لسنا أمام شيخ من قرّاء مصر ولا هو نسخة صوتية موهوبة عن مشايخ الصوت القرآني المتجلي بحناجر الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمود الشحات وسيد متولي عبد العال وآخرين جادوا في التجويد والترتيل ولا حاول أن ينافس في صوته المتمكّن أصوات من شنفوا الاذان بتلاوات عطرة من سور وآيات القرآن الكريم . اذاً نحن أمام جوهرة صوتية أرادت أن تتجاوز حدود المسموح والممنوع في فقه فقهاء المسلمين وأن يقف على خشبة مسرح من مسارح الطرب الأصيل بكامل زيّه الأزهري لا ليطرب الجمهور الذي حُرم من إبداعات أرض الكنانة بعد أن مال الكثيرون من المصرين الى زمن القحط واختاروا شيوخ العملات الصعبة كيّ يكونوا أولي أمرهم في الدنيا . بل ليفتح فتحاً مبيناً في الدور والوظيفة لرجل الدين الذي كفنوه بالوصايا العشرمنذ دخوله الأول لتحصيل العلوم الدينية وبعد التعمم تستفيق من كبوة الجهل سموم العلم ويبدأ بحرق الوصايا ورقة ورقة بإرتكاب ما يخالف ما تعلمه بعد أن فرجته التجربة الاسلامية عجائب أعجب من عجائب الدنيا فيتحول الى إبليس بثوب حمل كما قال السيد المسيح (ع) .
الشيخ إيهاب يونس أدهش روّاد الطرب الأصيل وأعاد بالمهتمين بثقافة الإبداع الى الزمن الجميل الى مصر التي آثرت العالم بمواهب خالدة مازالت كنوزها الأولى وجواهرها تلمع وسط ظلام عربي إسلامي دامس . أمام فرقة موسيقية كاملة سبّح الشيخ الأزهري لربه الذي وهبه صوتاً من أصوات نادرة وغناه ومجّده وجوّد إسمه ورتّل الأسماء والسماء ووقف له من في الأرض معظماً شيخاً حاكى الله بفطرة الصوت الذي أضاء القلب ورفع الروح الى سمواتها السبع .
ما قدمه الشيخ الضرير في بصره المفتح في عقله نوع من التعاطي الصوفي أي ّ أنه صلّى صلاة العارفين المرتقين المرتفعين الى قاب قوسين أو أدنى من سدرة المنتهى مع فرقة متفانية مع إيقاع يخاطب النفس ويدخل دون إستئذان الى جروح الجسد ليداوي الخدوش الداخلية للنفس المتعبة من عبء الجسد .
لقد إندفع غيارى إسلام الجهل والجاهلية الجديدة الى التطاول على الشيخ لأنه خالف منسكاً من مناسك فقهاء المذاهب وخالف جمهور المؤمنين المكبلين بما حرمه الفقهاء ونالوا منه ودعوه الى حفظ دينه بحفظ صوته عن مكاره الله والعودة الى علبة فقيه المذهب وإتباع الطريقة التي سنّها للنجاة من نار المعصية .
تحية للشيخ إيهاب يونس الأزهري الشجاع الذي أكدّ من خلال فقدان البصر أنه يرى أكثر بكثير ممن يظنون أنهم مبصرون وأنه سبح الله حيث رأى المكان المناسب للتسبيح في مسجد إختاره هو ورفض الركوع والسجود في مساجد الفتن بين المذاهب والطوائف وفتاوى القتل للمخالفين لهذا وذاك من روّاد الإسلام السياسي والتكفيري الذي يجتاح العالمين العربي والإسلامي ويهد العالم كله بغضب من حقد دفين .