لا يخفى على أحد، مراقباً كان أم محللاً، الدور الذي لعبه "حزب الله" في ترجيح كفة الرئيس السوري، بشار الأسد، في الميدان المستعر منذ العام 2011، إذ لم تُحسم معركة حلب المفصلية لصالحه إلاّ بعد حصوله على دعم مقاتليه والعناصر الإيرانية والروسية التي اكتفت بتقديم الدعم اللوجستي. هذا الحسم الذي قرأه البعض انتصاراً لـ"حزب الله" ما زال يشغل الصحافة العالمية ويطرح التساؤلات بشأن تعاظم الدورين الإيراني والروسي في الشرق الأوسط ومستقبل الأسد. في هذا الإطار، نشرت مجلة "نيوزويك" تقريراً حمل عنوان "حزب الله الفائز الحقيقي في معركة حلب" استطلعت فيه رأي عنصر وقيادي شاركا في القتال في سوريا.


المقاتل الأول، أو "علي" كما شاء أن يسمي نفسه، أكّد من الضاحية، حيث كان لقاؤه مع المجلة، أنّ "حزب الله" فاز في حلب، مستطرداً بالقول إنّ القتال لم ينته بعد ومستعرضاً فيديو صوّره في دمشق يوثق استبداله علم "جبهة النصرة" بآخر للحزب.

بدوره، أوضح القيادي في "حزب الله"، صاحب العينين الرماديتين، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّه لم يشعر بأنّ معركة حلب كانت محلية، نظراً إلى التأثير الخارجي فيها، كاشفاً أنّ مقاتلي المعارضة يحصلون على الأسلحة والأموال عبر تركيا.

التقرير الذي تطرّق إلى الخسائر البشرية التي تكبّدها "حزب الله" في سوريا، والتي شملت قياديين بارزين، لفت إلى أنّ مقاتليه يؤمنون بأن تضحياتهم عادت بالنفع، إذ لم تُبقِ الأسد في سدة الرئاسة فحسب، بل عززت موقع الحزب السياسي في لبنان، ناقلاً عن القيادي تساؤله: "من يقوى على الوقوف في وجه "حزب الله" في لبنان؟".

وانطلاقاً من فوز مرشح "حزب الله"، العماد ميشال عون، في الانتخابات الرئاسية بعد عامين من الشغور، اعتبر القيادي في "حزب الله" أنّ الفوز في سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان، لأنّ الحزب على تواصل مع جميع الفرقاء، قائلاً: "فجأة، أصبحنا أصدقاء مع الجميع".

في سياق متصل، تناول التقرير توتر العلاقة بين "حزب الله" والنظام السوري، إذ تحدّث علي عن مواجهات محدودة بين الطرفين، مستدركاً بالقول: "لا نهتم لأمر السوريين ولا ننوي التخلي عن أغلبية الأراضي التي نسيطر عليها في سوريا. فلم ندخل كرمى لعيون الأسد. وإذا عاد السوريون إلى لبنان، سنقاتلهم، بل سنقتلهم جميعاً. نحن في سوريا لخدمة مصالحنا". علي تابع حديثه واصفاً الأسد بالرئيس الشكلي الذي لا يتمتع بصلاحيات حقيقية ومعتبراً أنّ الحزب فاز في الحرب السورية وليس النظام.

في ما يتعلّق بإسرائيل، شدّد القيادي أنّ عين "حزب الله" لا تنام، فيما أكّد علي، إبن الخمسين عاماً، استعداده كما رفاقه لقتالها، "لأننا مع الله ولا يشغل بالنا أيّ أمر آخر"، على حدّ قوله.

("لبنان 24" - Newsweek)