تمهيد: في حديث خاص للاعلامي رفيق نصرالله لإذاعة صوت الشعب، يتحدث عن أسفه لتأخر الحسم العسكري في سوريا، ويدعو للقيام بعمليات الإبادة اللازمة.
أولاً: رفيق نصرالله، إلى اليمين دُر...
الإعلامي نصرالله من صفوف الحزب الشيوعي (أقصى اليسار)، يسار الديمقراطية والاستنارة، حقّ الشعوب بتقرير مصيرها، وحقّ الطبقات الكادحة بعيش كريم وحريات شخصية وجماعية مصانة، إلى أقصى اليمين، اعتناق أيديولوجيا الأحزاب والمنظمات الطائفية والمذهبية، ومساندة أعتى ديكتاتوريات المشرق العربي الممثّلة بالرئيس السوري بشار الأسد، يستدير نصرالله استدارة كاملة من اليسار لليمين، مدافعاً عن طروحاته البائسة بدعم قوى المقاومة والممانعة بأسوأ ممثليها :النظام السوري.
ثانياً: التباكي على أيام الحركة الوطنية.
يتذكر نصرالله أيام الحركة الوطنية، أيام مقاومة العدو الإسرائيلي، أيام الشعارات الوطنية ورموزها في السياسة والأدب والشعر والغناء والمسرح، مسرح الرحباني وأغاني مرسيل خليفة وأحمد قعبور، وشعر محمد علي شمس الدين وحسن عبدالله وشوقي بزيع، كل ذلك خبا وتراجع، ونصرالله لا يخبرنا عن مسؤولية فريق المقاومة والممانعة في تصفية مواقع الحركة الوطنية ورموزها وإنجازاتها، وفتح الأبواب المغلقة ليتسرب منها الفكر الطائفي والظلامي ، ولم يخبرنا لماذا تمّ الحجر على كل الأصوات الوطنية والقومية ليسطع نجمه ونجم أضرابه الذين يملأون الإعلام المنحط أكاذيب وسخافات وسموم "وطنية" وانتصارات مزيفة.
إقرأ أيضًا: المصالح العربية في الآستانة بلغة تركية
ثالثاً: فُرص الحسم العسكري الضائعة في سوريا.
في سوريا، برأي نصرالله المقاوم، كان على النظام أن يستعجل الحسم العسكري، لا أن يتردّد في ذلك، لقد أبدى بشار الأسد قدراً كبيراً من التسامح والحوار الديمقراطي مع المعارضة الإمبريالية الصهيونية برأيه، حتى عندما اضطرّ لاستخدام القوة والبطش كان الوقت متأخرا جداً، كان عليه أن يلجأ للابادة (هكذا استعمل لفظ الإبادة) ،وعندما لفت نظره المذيع المُحاور لقساوة التعبير، أصرّ عليه مع تجنُّب "المدنيين"، وغاب عن ذهنه أن الأسد استعمل الكيماوي وأباد من أباد قبل أن يضطر إلى تسليمه تحت الضغط الدولي، وهو لم يُقصّر بالابادة والقتل والاعتقال والتعذيب والتهجير، مع عدم ملاحظة الإعلامي المقاوم المخضرم ذلك.
إقرأ أيضًا: المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية اللبنانية سالم زهران
رابعاً: مستقبل سوريا: الفدرالية أو التقسيم.
بعد كل تضحيات قوى المقاومة والممانعة، وبعد ست سنوات من الخراب والقتل والتهجير، ما هو مُتاح أمام الشعب السوري بنظر نصرالله، هو شريط للنظام الأسدي يمتد من دمشق حتى حلب وصولا حتى إدلب، مرورا بحمص وحماة، وهذه دولة بشار المحمية والمتمتعة بالرعاية الروسية، في حين يحتفظ أهل السّنة بدولة في بطن البادية من ديرالزور إلى الرّقة وبرعاية أميركا، إذن الفدرالية والتقسيم قادمان بإرادة ورعاية الجبارين الروسي والأميركي، هذه بعض إنجازات بطل الممانعة بشار الأسد، أما أماني الشعب السوري بدولة موحدة ومستقلة وديمقراطية ،بعيدا عن حكم أنظمة الاستبداد والمخابرات، فهذه كلها لم تخطر على بال نصرالله، الكلمة الفصل للقوى الإقليمية والدولية، وكفانا فخراً بصمود الأسد ونظامه، وانتصار خيارات نصرالله ومعها خيارات قوى المقاومة والممانعة.