يعمد القيمون على إدارة الشأن العام في لبنان دائمًا إلى التخفيف من الأزمات المستعصية التي تجتاحنا على كل المستويات، في محاولة مستمرة منهم بالإلتفاف الدائم على التوجه لعلاج أسس المشكلة وأسبابها الموجبة، هذه الأساليب المعتمدة والتي لم تؤت أُكُلها منذ عقود وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من إنحدار، إنما يقف خلفها موجب رئيسي هو أن هؤلاء الساعين إلى الحلول هم أنفسهم مصدر الأزمة.
وعلى ضوء هذا المحاولات العقيمة السمجة، يتم مقاربة نتائج الزيارة الرئاسية الأولى للرئيس ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية! فتُصَور الزيارة وكأنها رقية سحرية إستطاعت بمجرد حصولها وبقدرة قادر أن تجبر ما كسرته المواقف المرتجلة لدى البعض في جدار العلاقة بين البلدين.
إقرأ أيضًا: رفسنجاني : مات أو قُتل
وبدأ الحديث عن إستعادة الهبة المالية للجيش، وعودة السياح العرب إلى ربوع الوطن، وتحركت الإستثمارات الخليجية وتعافى الوضع الإقتصادي الراكد!!! كل هذه الأوهام الفارغة كفراغ مطلقيها هي ليست أكثر من فقاعات إعلامية لن تتحول إلى وقائع ما لم تعالج الأسباب الحقيقية للأزمة.
أعتقد جازمًا أن زيارة الرئيس عون بنظر المسؤولين السعوديين إختصرتها صورة وزير خارجيتنا المدهوش بسقف القصر الملكي، والمتطلع إلى المال الخليجي الذي لم يعد الحصول عليه بالتمني والكلام الجميل كما في السابق، بل صار له بدل سياسي لا بد من دفعه مسبقًا.
إقرأ أيضًا: فخامة .... الغاز
صحيح أن زيارة عون ليست تفصيلًا صغيرًا، إلا أن أهميتها لا تعدو أكثر من كونها مقدمة لإستقبال مبعوث إيران لشؤون الحج سعيد أوحدي الذي سيزور هو الأخر المملكة في الأيام القادمة ليس إلا،،، يبقى أن نجاح زيارة كلا الوفدين أو فشلها بنظر السعوديين هو التطورات المرتقبة في اليمن كونه منبع الأزمة ومصدرها.
فلا نتائج حقيقية من زيارة الرئيس عون أو موفد الحج الايراني ،، تمامًا كما أنه لا معنى إطلاقًا من طرد طيور النورس من جوار المطار، لأن الأزمة الحقيقية هي بوجود المطمر.