخابات النيابية في موعدها إذا كان هناك قانون جديد للانتخاب ويمكن في هذه الحال، تأجيل هذه الانتخابات إلى ما بعد موعدها في أيّار لمدة أبعد من ثلاثة أشهر.
ولفت المصدر إلى ان قانون الستين يلائم الجميع، واصفاً الكلام عن النسبية وعن قانون جديد يؤمن التمثيل الصحيح وعدالته بأنه «مزايدة»
موفدون
في هذا الوقت، تتهيأ العاصمة اللبنانية، لاستقبال وفد وزاري سعودي، يتقدمه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، ترجمة لما كانت أفضت إليه زيارة الرئيس عون للمملكة العربية السعودية من اتفاق على استكمال نتائجها ثنائياً عبر الوزارات المعنية.
وتسبق هذه الزيارة محطة بالغة الأهمية للممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني التي تصل إلى بيروت مساء الأربعاء للقاء كبار المسؤولين والبحث معهم في مختلف الملفات وأبرزها النزوح السوري، ودعم المجتمع الدولي للمرحلة الجديدة في لبنان ووجوب اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
وقبل موغريني يصل إلى بيروت مساء اليوم الموفد الخاص لأمير الكويت الشيخ محمّد عبدالله المبارك الصباح حاملاً رسالة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى الرئيس عون، ويلتقي أيضاً الرئيسان بري والحريري، فيما يصل صباحاً المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني للشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان، في زيارة هي الرابعة لمسؤول إيراني لبيروت منذ انتخاب عون رئيساً، وتأتي بعد 17 يوماً من المحادثات التي اجراها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي في بيروت عشية توجه عون إلى الرياض.
وتأتي كل هذه الزيارات، غداة مغادرة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بيروت أمس، بعد محادثات أجراها مع الرؤساء الثلاثة، فيما كانت العاصمة تودع الامين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط، اتفق خلالها مع الرئيس عون أن تكون للرئيس اللبناني كلمة امام الجامعة العربية خلال زيارته للقاهرة قريباً.
الاخبار :
بعيداً عن التطوّرات الأمنية وحالة الاستنفار الرسمي والشعبي التي ولّدها إحباط الأجهزة الأمنية عملية إرهابية في قلب بيروت، ألقى تلويح رئيس الجمهورية ميشال عون بعدم إجراء الانتخابات النيابية، إذا ما كان قانون «السّتين» خياراً وحيداً أمام العهد الجديد، بظلاله على الحركة السياسية والنقاش حول قانون الانتخاب.
وفيما تؤكّد آخر المعلومات المجمّعة من أكثر من طرف سياسي، حول التطوّرات في بحث قانون الانتخاب، أن كل الصيغ المطروحة حتى الآن والنقاشات بين مختلف الأطراف لم تنتج حتى اللحظة أي تفاهمٍ واضح حول القانون الانتخابي المرتقب، وأنه لا بوادر على اتفاق قريب، في ظلّ تمسّك الأطراف بمواقفها واقتراب المهل الدستورية خلال الأسابيع المقبلة.
غير أن تلويح الرئيس بعدم إجراء الانتخابات، وهو الذي يرفض الوقوع بين خيارَي «الستين» أو التمديد بأي شكلٍ من الأشكال، دفع بمصادر بارزة في تيار المستقبل إلى التعليق لـ«الأخبار» على احتمالات هذه الخطوة وانعكاساتها.
وفيما اعتبرت المصادر كلام رئيس الجمهورية «تهويلياً»، أكّدت أن «الرئيس لا يحتمل في بداية عهده انتكاسة من هذا النوع وعدم إجراء الانتخابات ومخالفة الدستور، وخصوصاً أنه يريد للعهد أن ينطلق وينعكس استقراراً على لبنان كما انعكس في مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية، والانتخابات النيابية هي أول شروط الاستقرار».
كذلك أشارت المصادر إلى أن «رئيس الجمهورية ليس في وارد أن يخلّ بعلاقاته مع القوى الداخلية الأخرى، ولا في علاقاته الدولية، في ظلّ تركيز المبعوثين الدوليين والسفراء على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها». وفي السياق، يتردّد في الصالونات السياسية أن سفراء أكثر من دولة غربية باتوا لا يخفون تدخلاتهم في الشأن اللبناني في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في ما خصّ قانون الانتخاب، عبر الاتصال بأطراف سياسية وإبداء الرأي أمامها، حول رؤيتهم للقوانين الانتخابية وتزكيتهم لقوانين واعتراضهم على أخرى، في وقت يجري فيه الحديث عن أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني، التي تزور بيروت مساء الأربعاء المقبل، ستضع المسؤولين اللبنانيين في صورة تأييدها لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولو وفق قانون «الستّين»، إن لزم الأمر.
من جهته، أكد الرئيس نبيه برّي لـ«الأخبار» أنه «لم نحقق أي تقدّم حول قانون الانتخابات حتى الآن»، لافتاً إلى أننا «لسنا معنيين بالاتفاقات الجانبية التي يعقدها البعض»، في إشارة إلى التفاهمات الجانبية بين الأطراف، ولا سيّما بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ. في المقابل، قالت مصادر في التيار الوطني الحرّ معنيّة بالتواصل مع القوات حول قانون الانتخاب، إن «النقاش بين التيار والقوات يستند إلى النقاط الم<