تمهيد: من النادر أن يغيب عن شاشات التلفزة اللبنانية في البرامج الحوارية على مدى أربع وعشرين ساعة وئام وهاب أو غسان جواد أو علي حجازي وأضرابُهم، لكن يبقى السيد زهران المرشد الأعلى بلا منازع.
أولاً: المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية..السيد خامنئي..
يمتاز المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية بالورع والتقى، والتواضع، وهذا ما يظهر للخاصة والعامة، والثابت أنّ السيد الخامنئي لا يدّعي علماً في كل شاردة وواردة من شؤون الدين والفقه والسياسة والاقتصاد والعلوم والفنون والحرب والسلم والنفط والكيمياء والفيزياء، وهو على دراية تامة بأنّ حبكة السياسة والاقتصاد والدبلوماسية وإرادات التوسّع والهيمنة ترسمها مؤسسات الدولة الإيرانية الضاربة في عمق التاريخ لآلاف السنين.
إقرأ أيضًا: الإرهاب في رعاية الأنظمة، قبل الرعاية الإلهية
ثانياً: المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية اللبنانية..سالم زهران...
يلعب زهران في الجمهورية اللبنانية دور المرشد الأعلى بثقة تامة، وبتفويض شامل، وما لا يجرؤ على قوله سماحة أمين عام حزب الله يستطيع أن يقوله زهران وبصوتٍ عال. وزهران على دراية تامة بشؤون الجيش وقوى الأمن الداخلي، والقضاء والسجون والاقتصاد والمصارف ، والبنك المركزي، والعلاقات الخارجية وكواليس الحكام والمسؤولين، فيعطي توجيهاته ونصائحه للمسؤولين، ويُشرّح أوضاع البعض، فيمون على قادة المقاومة والممانعة، ويسخر ويتهجّم على خصومهم ومناوئيهم، أمّا الرئيس عون فهو عظيم ومرضي عنه طالما أنّ حزب الله راضٍ عنه، أمّا الرئيس نبيه بري فلا يعقد أمراً هاماً دون المشاورة مع السيد زهران، وبما أنّه يحظى برعاية رئيس الدولة ورضى رئيس مجلس النواب، وبركات السيد نصرالله، فإنّ زهران يستطيع أن يتناول القضاء بأقذع الأوصاف، وأخطر الاتهامات، من تلقي الرشاوي والاستزلام والارتزاق، ولم تسلم حريم القضاة من الحملة التي شنّها المرشد زهران اليوم من شاشة الجديد، من "السكربينة" التي يبلغ سعرها ألف دولار، إلى الولادة في الولايات المتحدة الأميركية لحصول الوليد على بطاقة إقامة، إلى رحلات القضاة خارج البلاد والإقامة في الفنادق الفخمة على حساب المُضيفين على مدار العام، ويستطيع زهران أن يعطي الأسماء "تحت الهوا"، فهو يتقن اللعب على الهوا وتحت الهوا.
إقرأ أيضًا: النصوص التراثية..الجُثثُ المُفخّخة
ثالثاً: الحصانة الكاملة لزهران...
قد ترتفع في إيران أصوات تطالب بالمزيد من الحريات، وقد يتململ الشعب الإيراني وينتفض ويحتجّ عندما تسنح الظروف بذلك، أمّا أن يتجرأ القضاء اللبناني ، الذي أوقف قبل شهرين شاباً متهوراً لكتابته تعليقاً طال هيبة الوطن ورموزه بعباراتٍ نابية، فيتحرّك لمحاسبة المرشد الأعلى زهران على تطاوله وتحقيره للقضاء، فهذا يُعتبر ضرباً من الخيال، واللبنانيون بانتظار إرشادات وتوجيهات واتهامات المرشد الجديد ونيل بركاته، وتحرُّك القضاء لتوقيف أي مُتّهم بالتعرض لمقام رئاسة الجمهورية،أو النيل من رموز الدولة وهيبتها. شرط أن لا يحظى بغطاء المقاومة والممانعة.