توصل علماء وباحثون في مجال الطب بجامعة زيوريخ في سويسرا إلى فحص دم بسيط يُكلف 40 جنيهاً استرلينياً فقط (50 دولاراً) لكنه يستطيع التنبؤ بالنوبة القلبية والجلطات قبل مدة تصل إلى 7 سنوات من حدوثها، وهو ما يُمكن الأطباء من اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لذلك، وإرشاد الشخص لنمط الحياة الأفضل الذي قد يُجنبه الإصابة بأمراض القلب.
وبحسب ما أوردت جريدة "ديلي ميرور" البريطانية، فإن "فحص الدم البسيط يُمكن إجراؤه في أقسام الطوارئ بالمستشفيات، ونتائجه يمكن أن تعطي تنبؤات على المدى القصير والمدى الطويل معاً، بما يصل إلى 7 سنوات قبل حدوث النوبة القلبية، بما يمكن من توفير علاجات أكثر فعالية للمرضى أو المتوقع إصابتهم بالنوبات، ويجعلها غير مفاجئة عند حدوثها".
وقال البروفيسور توماس لوسكر، قائد فريق البحث الطبي، إنها "المرة الأولى التي يتمكن فيها الأطباء من التنبؤ بالخطر على المديين القصير والطويل معاً".
ويعتمد فحص الدم المبتكر على دراسة مستويات ما يُسمى الـ(TMAO) في الدم، حيث تقول الدراسة إن مستويات وجوده في جسم الإنسان يمكن أن ترتبط بمخاطر الإصابة بالعديد من أمراض القلب الجدية والتي تؤدي إلى الوفاة، وذلك حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يوجد في دمهم كميات من بروتين (تروبونين ت)، وهو البروتين الذي يُفرزه الجسم عندما تتعرض عضلة القلب إلى أضرار، وهو ما يعتبر الأطباء في العادة أن وجوده مؤشر على النوبات القلبية أو أمراض أخرى تتعلق بالقلب.
ويرى الباحثون القائمون على الدراسة أن ارتفاع مستويات الـ(TMAO) يمكن السيطرة عليها بواحدة من طريقتين: الأولى النظام الغذائي المناسب والملائم، أما الثانية فهي المداومة على تناول دواء جديد يمنع الجسم من إفراز الـ(TMAO)، وهو ما يؤدي في النهاية إلى خفض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.
وتقول الدراسات السابقة إن ارتفاع مستويات الـ(TMAO) لدى الإنسان يزيد من مخاطر إصابته بالجلطات في الدم، حيث تساعد الصفائح الدموية على تشكيل الجلطات بصورة أسرع، كما تتسبب بالتهابات في الأوعية الدموية.
يشار إلى أن ملايين حالات الوفاة يتم تسجيلها في مختلف أنحاء العالم سنوياً بسبب الإصابة بنوبات قلبية أو جلطات، فيما يقول الأطباء إن نسبة كبيرة من هذه الإصابات كان من الممكن إنقاذها من الموت لو أنها تلقت المساعدة الطبية في وقت مبكر وسريع وبشكل مناسب.
(وكالات)