لم يحد محمد النحيلي المتهم بقتل زوجته منال عاصي في شباط العام 2014، قيد انملة عن افادته التي ادلى بها اوليا في فصيلة الطريق الجديدة وامام محكمة الجنايات في بيروت، وذلك عندما عاودت امس محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية سهير الحركة وعضوية المستشارين القاضيين ناهدة خداج ونزيه شربل وبحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي عماد قبلان، محاكمته بعد نقض الحكم الصادر بحقه الذي قضى بسجنه خمس سنوات بعد منحه اسبابا تخفيفية.
وقف النحيلي في قفص الاتهام مدافعا عن نفسه من جرم قتل زوجته على مرأى ومسمع من ابنتيه القاصرتين اللتين كانتا تواظبان على حضور جلسات محاكمته امام "جنايات بيروت"، مستعيدا تفاصيل يوم الحادثة المشؤوم عندما اقدم على ضرب زوجته "3 - 4 كفوف:، قبل ان يعود الى عمله ومن ثم الى منزله لنقلها الى المستشفى حيث لفظت انفاسها.
"لو كنت مذنبا لما سلمت نفسي"، قال النحيلي اثناء استجوابه بحضور وكيله المحامي احمد بدران بعدما استرجع على مدى اكثر من ساعة تفاصيل ذلك اليوم عندما تلقى اتصالات متكررة (missed call) من رقم مجهول ليعاود الاتصال به. ولم يكن المتصل سوى زوجة رجل قالت له بالحرف: "ضبّ مرتك عن زوجي". استفسر منها عن اي زوجة تتحدث كون لديه زوجتان. فقالت له "منال".
شعر النحيلي بغضب شديد، فتوجه الى المنزل القريب من مكان عمله حيث فاجأ زوجته المغدورة تتحدث على الهاتف عبر الواتساب، وبعدما طلب منها تسليمه الهاتف شاهد محادثات "حميمة" بينها وبين رجل. استوضحها عن ذلك فاعترفت بعلاقتها به حيث ثار وغضب. فما كان منه الا ان اقدم على ضربها "3 -4 كفوف".
حاول النحيلي الاتصال بذلك الشخص لحوالي عشر مرات من دون جواب، عندها اتصلت شقيقة ذلك الشخص فاخبرها بانه "عرف بكل شيء".
ثم اتصل بوالدتها للحضور الى المنزل فحضرت بعد حوالى ثماني دقائق من اتصاله بها واخبرها بما اكتشفه. طلبت منه الوالدة حينها ان "يسترها" لكنه كان مصرا على طلاقها، ثم غادر المنزل تاركا الوالدة وشقيق زوجته الذي كان مصدوما بالامر، وعاد الى مكان عمله.
يتابع النحيلي روايته عن الحادث الذي لم يستمر اكثر من 3 دقائق بينه وبين المغدورة فيقول: "عدت الى المنزل بعد ان اتصلوا بي لنقل منال الى المستشفى بعد تردي وضعها الصحي فنقلتها بسيارة اجرة وعدت الى المنزل حيث اتصل بي شقيقها وطلب مني عدم المجيء الى المستشفى لان الدرك يبحثون عني".
لم ينف المتهم اقدامه على ضرب المغدورة بعدما اطلع على طبيعة تلك المحادثات التي افقدته اعصابه، انما لم يقدم على ضربها بـ"طنجرة ضغط" كان بداخلها الفاصوليا، مستغربا ما ذُكر في التحقيق عن الاصابات والكدمات الخطيرة التي تعرضت لها زوجته بفعل ضربه لها وقال: "لا تفسير عندي عن الحالة التي كانت عليها اثناء وصولها الى المستشفى ولو كنت مذنبا لما سلمت نفسي وأنا لم اشك يوما في سلوكها".
واوضح المتهم بان اشخاصا حضروا للاستيضاح عما يحصل بفعل الصراخ والجلبة التي جرت حينها في المنزل انما لم يدخلوا.
وقررت المحكمة رفع الجلسة الى الثاني من آذار المقبل للاستماع الى الشهود ومن بينهم ابنتا المتهم اللتان سمح لهما في نهايتها معانقة والدهما من قفص الاتهام، علما ان عائلة الضحية قد اسقطت حقوقها الشخصية عن المتهم وسيصار الى سماع افادة والدتها وشقيقها بصفة شهود.
يذكر انه في شهر تشرين الثاني المقبل يكون النحيلي قد امضى محكوميته الاولى البالغة خمس سنوات ويخرج حينها من السجن حتى في حال لم تكن محكمة التمييز قد انهت محاكمته.