لم تفض الوساطات التي حمل لواءها مبعوث الرئيس نبيه بري بسام طليس ليل أمس وفق ما أشيع الى اطلاق سراح السبعيني المخطوف سعد جميل ريشا. ولم تصل استغاثات عائلة المخطوف ريشا الى مسامع خاطفيه، بأن وضع السبعيني الصحي لا يسمح له بتحمل مشقات عملية اختطافه.
الخاطفون اجتازوا الامتحان بتضليل الرأي العام حول عملية الخطف هذه، حيث درجت العادة في السابق على ان تكون "الفدية" هي المفتاح للافراج عن الضحية، لكنها المرة الوحيدة التي لم يجر فيها الخاطفون اتصالا بأي احد بحسب ما اشار اليه مصدر امني لـ"لبنان 24".
أضف الى ذلك الحرفية اللافتة في تنفيذ العملية التي تمت بكل هدوء وعلى مرأى من الاجهزة الامنية المتواجدة بكثافة في تلك النقطة تحديدا، فعلى بعد كيلومتر هناك حاجز للجيش، كما انها على مقربة من مخفر شتورا، وهناك توافر في وجود عناصر مخصصة لتنظيم السير.
ايام البقاع منذ لحظة اختطاف ريشا تحوّلت الى جحيم عاشه المواطنون لساعات طويلة على الطرقات بسبب إقفال أهالي المخطوف جميع الطرقات الحيوية التي تصل زحلة بشتورا - وبجديتا- وبترشيش، فكانت مستديرة كسارة هي المحطة الرئيسية لانطلاق التحرك، والمنبر الرسمي الذي زاره العديد من المتضامنين. وما اطفأ لهيب الغضب هو وقوف الاهالي على خاطر آل ريشا في مطالبهم المحقة بضرورة الاسراع في الافراج عنه.
وكانت زحلة استفاقت صباح امس الخميس على اقفال الطرقات الرئيسة بالسواتر الترابية واقامة الخيم واشعال الاطارات، وسط صرخات بالتصعيد اليوم الجمعة ايضا على صعيد اوسع يبدأ مع اضراب شامل يشل زحلة بجميع قطاعاتها، التزمت فيه اولا مدارس زحلة التي اعلنت جميعها ليل امس تضامنها مع آل ريشا واقفال ابوابها.
جميع الطرقات المؤدية الى زحلة اليوم مقطوعة بالسواتر الترابية، النقطة الاولى حيث يتواجد المعتصمون هي مستديرة كسارة، طريق كسارة الداخلية، شتورا - ضهر البيدر، اما ترشيش فهي الطريق الوحيدة السالكة بعد ان اتخذ القرار من وزارة الداخلية بضرورة ازالة الاتربة من وسطها بعد ان كانت قد تسببت بحادث سير قوي ليل امس.
اساقفة زحلة اجتمعوا يوم امس وتوحدت كلمتهم بضرورة الافراج عن ريشا، منددين بعملية الخطف هذه. كما توحد سياسيوها الذين تهافتوا على اطلاق التصاريح مطالبين بالقاء القبض على الخاطفين وهم معروفون.
وليلا ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام درويش لقاءً جامعا في سيدة النجاة بحضور اساقفة المدينة والنائب ايلي ماروني وممثلو الاحزاب في المدينة من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمردة والكتائب وفعاليات وعائلات متضامنة مع عائلة ريشا .
وتلا المطران درويش بيانا اكد فيها ان زحلة متمسكة بالشرعية والقانون واثنى على جهود الدولة والاجهزة الامنية والعسكرية التي تعمل على ملاحقة خاطفي المواطن الادمي سعد ريشا وشدد المطران درويش على ان زحلة وفية للعيش المشترك وان الخاطفين هم اناس خارجون عن القانون ولاينتمون الى اي طائفة او مذهب. وطالب درويش الخاطفون بالافراج سريعا عن ريشا.
بدوره، شدّد النائب ايلي ماروني على ضرورة مكافحة ظاهرة الفلتان الامني التي تستبيح في كل مرة زحلة والبقاع الاوسط وأهلنا الذين لا يبدلون تبديلا عن الامن والقانون والدولة واليوم مطلوب من الدولة أن تحزم امرها وتعيد سعد ريشا الى عائلته وأن تسوق خاطفيه الى العدالة ومحاسبتهم حتى يكونوا عبرة لمن يحاول الاعتداء على اهل زحلة وابناء البقاع.
كما أصدرت الكتلة الشعبية بيانا اعلنت فيه عن نتائج اتصالات اجرتها السيدة ميريام سكاف مع المعنيين حول المخطوف سعد ريشا.
هذا وعاش لبنان والبقاع مساء امس تضاربا في المعلومات حول الافراج عن ريشا، التي كانت تؤكدها مصادر امنية حينا، لتنفيها حينا آخر لدواع امنية، خوفا من تعثر المفاوضات ولتسهيل عملية الافراج، بحسب مصدر امني.
وكانت عمليات الخطف قد شهدت في العام 2016 انحدارا ملحوظا في عمليات تنفيذها بالرغم من تجاوزها عتبة الـ 50 عملية وفق احصاءات قوى الامن الداخلي.
اذاً، البقاع وزحلة تحديدا على ابواب اضراب شامل، بجميع قطاعاته لحين الافراج عن ريشا، والعيون شاخصة نحو بريتال بعد ان اميط اللثام عن الخاطفين، وحددوا بالاسماء، وهم محاصرون منذ اول من امس. اما اهالي بريتال فقد دعوا الى وقفة تضامنية اعتراضاً لما جرى من احداث مشوهة لصورة البلدة عامة وشبابها خاصة، اليوم الجمعة عند الساعة 11 مقابل مبنى البلدية الطريق العام تحت عنوان " 20 لص وحرامي لا يمثلونني".