إكتسبت الزيارة الرئاسية الى المملكة العربية السعودية أبعادا مهمة كثيرة على صعيد العلاقات بين البلدين، وجاءت هذه الزيارة لكسر الجليد الذي شهدته العلاقات الثنائية على خلفية أحداث المنطقة، وكانت النتائج إيجابية حسب المصادر التي رافقت رئيس الجمهورية في هذه الزيارة .
وفي المباحثات بين الطرفين تم الإتفاق على جملة ملفات من اهمها الهبة السعودية للجيش و القوى الأمنية التي تقررت خلال ولاية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وتوقف العمل بها على خلفية ما أصاب العلاقة بين البلدين .
صحيفة العرب قالت أن المملكة خيبت توقعات حزب الله بعدم تجديد الهبة المالية التي تمنحها للبنان، وأعطت فرصة مشروطة للرئيس اللبناني ميشال عون لإثبات حسن النوايا.
وأن السعودية أطلقت مسارا جديدا لعودة العلاقات مع لبنان إلى سابق عهدها ولإعادة تفعيل هبتها المجمدة للجيش والقوة الأمنية، وربطته بمدى نضج السياسة اللبنانية، وقدرتها على خلق شروط إيجابية لا تتناقض مع دور المملكة ومصلحتها.
إقرأ أيضًا: زيارة السعودية والتداعيات الاقتصادية
وأنهت الرياض عهد الهبات غير الموصولة بسياق سياسي ومؤسساتي واضح والذي ربما كان يضرّ أكثر مما ينفع، وتسعى حاليا إلى بناء منطق جديد في التعامل مع لبنان.
ولم يظهر مشهد الانفتاح السعودي المشروط مع لبنان فقط في محادثات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس ميشال عون، بل انسحب كذلك على اللقاءات الوزارية الثنائية التي عقدها الوزراء المشاركون في الزيارة، التي أجراها عون الاثنين والثلاثاء إلى الرياض، مع نظرائهم السعوديين.
وقالت الصحيفة أن السياسة اللبنانية أظهرت رغبة في تفادي التصعيد مع السعودية وتكتسب عودة العلاقات معها طابع المطلب الذي تجمع عليه كل الأطراف، حتى تلك التي كانت تجاهر بإعلان العداء لها من قبيل حزب الله. ويظهر الحزب نوايا حسنة في ما يخص عودة السياح الخليجيين إلى لبنان، وعودة الاستثمارات الخليجية.
إقرأ أيضًا: السعودية تعود إلى لبنان بقوة وتكريس لمعادلات ما بعد إنتخاب عون
ويعود السبب في ذلك وفق محللين، إلى كون الحزب يحاول في هذه المرحلة تسهيل الظروف لإنتاج أمان اقتصادي عام، كي يغطي من خلاله على الأزمات السياسية الكبرى التي يرجح أن تنفجر في المرحلة القادة مع تطورات الوضع في سوريا وما سيفرضه عليه من خيارات.
وترسم هذه الأجواء خارطة عودة سعودية آمنة إلى البلد مرحليا، لأن شبكة المستفيدين من هذه العودة لم تعد تشمل فقط سعد الحريري والتحالفات التي أقامها مع عدة أطراف وازنة، بل باتت تشمل الأطراف التي تحارب السعودية في لبنان مع شبكة تحالفاتها.