فجر هنيبعل نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، مفاجأة خلال جلسات استجوابه أمام المحقق العدلي في لبنان، وقدم معلومات جديدة عن اختطاف المرجع الشيعي اللبناني موسى الصدر ورفيقيه عام 1996 في ليبيا.
وقالت صحيفة "الأخبار" التابعة لحزب الله اللبناني، إن جلسة استجواب هنيبعل اتّسمت بهدوء استثنائي لم يُعهَد في الجلسات السابقة منذ توقيفه في كانون الأول عام 2015، الأمر نفسه انسحب على المعلومات التي أدلى بها القذافي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر اطلعت على التحقيق، أن هنيبعل أصر على أنّ والده معمّر القذافي بريء من خطف الصدر ورفيقيه، واتّهم عبد السلام الرجل الثاني في نظام معمّر، بتوريط ليبيا في "الجريمة".
وأضاف نجل القذافي، أن "والده يتحمّل مسؤولية مدنية تتعلق بالتعويضات لعائلات الضحايا، لكون العقل المدبّر لعملية الخطف مسؤولا رسميا في نظامه. أما عن هوية من يملك الرواية الكاملة لقضية الصدر من ألِفها إلى يائِها، فردّ هنيبعل بأنهم ثلاثة: شقيقه المسجون في ليبيا سيف الإسلام القذافي، وعبد السلام جلود، فيما الثالث هو شقيقه المعتصم الذي قُتل خلال الأحداث في ليبيا".
وكرر هنيبعل، بحسب "الأخبار" عرضه للمحقق العدلي: "أنا مستعد للتعاون لحل القضية". وعندما سأله الأخير عن الكيفية قال: "فور إخلاء سبيلي أنا قادر على التواصل مع شخصيات أساسية كانت في الحكم في ليبيا للوصول إلى خواتيم القضية".
وتحدّث نجل القذافي المعتقل عن "دور أركان في النظام في الضلوع في اختطاف الصدر"، لكنّه ركّز على رجلين اثنين متورطين بشكل رئيس، هما: "عبد السلام جلّود، رئيس الوزراء والرجل الثاني في ليبيا بعد معمّر القذافي، ووزير خارجية ليبيا الأسبق موسى كوسا".
وأكّد أن عبد السلام جلود نقل الصدر إلى منطقة جنزور في ليبيا لوضعه في الإقامة الجبرية، لكنه لفت إلى أنّه لم يعد يعرف ماذا جرى بعد ذلك. غير أنّ القاضي حمادة ذكّره بأنّه في إفادته السابقة أخبره بأنّه "نُقل من جنزور إلى السجن السياسي ثم تمّت تصفيته بعدها"، فأجاب بأنّه استنتج ذلك ولم يكن لديه معلومات.
وبحسب الصحيفة التابعة لحزب الله، فإن القذافي اتهم عبد السلام جلود بأنه ورّط ليبيا في عدة قضايا، من توتر علاقات ليبيا مع مصر أيام الرئيس أنور السادات، مرورا بالحرب مع تشاد، وصولا إلى اختطاف الصدر.
وعند سؤال القاضي لهنيبعل "هل يمكن أن يأخذ جلّود قرارا بإخفاء الإمام من دون معرفة والدك؟"، رد بأنّ "كل شيء ممكن".
وكشف نجل القذافي أثناء التحقيق، وفقا للصحيفة اللبنانية، أنّه علِم أنّ عسكريا ليبيا لا يعلم اسمه وموسى كوسا وشخصا ثالثا انتحلوا هوية الإمام الصدر ورفيقيه، وسافروا إلى إيطاليا.
وفي سؤال للقاضي عن تأكيده أنّ شقيقه سيف الإسلام كان مكلّفا من والده معمّر بتصفية القضية ودفع تعويضات لإنهاء القضية، "فهل يعقل أنّه لم يخبرك بما حلّ بالإمام الصدر؟"، فردّ القذافي: "أخي يكبرني بسبع سنوات. هو بمثابة والدي، وأقبّل يده عندما أُصافحه. سألته مرّة فأجابني بأنّه (لا دخل لك بهذه القضية)".