رأى تقرير عسكري أنّ إسرائيل تحضّر الآن لصراع في الظل وللحرب الخفية مع "حزب الله" بالتوازي مع محاولة إيران بناء وجود لها في ضفّة الجولان، الأمر الذي تعدّه إسرائيل خطًا أحمر.
ولفت التقرير الى أنّ "حزب الله" يملك 130 ألف صاروخ، بينها صواريخ بعيدة المدى يمكنها الوصول الى بعض المدن وتدميرها.
وذكّر بأنّ معهد دراسات الأمن القومي (INSS) شدّد في البيان السنوي الإستراتيجي الذي أصدره في الثاني من الشهر الحالي، على أنّ "حزب الله" يشكّل التهديد الأكبر للدولة العبرية. وشجّع الإستخبارات الإسرائيليّة على تكثيف الجهود من أجل منع وصول أنظمة أسلحة متقدّمة الى الحزب. وأضاف أنّ معظم الأسلحة التي ترسلها إيران الى "حزب الله" تمرّ عبر سوريا، ويقال إنه بنى قواعد عسكرية ويسعى لحجز مكانةٍ له في مرتفعات الجولان.
أمّا ايران فهي التهديد الثاني لإسرائيل، وصنّفت بهذا المركز لأنّها بعيدة جغرافيًا عن إسرائيل.
في الأسابيع الماضية، بدأت تتكشّف معالم الحرب الخفيّة بين إسرائيل وحزب الله، ويبدو أنّها ستشتعل مجددًا ومحتملة في هذا الوقت بمستوى خطير ومرتفع جدًا.
وفي التفاصيل، ذكرت تقارير عدّة في الآونة الأخيرة قيام إسرائيل باستهداف أماكن في سوريا سواء من الجولان أو من الأجواء اللبنانية.
ففي 30 تشرين الأول الماضي، أطلقت مقاتلات إسرائيلية صاروخين على الأقل من الأجواء اللبنانيّة، مستهدفةً موكب شاحنات خارج دمشق، في ظلّ تكهنات بأنّ الشاحنات كانت تحمل أسلحة متقدّمة لـ"حزب الله".
وفي 2 كانون الأول، أطلق الطيران الإسرائيلي صواريخ "بوباي" التي يتم تطويرها في مؤسسة رفائيل، في غارتين حوالى دمشق. وتبيّن أنّ الغارة الأولى استهدفت مخزنًا للأسلحة تشغله الفرقة الرابعة في الجيش السوري في منطقة الصابورة، وأخرى استهدفت عددًا من السيارات بالقرب من طريق دمشق - بيروت الدولي.
في 7 كانون الأول، إستهدف عدد من الصواريخ أرض - أرض مراكز في مطار المزة العسكري، حيث يمتلك "حزب الله" منشأة مشددة الحراسة يتلقى فيها أسلحة من إيران قبل نقلها الى لبنان، وأسفرت الضربات عن وقوع تفجيرات وإندلاع النيران في المطار.
وفي تاريخ آخر، ضرب الطيران الإسرائيلي منشآت للحزب داخل وحول الزبداني.
وعلى ما يبدو فإنّ "تغيير لعبة التسليح لحزب الله" التي كشف عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى في نيسان 2016 بدأت من خلال الضربات الإسرائيلية التي توقف شحنات الأسلحة.
والجدير ذكره أنّ صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة قالت في 8 كانون الأول إنّ إحدى الغارات الإسرائيلية إستهدفت قاعدة الوحدة 450 وهي تابعة لمركز الدراسات والأبحاث العلمي السوري.
وفي اليوم التالي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ إستهداف سلاح الجو الإسرائيلي لبعض القاعدات في سوريا، منع محاولة نقل أسلحة كيماوية من سوريا الى لبنان.
وبناءً على ما سبق، يبدو أنّ "حزب الله" وإيران يحضران لتصعيد جهود سريّة من أجل تطوير ترسانة الحزب إلى مستوى خطير للغاية. وبالرغم من الرسائل السياسية في كلمة ليبرمان إلا أنّها للمرة الأولى يعرب مسؤول إسرائيلي عن خشيته من امتلاك الحزب لتلك الأسلحة.
هذه الأجواء والغارات المتقطّعة تشكّل ما يسميه الإسرائيليون "حملة ما بين الحروب"، وهي عبارة عن عمليات علنيّة وسريّة للحد من التهديدات المتصاعدة خصوصًا امتلاك الأسلحة المتقدّمة.
(UPI - لبنان 24)