في رسالة دعم دولية وازنة للعهد الجديد ومسيرة «استعادة الثقة» الحكومية، برز أمس تأكيد مجلس خارجية الاتحاد الاوروبي دعم الاتحاد الكامل للبنان من خلال تبني وزراء الخارجية الأوروبيين إثر اجتماعهم في بروكسل، 9 خلاصات بشأن الملف اللبناني رحبت في أبرزها بإنهاء «الجمود المؤسساتي الطويل» عبر إنجاز الاستحقاقين الرئاسي والحكومي، مع التشديد على أهمية اجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها المناسب في العام الجاري، وسط تجديد التزام أوروبا بوحدة وسيادة واستقرار واستقلال وسلامة أراضي لبنان، والتأكيد في الوقت عينه على أهمية الالتزام اللبناني المستمر بسياسة النأي بالنفس عن كل الصراعات الإقليمية تماشياً مع «إعلان بعبدا«، وذلك بالتوازي مع شكر اللبنانيين على استضافتهم اللاجئين السوريين والفلسطينيين، في مقابل إعراب الاتحاد الأوروبي عن التقيّد الكامل بالتزاماته تجاه المجتمعات المضيفة للاجئين التي كان قد تعهّد بها في مؤتمر لندن في شباط 2016. 

وإذ أكد المؤتمرون ضرورة استمرار الالتزام اللبناني بالقرارات الدولية، أشادوا في المقابل بالدور الذي تضطلع به القوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل للحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان، مع إبداء الدعم الأوروبي الكامل للجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف، والالتزام في هذا السياق بدعم المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية الرسمية. كما كان تأكيد متجدد من الاتحاد على الالتزام بدعم لبنان وحكومته بما يصب في إطار تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتطوير قطاعات الطاقة والبنية التحتية. 

وجا في نصّ الخلاصات التسع التي تبناها اجتماع بروكسل أمس تحت إشراف الممثلة العليا لخارجية الاتحاد فديريكا موغيريني:

أولاً، يرحب الاتحاد الأوروبي بانتخاب ميشال عون في 31 تشرين الاول 2016 رئيساً للجمهورية اللبنانية وبتشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة سعد الحريري في 18 كانون الاول 2016، وهما خطوتان وضعتا حداً للجمود الطويل الأمد الذي أصاب المؤسسات السياسية اللبنانية. كما يشيد الاتحاد الأوروبي برئيس الوزراء المنتهية ولايته تمام سلام وأدائه وحسن قيادته الأمور في ظل ظروف صعبة.

ثانياً، يأخذ الاتحاد الأوروبي علماً بإعلان الحكومة اللبنانية ويرحب بطموحها الساعي إلى «استعادة الثقة». وعليه يدعو الاتحاد لبنان لاجراء الانتخابات التشريعية في الوقت المناسب في عام 2017، وضمان حصول هذه العملية بسلاسة وشفافية، بما يدعم تقليد الديمقراطية القائم منذ فترة طويلة في لبنان. والاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم لهذه العملية.

ثالثاً، يرحب الاتحاد الأوروبي بتصميم جميع الجهات السياسية اللبنانية الفاعلة على مواصلة العمل بهذه الروح البناءة ذاتها وفي جو من الوحدة الوطنية. وهذا أمر بالغ الأهمية كي يتمكن لبنان من ضمان حسن سير العمل في جميع المؤسسات الديموقراطية والتعامل مع مختلف التحديات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وهذه التحديات تتأثر بشكل كبير بالصراع في سوريا. إن حرية لبنان والتنوع فيه هما نموذج للمنطقة بأسرها ويتماشيان مع قيمنا المشتركة وينبغي حمايتهما.

رابعاً، يؤكد الاتحاد الأوروبي التزامه بوحدة وسيادة واستقرار واستقلال وسلامة أراضي لبنان. ويكرر أهمية الالتزام المستمر بسياسة النأي بالنفس عن كل الصراعات الإقليمية، وذلك تماشياً مع «علان بعبدا«.

خامساً، يشدد الاتحاد الأوروبي أيضاً على أهمية التزام لبنان المستمر على أكمل وجه بتنفيذ واجباته الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أرقام 1559 و 1680 و 1701 و 1757. ويشيد الاتحاد الأوروبي بدور القوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان. ويؤكد الاتحاد الاوروبي دعمه لليونيفيل، الذي تسهم فيه العديد من دول الاتحاد مساهمات كبيرة. كما يواصل الاتحاد الأوروبي دعم عمل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ.

سادساً، يدعم الاتحاد الأوروبي بالكامل الجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية والمؤسسات الأمنية في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف ويرحب باستمرارية التعاون معه من أجل تعزيز ذلك. ويجدد الاتحاد التزامه بدعم المؤسسات العسكرية اللبنانية الرسمية.

سابعاً، إنّ أولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان والاتفاقيات المعتمدة في 11 تشرين الثاني 2016 تضع إطاراً متيناً للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان ودعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان. ويرحب الاتحاد الأوروبي بتأكيد الحكومة الجديدة شراكتها معه، ويؤكد لها التزامه دعم لبنان في مواجهة التحديات بما يصب في صالح استقرار البلاد، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل بما في ذلك تطوير قطاعات الطاقة والبنية التحتية، وتنفيذ الإصلاحات وخطط التنمية الملحة. وما يشجع الاتحاد الأوروبي هو التزام القيادة اللبنانية الجديدة بالحكم الرشيد وتعزيز سيادة القانون، بما في ذلك مكافحة الفساد وزيادة مشاركة المرأة والشباب.

ثامناً، يشيد الاتحاد الأوروبي بجهود لبنان غير العادية لجهة استمراره في استضافة أكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري إلى حين تكامل الظروف الملائمة لعودتهم. والتقدير يجب أن يوجه إلى المجتمعات المستضيفة. ويقدم الاتحاد الأوروبي كامل التزاماته التي تعهد بها في مؤتمر لندن الذي عقد في شباط 2016، ويتطلع إلى مواصلة تعاونه مع الحكومة اللبنانية الجديدة من أجل ضمان التقدم في تحسين أوضاع اللاجئين وحقوقهم وحمايتها، وتطوير أوضاع المجتمعات المضيفة الضعيفة تماشياً مع الالتزامات الموقعة بين بيروت وبروكسل. ويثني الاتحاد الأوروبي أيضا على جهود لبنان واستضافته اللاجئين الفلسطينيين بمن فيهم أولئك الذين فروا من سوريا مؤخراً.

تاسعاً، إنّ الاتحاد الأوروبي عازم على مواصلة دعمه للبنان ويدعو الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لتعزيز دعمهم للسلطات اللبنانية الجديدة.