القانون الانتخابي هو الطبق الاساسي في اللقاءات الرئاسية والوزارية والنيابية، وطغى على اجواء الجلستين التشريعية والوزارية، وبات هم المسؤولين الاول دون اي تقدم، حتى ان الملفات المتعلقة بالمواطن كالنفايات والمطار والنظام المالي لادارة قطاع النفط رُحلت عن جلسة مجلس الوزراء في السراي الى اجتماعات لاحقة، كما ان الرئيس سعد الحريري استهل كلمته بالتركيز على انجاز قانون جديد للانتخابات، داعياً القوى المتمثلة في الحكومة الى التوافق على هذا القانون.
ورغم اهمية هذا الملف عند الرؤساء عون وبري والحريري وجعجع، لكنه يبقى الهاجس الاول لوليد جنبلاط، ولن ينام مرتاحاً الا بعد الوصول الى توافق على الستين، وفي حال عدم الاخذ بمطالبه سيلجأ الى كل الخيارات التصعيدية من سحب وزيريه من الحكومة الى المقاطعة والعصيان. لكن وقبل هذه الخيارات سينقل هواجسه من النسبية الى الجميع، وعلى ضوء الزيارات سيكون القرار.
الجولة المشتركة بين «الاشتراكي» واللقاء الديموقراطي على القيادات استهلت في بعبدا وباجتماع مع الرئيس ميشال عون حيث كان اللقاء ودياً بالشكل مع الخلاف بالمضمون.
فالرئيس عون شرح ايجابيات النسبية كونها تحفظ التمثيل العادل للجميع وتحصن الاستقرار، فيما طالب الوفد الاشتراكي بمراعاة هواجس الدروز وحقهم بانتخاب نوابهم الاربعة في الشوف وعاليه بعد تحكم الآخرين بنوابهم في حاصبيا وراشيا والمتن وبيروت.
ووصفت مصادر بعبدا اللقاء بين الرئيس عون والاشتراكي بالجيدة والصريحة والودية، واستمع الرئيس عون الى وجهة نظر الاشتراكي  المكلف من جنبلاط، وحرصه على الستين والاسباب الكامنة وراء تمسكه به وبالشوف وعاليه محافظة واحدة. وحسب المصادر، قدم الوفد للرئيس عون شروحات تضمنت اماكن الانتشار الدرزي جغرافياً وعدد الناخبين الدروز وتواجدهم وضرورة الحفاظ على هذا المبدأ والوجود.
وقد رد الرئيس عون متفهماً هواجس الوفد شارحاً وجهة نظره من النسبية واثارها الايجابية على البلاد، وانها الخيار الافضل لانقاذ البلد وتطويره وتحصينه ونقله  من مكان الى آخر وتأمين العدالة للجميع.
وانطلق الرئيس عون حسب المصادر، من ثابتتين، الاولى اجراء الانتخابات في موعدها وعدم التمديد تحت اي ظرف، معلنا استعداده لسماع هواجس الجميع والنقاش بهدوء والاخذ والعطاء، لان قانون الانتخابات في النهاية موضوع تشاور وطني بين الجميع... رغم موقف الرئيس الواضح بضرورة الوصول الى قانون جديد للانتخابات. 
وطلب الرئيس عون من الوفد وضعه في حصيلة مشاوراته على القيادات لاستكمال الحوار مع حرصه على الطائفة الدرزية وكل اللبنانيين.
وفي المعلومات، ان الوفد خرج مرتاحاً لما سمعه من الرئيس عون حيث بادر الوفد بنقل تحيات النائب جنبلاط اليه، ورد الرئيس عون على التحية بالمثل.
اما مصادر الوفد الاشتراكي فوصفت لـ«الديار» اللقاء «بالودي والصريح واستمع الرئيس لمطالبنا ورفضنا للنسبية وتأكيده على انه يتفهم هواجسنا، كما ذكرنا الرئيس بمطلب التيار الوطني الحر بالميثاقية والتمثيل الصحيح». وهذا ما تطالب به طائفة الموحدين الدروز حاليا بحفظ تمثيلها الصحيح.
واشارت المصادر الى ان الرئيس عون شرح ايضا وجهة نظره من القانون النسبي الذي يراعي تمثيل الجميع ويحفظ الاستقرار في البلد، ويرفض استثناء احد مع حرصه على موقع الطائفة الدرزية ودورها.  
كما تم التوافق على استمرار التشاور والحوار ووضع فخامته في محصلة اللقاءات.
وتمنى النائب غازي العريضي بعد اللقاء من الجميع «ان يسمحوا للطائفة الدرزية باختيار ممثليها في عاليه والشوف وخذونا «بحلمكم». ونحن لن نلغي انفسنا وعندما فزنا في الانتخابات طبقنا الشراكة، ونحن منفتحون على الحوار.
ومن المتوقع ان يواصل «الاشتراكي» زياراته للمسؤولين والقوى السياسية لشرح موقفهم من القانون الانتخابي الذي طغى على اجواء الجلسة التشريعية عبر نقاشات لم يحدث فيها اي خرق في ظل عدم وجود  قرار جديد باسقاط الستين.
وفي المجال الانتخابي، عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل لبحث الملف الانتخابي  الذي تركز على القانون المختلط وموقف جنبلاط.

ـ مجلس الوزراء ـ

القانون الانتخابي خيّم ايضا على جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي برئاسة الحريري وعقدت الجلسة بين استراحة الجلستين التشريعيتين الصباحية والمسائية. واجل مجلس الوزراء البنود المتعلقة بالنظام المالي لادارة قطاع النفط، و ملفي النفايات والمطار وقد ابلغ الوزير نهاد المشنوق الوزراء بانه سيدعو الهيئات الناخبة في 10 شباط لممارسة حقهم الانتخابي في 20 ايار وعلى اساس الستين.

ـ تأجيل تعيين العميد سنان ـ

علما انه تم تأجيل تعيين العميد سمير سنان مساعداً لمدير عام امن الدولة بدلاً من العميد محمد الطفيلي الذي تقاعد منذ اشهر، حتى الجلسة المقبلة في القصر الجمهوري.
والمعلوم ان خلافاً كبيراً حصل بين مدير عام امن الدولة جورج قرعة ونائبه الطفيلي وهذا ما ادى الى استبعاد امن الدولة عن الاجتماعات الامنية حتى انتخاب الرئيس عون الذي استقبل العميد قرعه وجهاز امن الدولة، مؤكداً على تعزيز وتأمين كل الامكانات له.

ـ موغريني في لبنان ـ

وفي اطار الدعم الخارجي للبنان، تزور ممثلة السياسة الخارجية للامن المشترك في الاتحاد الاوروبي فيديركا موغريني لبنان الخميس المقبل والبحث سيتركز على ملف النازحين السوريين، وضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.