أثار تبني "تيار الوفاء" المعارض للعمل المسلح ضد حكومة البحرين، التساؤل حول ما يمكن أن يترتب على تلك الخطوة، وفي ما إذا كانت ستنسحب على دول خليجية أخرى، ولاسيما أنها انطلقت من شخص مقيم في إيران المعادية لتلك الدول، بحسب مراقبين.
وأعلن مرتضى السندي القيادي في التيار من مدينة قم الإيرانية، قائلا: "نعلن أننا بدأنا مرحلة جديدة، وأعلناها في بيان التأبين للشهداء.. قبضة في الميدان وقبضة على الزناد، وسنتحمل هذه النتائج بأكملها، ونحن جادون في هذا الأمر".
وتواصلت "عربي21" مع عدد من الشخصيات السياسية والنيابية في دول الخليج، لمعرفة ما إذا كانت تمثل تلك الخطوة خطورة فعلية على أرض الواقع، حيث اعتبرها البعض أنها "مجرد فرقعات" لن تجد لها صدى.
وقال الكاتب البحرين الدكتور إبراهيم الشيخ لـ"عربي21" إن "التهديد الذي ظهر في الفيديو ليس له أثر، إذ أن المعمم نفسه سبق أن أطلق تهديدات مماثلة وهو يتنقل بين قم وكربلاء"، لافتا إلى أنها "مجرد فرقعات في الهواء، وأن تياره لا وجود له على أرض البحرين، لان أغلب قياداته في السجون أو خارج البحرين".
وأشار إلى أن "الفيديوهات المتفرقة التي يطلقون فيها تهديداتهم تصدر من شخصيات ليست متواجدة على أرض البحرين"، مؤكدا أن "الوضع جدا طبيعي في البحرين، وأن بعض التظاهرات البسيطة موجودة داخل القرى الشيعية المغلقة".
وأوضح الشيخ أن "هذه التصريحات محاولة لتحريك الجماهير، لكن دون جدوى لأن الوضع الأمني مسيطر عليه ولا وجود للإرهاب وإن وجد فإنه فقط في مناطقهم، وما حدث بعد إعدام المدانين من إطلاق نار على شرطي بحريني يدل على وجود سلاح لدى الخلايا النائمة".
وبشأن الإجراءات الرسمية التي يمكن أن تتخذها البحرين مع إيران لتسليم المطلوبين، قال الشيخ: "بالإمكان البحرين أن تتخذ الخطوات الدبلوماسية لتسليم مطلوبين، لكن هذا لا ينفع مع إيران لأنها هي من تحتضن الإرهابيين والكثير من المتهمين بعمليات اغتيال داخل البحرين هم يقيمون في إيران".
هل التهديد يعني شيئا للسعودية؟
وعلى صعيد ما تمثله تلك التهديدات لباقي دول الخليج، قال عضو مجلس شورى سعودي لـ"عربي21" إنه لا شك أن هذا يعتبر تهديدا صريحا لدولة البحرين وهي عضو في مجلس التعاون الخليجي، وما يمس هذه الدولة يمس بقية الدول والعكس صحيح".
وشدد الدكتور صدقة بن يحيى أن "هذا يعتبر تهديدا لكل مجلس التعاون الخليجي، والمؤسف أنه يأتي من مواطن بحريني يحتمي ويستقوي على بلاده بدولة معادية لدول الخليج والعرب بشكل عام ولها سياسات توسعية عدوانية معروفة".
ولكنه أكد أن "هذه التهديدات لن تثني هذه الدول عن السياسات الرامية للحفاظ على أمنها واستقرارها" لافتا إلى أنها"قادرة على الدفاع عن نفسها ونلوم هذا الشخص على ما يقوم به الذي يعتبر خيانة لوطنه لأنه يعلن من إيران أنه سيستخدم القوة ضد بلاده لزعزعة أمنها وبالتالي أمن الخليج وهذا غير مقبول".
وأشار بن يحيى إلى أن "الخليج أجمع والدول العربية تستنكر ما يقوله وفي نفس الوقت وهذه التهديدات لا تعني لنا أي شيء سوى أنها خيانة ترتكب ضد دول الخليج وليس البحرين فقط وهذا الذنب لا يغتفر، ويكفي أنه يخون بلده ويستقوي عليها بدوله معادية".
واستدرك عضو مجلس الشورى السعودي قائلا: "هذه التصريحات ليست جديدة وخاصة من معارضين بحرينيين، وستذهب بالهواء ولا تشكل تهديدا لان الجبهة الداخلية قوية وهو الدرع الواقي والضامن للأمن والاستقرار لدول الخليج ضد كل هذه التهديدات".
يشار إلى أن العلاقات السعودية الإيرانية اتسمت في الآونة الأخيرة بالاحتقان الشديد بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ، ووصلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العديد من المناسبات.
مصطفى الدليمي