يتأهّب لبنان للدخول في محطتين انتظاريتين، الأولى لترقّبِ نتائج زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى كلّ من السعودية وقطر وترجمة الإيجابيات والوعود التي قطعتها الرياض والدوحة دعماً للبنان في مجالات متعدّدة. وأمّا المحطة الثانية، وهي الأساس فتتجلى في الملف الانتخابي ومحاولة استخراج قانون جديد من باطن التعقيدات والانقسام السياسي حوله.
الواضح أنّ الأجواء الآتية من العاصمتين السعودية والقطرية تعكس رغبة البلدين في دعم لبنان وانفتاحاً على علاقات يحكمها الودّ والتعاون، وهو ما تبَلّغه رئيس الجمهورية مباشرةً من قبَل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك من امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. خلال المحطة الثانية في الدوحة.
وبحسب الانباء الواردة من العاصمة القطرية انّ رئيس الجمهورية احيطَ برعاية ملحوظة من قبَل المسؤولين القطريين وفي مقدّمهم الامير تميم، وانعكسَ ذلك في المحادثات الرسمية التي جرت في الديوان الأميري بين عون والامير تميم، وعكسَت حرص الطرفين على تعزيز العلاقات بين البلدين، وتوجّه الجانب القطري بوعد الامير تميم بتلبية دعوة رئيس الجمهورية لزيارة لبنان، وبإعلانه استعدادَ قطر للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتاً الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه.
وعرض عون والامير تميم موضوع انتقال اللبنانيين الى قطر، وكان توافقٌ على درس هذا الامر بعناية وايجابية. وتم الاتفاق بين الجانبين على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسَي الحكومة في لبنان وقطر، على ان يتمّ التواصل لاحقاً لتحديد موعد الاجتماع.
وتمنّى عون على الامير القطري ان تواصلَ بلاده جهودها للمساعدة في معرفة مصير العسكريين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب. فوعد الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته.
واعتبر انّ لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وأنّ خيار انتخاب الرئيس عون هو افضل خيار لأنّ الرئيس عون سيقود البلاد الى برّ الأمان.
وساطة؟!
وكان اللافت للانتباه على هامش زيارة عون الخليجية، الدخول الايراني على خطها، عبر الحديث عن «وساطة» قام بها رئيس الجمهورية ما بين السعودية وايران لتخفيف حدّة التوتر بينهما. ولم يصدر أيّ تأكيد لبناني لهذا الكلام وكذلك من الجانب السعودي.
وفي الدخول الايراني انّ مصدراً مسؤولاً في الخارجية الإيرانية، ابلغ موقع «بارس نيوز»، ترحيبَ بلاده بزيارة عون إلى السعودية، مشيرًا إلى أنّ عون سيحاول التوسّط بين طهران والرياض لتخفيف حدّة الخلافات بين البلدين.
وأشار المصدر إلى أنّ زيارة عون إلى السعودية «ستكون فعّالة»، وقال: «إنّ طهران تنتظر الموقف السعودي تجاه الوساطة التي سيطرحها (عون) في الرياض من أجل تخفيف حدة التوتر مع إيران».
عون
إلى ذلك، وفي حديث الى محطة «العربية» أكّد عون «أنّ لبنان لم يقم بأيّ عمل يضرّ بمصلحة عربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية». وقال «إنّ الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يُستخدم في الداخل»، مشيراً إلى «أنّ وجود السلاح كان مرتبطاً بظروف دقيقة».
وأوضح أنه «لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، لأنّ هذا الدور أصبح جزءاً من أزمة الشرق الأوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والإيرانيون».
الحريري
إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري انّ زيارة السعودية وقطر «خطوة مهمّة على طريق تعميق العلاقات وإزالة الالتباسات وترميم ما ساد من تباينات خلال الفترة الماضية» وأكد الحريري انّ «فخامة الرئيس امينٌ على هذه المسؤولية وسنكون الى جانبه في كل ما يخدم مصلحة لبنان ودوره المميز بين اشقّائه».
وقال: الزيارة كانت تاريخية وناجحة بكلّ معايير النجاح، وإنّ المحبة التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين تجاه لبنان والرئيس عون وتجاه اللبنانيين عموماً، ليست غريبة على المملكة وقيادتها التي وقفَت على الدوام الى جانب لبنان وشعبه وكانت النصيرَ الاول لأمنه واستقراره وسلامة العيش المشترك بين ابنائه، بعيداً عن التدخّل الخارجي.
السبهان
في السياق ذاته، وصَف وزير المملكة العربية السعودية لشؤون الخليج ثامر السبهان في مداخلةٍ هاتفية مع قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية، علاقةَ السعودية بلبنان بالتاريخية، ومستمرّة منذ عهد الملك عبدالعزيز.
وقال السبهان إنّ ما يميّز زيارة عون للمملكة هو «أنّها أتت في ظروف دقيقة جداً، وإعادة لروح العلاقات العربية المشتركة، وهذه الزيارة، هي أول زيارة يقوم بها الرئيس ميشال عون للمملكة، ولها دلالات واضحة على أهمية واستراتيجية العلاقات السعودية اللبنانية، ولقد كان هناك ارتياح تامّ من قبَل القيادة السعودية والقيادة اللبنانية على سير هذه المباحثات».
وأكد السبهان انّ «لبنان بلد عربي، وسيبقى عربياً كما هو حال جميع الدول العربية، ولا يخرج أبداً عن الحضن العربي، نحن نقدّر الظروف التي مرّ بها لبنان في المراحل السابقة والأحداث التي تجري في المنطقة التي تحيط به.
«حزب الله»
ومِن طهران، أكّد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيّد ابراهيم امين السيّد انّ زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية، هي زيارة طبيعية وعادية لأنّ لبنان ضمن جامعة الدول العربية. وأعتقد انّه ستكون له زيارات الى دول عربية وغير عربية.
وحول المساعدات العسكرية السعودية الى لبنان قال: لقد لاحظنا بعض المواقف بشأن تجهيز الجيش اللبناني من قبَل السعودية، وهناك تفاهُم مع فرنسا بهذا الشأن، إلا انّ تراجُع السعودية جاء لأسباب سياسية، مؤكداً ضرورة تجهيز الجيش اللبناني بالسلاح لمواجهة التكفيريين، معرباً عن املِه تنفيذَ هذا الامر من قبَل السعودية او غيرِها من الدول.
القانون الانتخابي
ومع عودة رئيس الجمهورية الى بيروت، يُفترض ان تشهد الحركة السياسية مزيداً من الزخم، وخصوصاً حول القانون الانتخابي الذي يخضع لنقاش معمّق بين القوى السياسية، في وقتٍ كرّر فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري تحذيره من عامل الوقت، وقال امام النواب في لقاء الاربعاء: إنّ «الوقت باتَ يَدهمنا ويضغط علينا، وكما عبّرتُ في السابق فإنّ المطلوب إنجاز قانون جديد في أسرع وقت، وهذا ما ينتظره اللبنانيون وما وعدَت به القوى السياسية». وأعرب عن خشيته مرّةً اخرى من «مواقف بعض الذين سيوفُهم على قانون الستين وقلوبُهم معه».
وعلمت «الجمهورية» أنّ نقاشاً انتخابياً يجري بين مختلف القوى السياسي يأخذ شكلَ النقاش الثنائي وكذلك الثلاثي، إلا انّه حتى الآن لا يمكن القول بإمكان الوصول الى نتائج.
وقالت مصادر مشاركة في هذا النقاش، إنّ الامور كانت سائرة بشكل مكثّف، لكنّ الاتصالات قد خفَتت بعض الشيء في الآونة الاخيرة، ومرَدّ ذلك الى انّ قسماً كبيراً من الوزراء، وكذلك من المعنيين موجودون خارج لبنان. ولكن مع عودة رئيس الجمهورية يُفترض ان تشهد الحلقة الانتخابية مزيداً من التزخيم وحركة نشطة جداً على هذا الصعيد.
وكشفَت المصادر انّ حظوظ القانون المختلط قد تراجعَت من دون ان يغلقَ النقاش حوله بعد، فيما يتركّز النقاش بصورة اساسية حالياً على صيغة التأهيل، والبحث في تحديد نسبة التأهيل وحجم دائرة التأهيل. خصوصاً وأنّ الاتصالات الأولية بين القوى السياسية، اظهرَت انّ هناك قابلية كبيرة للموافقة على هذه الصيغة التي يمكن اعتبارها «نسبية مخفّفة»، كونها تعطي ضمانات للقوى الأقلّية ولا تتركها اسيرةً للقوى الكبرى.
وأكدت المصادر انّ النقاش يشارك فيه الجميع، لكن لا نتائج ملموسة حتى الآن، هناك تقاطعات في المقاربات العامة لكن الامر يحتاج الى مزيد من النقاش، علماً انّ الجميع باتوا يدركون انّنا وصلنا الى مرحلة حساسة، وصار المطلوب اتّخاذ القرارات بسرعة. ولكن ما يجب الالتفات له، هو انّنا طالما إنّنا لم نصل الى قانون جديد فالأقوى هو القانون النافذ أي قانون الستّين.
مجلس وزراء
ولم يوقِف غياب رئيس الجمهورية مع 8 وزراء بمَن فيهم السياديون الاربعة، عملَ مجلس الوزراء، فالتأمَ كما كان مقرراً في السراي الكبير برئاسة الحريري لمناقشة جدول اعمال مقتضَب من 11 بنداً، لكنّه كان مناسبةً لتأكيد الحريري امام جميع الوزراء وخصوصاً وزراء «حزب الله» انّ كلام رئيس الجمهورية من الرياض يعبّر بأمانة وصدق عن جميع اللبنانيين وعن موقف الدولة اللبنانية تجاه الاشقّاء العرب».
وأكدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ مناقشات الجلسة كانت هادئة جداً وخلت من السياسة واقتصَرت على المقاربات التقنية للبنود التي كان ابرزها البند الاول المتعلق بتعديل النظام المالي من هيئة ادارة قطاع البترول، وهو البند الذي طلب وزير الطاقة سيزار ابي خليل تأجيلَه في بداية الجلسة بعدما سمعَ من عدد من الوزراء قبل الدخول الى الجلسة انّه لم يتسنَّ لهم الوقت لقراءته بصيغته الجديدة.
أبي خليل لـ«الجمهورية»
وقال أبي خليل لـ«الجمهورية» إنّ التأخير في وضع الملاحظات على هذا البند ادّى الى تأخير رفعِه الى مجلس الوزراء، فأحيلَ عشيّة الجلسة، وسببُ إرجائه يعود الى امرين؛ الاول انّ عدداً من الوزراء طلب وقتاً إضافياً للاطّلاع عليه، والسبب الثاني انّ غياب وزير المال المخوّل الردّ على اسئلة الوزراء بالشقّ الذي يعنيه. وقد أخذت المبادرة بتأجيله حفاظاً على فاعلية الجلسة.
وأشار الى انّ هذا البند يتضمن التعديلات التي اضيفَت بطلب من ديوان المحاسبة، وهي تتعلق بتفصيل تنظيمي للنظام المالي لهيئة ادارة قطاع البترول.
وكشف انّه سيعرض على مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة خريطةَ طريق للبدء باستدراج العروض بعد الانتهاء من المزايدة وإقرار المراسيم التطبيقية، علماً انّ دورة التراخيص الاولى للمناقصة المفتوحة بدأت في 2 أيار 2013. وخريطة الطريق هذه ستتيح لنا عملياً بدءَ الخطوات العملانية الأولى المتعلقة بهذا الملف.
فنيانوس
وخلال الجلسة، اثارَ وزير الأشغال يوسف فنيانوس موضوع خطورة تواجدِ طيور النورس في محيط المطار على سلامة الطيران المدني بفعل مصبّ نهر الغدير ومكبّ الكوستا برافا، وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة، فدعاه رئيس الحكومة الى اجتماع بعد الجلسة لبحث الموضوع. وبالفعل تمّ اتّخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذا الخطر.
واللافت انّ إثارة الموضوع من خارج جدول الاعمال تزامنَت مع تغريدة النائب وليد جنبلاط التي قال فيها: «أياً كان الثمن، لإبعاد مكبّ النفايات عن مطار بيروت كي لا تقع الكارثة. بالأمس شارفناها على لحظة».
لكنّ فنيانوس نفى ان يكون قد علم بالتغريدة داخل الجلسة مؤكداً أنّ تطرّقَه الى هذا الامر أتى بناءً على كثرة الحديث عنه في وسائل الإعلام. وكانت قد تردّدت معلومات انّ طائرةً تابعة لـ»طيران الشرق الاوسط» كانت تهبط امس الاول على مدرج المطار فإذ بها تصطدم بأعداد هائلة من هذه الطيور.
وعلمت «الجمهورية» انّ الاجهزة التي تصدِر اصواتاً تخيف هذه الطيور وتبعِدها، والتي طلبَ الحريري من مجلس الإنماء والإعمار زيادة عددها، سيؤمّنها المتموّل جهاد العرب، وهو صاحب الشركة نفسها التي التزَمت أعمال مكب النفايات في مطمر الكوستابرافا وطمر السنسول
وبحسب الانباء الواردة من العاصمة القطرية انّ رئيس الجمهورية احيطَ برعاية ملحوظة من قبَل المسؤولين القطريين وفي مقدّمهم الامير تميم، وانعكسَ ذلك في المحادثات الرسمية التي جرت في الديوان الأميري بين عون والامير تميم، وعكسَت حرص الطرفين على تعزيز العلاقات بين البلدين، وتوجّه الجانب القطري بوعد الامير تميم بتلبية دعوة رئيس الجمهورية لزيارة لبنان، وبإعلانه استعدادَ قطر للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتاً الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه.
وعرض عون والامير تميم موضوع انتقال اللبنانيين الى قطر، وكان توافقٌ على درس هذا الامر بعناية وايجابية. وتم الاتفاق بين الجانبين على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسَي الحكومة في لبنان وقطر، على ان يتمّ التواصل لاحقاً لتحديد موعد الاجتماع.
وتمنّى عون على الامير القطري ان تواصلَ بلاده جهودها للمساعدة في معرفة مصير العسكريين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب. فوعد الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته.
واعتبر انّ لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وأنّ خيار انتخاب الرئيس عون هو افضل خيار لأنّ الرئيس عون سيقود البلاد الى برّ الأمان.
وساطة؟!
وكان اللافت للانتباه على هامش زيارة عون الخليجية، الدخول الايراني على خطها، عبر الحديث عن «وساطة» قام بها رئيس الجمهورية ما بين السعودية وايران لتخفيف حدّة التوتر بينهما. ولم يصدر أيّ تأكيد لبناني لهذا الكلام وكذلك من الجانب السعودي.
وفي الدخول الايراني انّ مصدراً مسؤولاً في الخارجية الإيرانية، ابلغ موقع «بارس نيوز»، ترحيبَ بلاده بزيارة عون إلى السعودية، مشيرًا إلى أنّ عون سيحاول التوسّط بين طهران والرياض لتخفيف حدّة الخلافات بين البلدين.
وأشار المصدر إلى أنّ زيارة عون إلى السعودية «ستكون فعّالة»، وقال: «إنّ طهران تنتظر الموقف السعودي تجاه الوساطة التي سيطرحها (عون) في الرياض من أجل تخفيف حدة التوتر مع إيران».
عون
إلى ذلك، وفي حديث الى محطة «العربية» أكّد عون «أنّ لبنان لم يقم بأيّ عمل يضرّ بمصلحة عربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية». وقال «إنّ الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يُستخدم في الداخل»، مشيراً إلى «أنّ وجود السلاح كان مرتبطاً بظروف دقيقة».
وأوضح أنه «لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، لأنّ هذا الدور أصبح جزءاً من أزمة الشرق الأوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والإيرانيون».
الحريري
إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري انّ زيارة السعودية وقطر «خطوة مهمّة على طريق تعميق العلاقات وإزالة الالتباسات وترميم ما ساد من تباينات خلال الفترة الماضية» وأكد الحريري انّ «فخامة الرئيس امينٌ على هذه المسؤولية وسنكون الى جانبه في كل ما يخدم مصلحة لبنان ودوره المميز بين اشقّائه».
وقال: الزيارة كانت تاريخية وناجحة بكلّ معايير النجاح، وإنّ المحبة التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين تجاه لبنان والرئيس عون وتجاه اللبنانيين عموماً، ليست غريبة على المملكة وقيادتها التي وقفَت على الدوام الى جانب لبنان وشعبه وكانت النصيرَ الاول لأمنه واستقراره وسلامة العيش المشترك بين ابنائه، بعيداً عن التدخّل الخارجي.
السبهان
في السياق ذاته، وصَف وزير المملكة العربية السعودية لشؤون الخليج ثامر السبهان في مداخلةٍ هاتفية مع قناة «الإخبارية» السعودية الرسمية، علاقةَ السعودية بلبنان بالتاريخية، ومستمرّة منذ عهد الملك عبدالعزيز.
وقال السبهان إنّ ما يميّز زيارة عون للمملكة هو «أنّها أتت في ظروف دقيقة جداً، وإعادة لروح العلاقات العربية المشتركة، وهذه الزيارة، هي أول زيارة يقوم بها الرئيس ميشال عون للمملكة، ولها دلالات واضحة على أهمية واستراتيجية العلاقات السعودية اللبنانية، ولقد كان هناك ارتياح تامّ من قبَل القيادة السعودية والقيادة اللبنانية على سير هذه المباحثات».
وأكد السبهان انّ «لبنان بلد عربي، وسيبقى عربياً كما هو حال جميع الدول العربية، ولا يخرج أبداً عن الحضن العربي، نحن نقدّر الظروف التي مرّ بها لبنان في المراحل السابقة والأحداث التي تجري في المنطقة التي تحيط به.
«حزب الله»
ومِن طهران، أكّد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيّد ابراهيم امين السيّد انّ زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية، هي زيارة طبيعية وعادية لأنّ لبنان ضمن جامعة الدول العربية. وأعتقد انّه ستكون له زيارات الى دول عربية وغير عربية.
وحول المساعدات العسكرية السعودية الى لبنان قال: لقد لاحظنا بعض المواقف بشأن تجهيز الجيش اللبناني من قبَل السعودية، وهناك تفاهُم مع فرنسا بهذا الشأن، إلا انّ تراجُع السعودية جاء لأسباب سياسية، مؤكداً ضرورة تجهيز الجيش اللبناني بالسلاح لمواجهة التكفيريين، معرباً عن املِه تنفيذَ هذا الامر من قبَل السعودية او غيرِها من الدول.
القانون الانتخابي
ومع عودة رئيس الجمهورية الى بيروت، يُفترض ان تشهد الحركة السياسية مزيداً من الزخم، وخصوصاً حول القانون الانتخابي الذي يخضع لنقاش معمّق بين القوى السياسية، في وقتٍ كرّر فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري تحذيره من عامل الوقت، وقال امام النواب في لقاء الاربعاء: إنّ «الوقت باتَ يَدهمنا ويضغط علينا، وكما عبّرتُ في السابق فإنّ المطلوب إنجاز قانون جديد في أسرع وقت، وهذا ما ينتظره اللبنانيون وما وعدَت به القوى السياسية». وأعرب عن خشيته مرّةً اخرى من «مواقف بعض الذين سيوفُهم على قانون الستين وقلوبُهم معه».
وعلمت «الجمهورية» أنّ نقاشاً انتخابياً يجري بين مختلف القوى السياسي يأخذ شكلَ النقاش الثنائي وكذلك الثلاثي، إلا انّه حتى الآن لا يمكن القول بإمكان الوصول الى نتائج.
وقالت مصادر مشاركة في هذا النقاش، إنّ الامور كانت سائرة بشكل مكثّف، لكنّ الاتصالات قد خفَتت بعض الشيء في الآونة الاخيرة، ومرَدّ ذلك الى انّ قسماً كبيراً من الوزراء، وكذلك من المعنيين موجودون خارج لبنان. ولكن مع عودة رئيس الجمهورية يُفترض ان تشهد الحلقة الانتخابية مزيداً من التزخيم وحركة نشطة جداً على هذا الصعيد.
وكشفَت المصادر انّ حظوظ القانون المختلط قد تراجعَت من دون ان يغلقَ النقاش حوله بعد، فيما يتركّز النقاش بصورة اساسية حالياً على صيغة التأهيل، والبحث في تحديد نسبة التأهيل وحجم دائرة التأهيل. خصوصاً وأنّ الاتصالات الأولية بين القوى السياسية، اظهرَت انّ هناك قابلية كبيرة للموافقة على هذه الصيغة التي يمكن اعتبارها «نسبية مخفّفة»، كونها تعطي ضمانات للقوى الأقلّية ولا تتركها اسيرةً للقوى الكبرى.
وأكدت المصادر انّ النقاش يشارك فيه الجميع، لكن لا نتائج ملموسة حتى الآن، هناك تقاطعات في المقاربات العامة لكن الامر يحتاج الى مزيد من النقاش، علماً انّ الجميع باتوا يدركون انّنا وصلنا الى مرحلة حساسة، وصار المطلوب اتّخاذ القرارات بسرعة. ولكن ما يجب الالتفات له، هو انّنا طالما إنّنا لم نصل الى قانون جديد فالأقوى هو القانون النافذ أي قانون الستّين.
مجلس وزراء
ولم يوقِف غياب رئيس الجمهورية مع 8 وزراء بمَن فيهم السياديون الاربعة، عملَ مجلس الوزراء، فالتأمَ كما كان مقرراً في السراي الكبير برئاسة الحريري لمناقشة جدول اعمال مقتضَب من 11 بنداً، لكنّه كان مناسبةً لتأكيد الحريري امام جميع الوزراء وخصوصاً وزراء «حزب الله» انّ كلام رئيس الجمهورية من الرياض يعبّر بأمانة وصدق عن جميع اللبنانيين وعن موقف الدولة اللبنانية تجاه الاشقّاء العرب».
وأكدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ مناقشات الجلسة كانت هادئة جداً وخلت من السياسة واقتصَرت على المقاربات التقنية للبنود التي كان ابرزها البند الاول المتعلق بتعديل النظام المالي من هيئة ادارة قطاع البترول، وهو البند الذي طلب وزير الطاقة سيزار ابي خليل تأجيلَه في بداية الجلسة بعدما سمعَ من عدد من الوزراء قبل الدخول الى الجلسة انّه لم يتسنَّ لهم الوقت لقراءته بصيغته الجديدة.
أبي خليل لـ«الجمهورية»
وقال أبي خليل لـ«الجمهورية» إنّ التأخير في وضع الملاحظات على هذا البند ادّى الى تأخير رفعِه الى مجلس الوزراء، فأحيلَ عشيّة الجلسة، وسببُ إرجائه يعود الى امرين؛ الاول انّ عدداً من الوزراء طلب وقتاً إضافياً للاطّلاع عليه، والسبب الثاني انّ غياب وزير المال المخوّل الردّ على اسئلة الوزراء بالشقّ الذي يعنيه. وقد أخذت المبادرة بتأجيله حفاظاً على فاعلية الجلسة.
وأشار الى انّ هذا البند يتضمن التعديلات التي اضيفَت بطلب من ديوان المحاسبة، وهي تتعلق بتفصيل تنظيمي للنظام المالي لهيئة ادارة قطاع البترول.
وكشف انّه سيعرض على مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة خريطةَ طريق للبدء باستدراج العروض بعد الانتهاء من المزايدة وإقرار المراسيم التطبيقية، علماً انّ دورة التراخيص الاولى للمناقصة المفتوحة بدأت في 2 أيار 2013. وخريطة الطريق هذه ستتيح لنا عملياً بدءَ الخطوات العملانية الأولى المتعلقة بهذا الملف.
فنيانوس
وخلال الجلسة، اثارَ وزير الأشغال يوسف فنيانوس موضوع خطورة تواجدِ طيور النورس في محيط المطار على سلامة الطيران المدني بفعل مصبّ نهر الغدير ومكبّ الكوستا برافا، وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة، فدعاه رئيس الحكومة الى اجتماع بعد الجلسة لبحث الموضوع. وبالفعل تمّ اتّخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذا الخطر.
واللافت انّ إثارة الموضوع من خارج جدول الاعمال تزامنَت مع تغريدة النائب وليد جنبلاط التي قال فيها: «أياً كان الثمن، لإبعاد مكبّ النفايات عن مطار بيروت كي لا تقع الكارثة. بالأمس شارفناها على لحظة».
لكنّ فنيانوس نفى ان يكون قد علم بالتغريدة داخل الجلسة مؤكداً أنّ تطرّقَه الى هذا الامر أتى بناءً على كثرة الحديث عنه في وسائل الإعلام. وكانت قد تردّدت معلومات انّ طائرةً تابعة لـ»طيران الشرق الاوسط» كانت تهبط امس الاول على مدرج المطار فإذ بها تصطدم بأعداد هائلة من هذه الطيور.
وعلمت «الجمهورية» انّ الاجهزة التي تصدِر اصواتاً تخيف هذه الطيور وتبعِدها، والتي طلبَ الحريري من مجلس الإنماء والإعمار زيادة عددها، سيؤمّنها المتموّل جهاد العرب، وهو صاحب الشركة نفسها التي التزَمت أعمال مكب النفايات في مطمر الكوستابرافا وطمر السنسول