نشرت صحيفة "ناشونال بوست" تقريرًا موسعًا عن روسيا التي إستطاعت أن تحكم العالم اليوم، بالرغم من أنّ قدراتها أقلّ من دول أخرى.
 
بالمقارنة مع كندا، تنتج روسيا أموالاً أقل منها سنويًا، فعام 2016، بلغ الناتج المحلّي في روسيا 1.3 تريليون دولار، بالتساوي مع أستراليا. كذلك من حيث الكثافة السكانية، فعدد المواطنين الروس أقل من نيجيريا، ومع ذلك تحكم موسكو العالم وتهيمن على الشؤون الخارجية، والتي برزت مؤخرًا من خلال قرصنة الإنتخابات الأميركية والتدخل العسكري في سوريا.
 
"ناشونال بوست" سـألت سياسيين، ديبلوماسيين ومؤرخين عن السبب وراء هيمنة روسيا، خصوصًا وأنّ إنفاقها العسكري ليس سوى عشر ما تنفقه الولايات المتحدة على جيشها، والعناصر العسكرية الروسية أقلّ من تلك المتواجدة في الهند، كما تمّت السيطرة على جزيرة القرم من دون اطلاق رصاصة واحدة. وخلال التدخل في سوريا احتاج الروس فقط لـ50 طائرة و500 مليون دولار، أي ما يعادل نفس الكلفة التي أنفقتها الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية.
 
وقد أظهرت روسيا، بحسب الصحيفة، أنّها بلد قادر على القيادة العالميّة بالرغم من تفوّق غيره عليه في بعض المجالات.
ولفتت الصحيفة الى أنّ روسيا أرسلت قواتها المسلّحة إلى أكثر من بلد منذ العام 2000 وهي: الشيشان، حدود القوقاز، جورجيا، دونباس في أوكرانيا وبعد ذلك في سوريا.
 
وشبّهت الصحيفة روسيا بإسرائيل إذ أنّها دولة لا تثق بأحد ولا يعرف من يمكن أن تثق به كحليف.
 
ومن نقاط القوّة الروسية، إمتلاكها لحق "الفيتو" في مجلس الأمن، الذي ورثتته من الإتحاد السوفياتي، وقد استخدمته 13 مرّة منذ العام 2000، ومعظمها تختص بالشرق الأوسط، على عكس فرنسا وبريطانيا اللتين لم تستخدماه منذ 1989. كذلك فهذا الحق يجعل من الصعب طرح أي أزمة عالميّة على طاولة المفاوضات من دون التطرّق الى روسيا.
 
توازيًا فروسيا ليست سهلة، إذ يمكن أن تنظّم "هجمات جنسية" في أوروبا، كما قالت الصحف البريطانية، وذلك بهدف إلحاق الهزيمة بالمستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل في الإنتخابات الألمانيّة. وبالرغم من سخافة هذه القصّة إلا أنّ القرّاء البريطانيين باتوا يعتقدون أنّ الكرملين قادر على إنزال جيوش إعتداءات جنسيّة بالمظلات في غرب أوروبا.
من أبرز النقاط لدى روسيا أيضًا، هي قوّتها في الديبلوماسية، فعندما أبعدت الولايات المتحدة مؤخرًا 35 ديبلوماسيًا روسيًا على علاقة بالتدخل الروسي في الإنتخابات الأميركية، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اليوم الثاني أبناء ديبلوماسيين أميركيين إلى الكرملين لرؤية شجرة الميلاد، وكانت تلك خطوة ذكيّة.
 
ومنذ الحقبة السوفياتية، يعرب الديبلوماسيون حول العالم عن حنكة الديبلوماسيين الروس الذين يخضعون لتدريب جيّد وهم مهنيون جدًا. حتى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في مقابلة مع مجلّة "ذا أتلانتيك" عام 2013 "إنّ بوتين كان مهذبًا ودقيقًا في كل لقاءاتنا". ولا يزال الروس يحققون مكاسب على الساحة الخارجيّة بالرغم من إمكاناتهم مثل: التوسّط في اتفاق لنزع الأسلحة الكيماوية السورية، التقارب مع الصين وغير ذلك.
 
كما يعرف الروس، بحسب الصحيفة بالقسوة وعدم الرحمة، وكشفت أنّ عام 1985، أقدم "حزب الله" على خطف 4 ديبلوماسيين روس في بيروت، فجاء الردّ الروسي بقيام وكالة الاستخبارات الروسية KGB بقتل أحد أفراد عائلة مسؤول في "حزب الله" وإرسال قطعة من الجثة الى الخاطفين، فما كان من الحزب إلا أن أفرج عن المخطوفين بعد فترة وجيزة. لذلك فمن الصعب تحديد صرامة الروس وحدّتهم وقسوتهم.
وختمت الصحيفة بالإشارة الى أنّ روسيا تمتلك قوّة نووية رهيبة وتمتلك مخزونًا هائلاً من هذه الأسلحة.
 
(ناشونال بوست - لبنان 24)