استفاق اللبنانيون أمس من صدمة الكارثة التي كادت تضرب بيروت أول من أمس عندما حاول الانتحاري الإرهابي عمر العاصي تفجير نفسه في مقهى «الكوستا» في شارع الحمرا، حيث كانت العناية الإلهية ويقظة الأجهزة الأمنية بالمرصاد. وسارع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، يرافقه وزيرا الداخلية نهاد المشنوق والدفاع يعقوب الصراف، إلى زيارة المقهى مساءً مهنئاً مخابرات الجيش وشعبة المعلومات بهذا الإنجاز، ومعلناً من هناك أنه حضر إلى المكان ليقول للناس «إن الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبكم مرفوض، وسنظلّ نعيش حياتنا الطبيعية وسنستمر بحب الحياة ونرتاد المقاهي والمطاعم كالمعتاد».

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نوّه بإحباط القوى الأمنية محاولة إرهابي تفجير نفسه، وهنّأها على تنفيذ «العملية الاستباقية ما أنقذ روّاد المطعم من مجزرة محقّقة»، فيما أعلنت قيادة الجيش دهم المبنى الذي يقطنه الإرهابي في منطقة شرحبيل – صيدا، حيث أوقفت أربعة أشخاص من المشتبه بهم. كما تبيّن بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الانفجار بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح.

رواية أمنية

وكشف مرجع أمني لـ»المستقبل» أن مخابرات الجيش بدأت التحقيق مع الإرهابي في المستشفى حيث يخضع للعلاج نتيجة تعرّضه للضرب من العناصر الأمنية فور اعتقاله لمنعه من تفجير نفسه. وروى أن العناصر رصدوا العاصي وتعقّبوه في شارع المقهى حيث أنه ما إن وصل إلى «الكوستا» وهمَّ بالجلوس حتى أطبقوا عليه وإنهالوا عليه بالضرب واعتقلوه.

أضاف ان الإرهابي اعترف خلال التحقيق بأنه ينتمي إلى تنظيم «داعش» وأنه تلقّى التعليمات من مشغّله في الرقّة، وأنه كان ينوي قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين وفقاً لإرادة مشغّله.

المشنوق

من جهة مقابلة، بقيَ ملف خطف المواطن سعد ريشا موضع اهتمام المسؤولين، وأعلن وزير الداخلية والبلديات المشنوق أمس أنه اتصل برئيس الجمهورية العماد عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري وأنهم يتابعون ملف الخطف «جملةً وتفصيلاً» إلى حين إنهاء هذه الظاهرة من البقاع وكل لبنان». وتوعّد باقتراب لحظة القبض على خاطفي ريشا، كاشفاً أن الرئيس برّي هو «أول المطالبين بذلك».

انتخابات «المستقبل»

في الغضون شهد تيّار «المستقبل» أمس يوماً ديموقراطياً بامتياز مع انتخاب أعضاء مكاتب المنسقيات في كل لبنان. وجاءت هذه العملية الانتخابية تتويجاً للمؤتمر العام الثاني في أجواء ديموقراطية في 15 منسقية.

وتفقّد الأمين العام للتيّار أحمد الحريري سير العملية الانتخابية وقال: «ثمّة رسالتان في هذا الاستحقاق: الأولى أننا كتيّار ديموقراطي سنجابه الإرهاب بمزيد من الديموقراطية والاعتدال والانفتاح، وانتخابات اليوم هي ردّ على العملية الإرهابية التي كادت أن تحصل بالأمس. والثانية أن هذه الانتخابات هدية عشية ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان الهدف منه إلغاء تيّار «المستقبل»، نردّ اليوم على الجميع بأننا ما زلنا مستمرّين بالمسيرة».

أضاف: «ان انتخابات التيّار تكريس للمسار الديموقراطي كناظم لحياته الحزبية للتأكيد على أن الأمانة في أيدٍ أمينة بقيادة الرئيس سعد الحريري».