كاد الموقوف السوري شادي خالد جنيد (28 عاما) الملقب بـ"أبو محمد" ان ينهار عندما واجه رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين عبدالله إنكاره بالصور والاشرطة المسجلة لاعترافاته في التحقيقات الاولية، وتفاصيل عملية ذبح الجندي عباس مدلج بأمر من تنظيم "داعش" في وادي ميرا عام 2014، إثر اعتقال عماد جمعة، والمشاركة في قتل المؤهل في فرع المعلومات زهير عزالدين في عرسال في الثامن من كانون الثاني 2016.

وبادر رئيس المحكمة في مستهل الجلسة جنيد باعترافه أوليا بأنه كان ضمن المجموعة التي اسرت الشهيد مدلج خلال مشاركته في معركة عرسال. فزعم انه تعرض للضرب حينذاك. ونصحه عبدالله بعدم اللجوء الى الانكار، وخصوصا انه كرر اعترافه في التحقيق الاستنطاقي امام القاضي المدني بذبح مدلج وقتل عز الدين. فثابر المتهم على الانكار. عندها عرض رئيس المحكمة على المتهم صورته مرتديا اللباس "الداعشي" ومطلقا لحيته، وهو يجر الجندي المذبوح. فامتقع لون جنيد وشوهد يرتجف بإزاء إنكاره وقول عبدالله على مسمعه إن ثمة اثباتات على اعترافاته معززة بشريط مصور وصور للمتهم التي بصم عليها في سياق التحقيق الاولي معه أمام مخابرات الجيش، ومنها صورة لاغتيال عزالدين. فواظب المتهم على انكاره مشيرا الى انه أمي، لذا بصم على الصور المقدمة ضده في الملف. عندها عرض رئيس المحكمة على الموقوف قصاصة مدونا عليها كلام بخط اليد، فأقر المتهم بأن المكتوب عليها بخط يده. بإزاء ذلك قال له عبدالله: "الافضل أن تجيب وتقول الحقيقة، فربما ثمة أسباب مخففة". واقتصرت إجابة المتهم، الذي تنقل في حياته بين مجموعات مسلحة في "كتائب الفاروق" و"جبهة النصرة"، ثم التحاقه بـ"داعش"، على القسم، متمسكا بانكاره وبابقائه داخل مخيم اللاجئين السوريين عند معركة عرسال.
حافظ رئيس المحكمة على هدوئه امام النفي المتواصل للمتهم، وتناول مشاركته في الهجوم على مركز الجيش في وادي الحصن وأسر 16 عسكريا، فيما المجموعة التي ينتمي اليها المتهم اخذت اربعة عسكريين وعتادا واسلحة. وزاد على اذن المتهم حيزا من تفاصيل الاعتراف الاولي للمتهم عندما اصدر مسؤول "داعش" في القلمون معتصم شيخ ادريس "قرارا شرعيا بذبح الجندي مدلج، وأرسل طلب التنفيذ اليك، فامتثلت". وبصوت مرتجف ردّ المتهم: "والله مو أنا". فسارع عبدالله الى القول: "إنكارك لن ينفع"، موضحا أن صور المتهم التي عرضت عليه مستقاة من الشريط المصور عن عملية الذبح. وأنهى أسئلته: "ربما الاسباب التي دفعتك الى الانكار هي أنك غير نادم على فعلتك". ورفع الجلسة الى المتابعة في 23 شباط المقبل.
وللمتهم تاريخ حافل بالاجرام في الحرب السورية تبعا لتلاوة إفادته الاولية وتنقله في مجموعات عسكرية والتحاقه بـ"كتائب الفاروق" وإعدامه جنديين سوريين رميا بالرصاص وقتل ثالث.