بدأ رئيس الجمهورية زيارته الرسمية إلى السعودية مساء أمس تلبيةً لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يستقبله اليوم ويعقد خلوة ثنائية معه تليها محادثات موسعة مع الوفد الوزاري المرافق.
وكان في استقبال عون في مطار الملك خالد الدولي أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز ووزير الدولة الدكتور ابراهيم العساف وكبار المسؤولين في الرياض، بالإضافة إلى أركان السفارة اللبنانية يتقدمهم السفير عبد الستار عيسى الذي صعد برفقة مسؤول المراسم الملكية السعودية إلى الطائرة فور هبوطها لمرافقة رئيس الجمهورية إلى أرض المطار حيث أعدت له مراسم الاستقبال في القاعة الملكية قبيل توجهه إلى مقر إقامته في قصر الملك سعود.
ولاحقاً، لفت عون في حديث لقناة الإخبارية إلى أنّ العلاقات اللبنانية - السعودية تأثرت بالحوادث التي جرت في الدول العربية، وحصل بعض الشوائب غير الواضحة بالنسبة للبلدين، وأضاف أنا اليوم هنا لأبدد الالتباسات التي حصلت حاملاً المودة والصداقة للشعب السعودي، وأشار رئيس الجمهورية رداً على سؤال إلى أن الأفرقاء في لبنان اتبعوا في المرحلة التي مضت سياسة توازن داخلي قائمة على الابتعاد عن كل ما يزيد الشرخ بين الدول العربية، مشدداً في السياق عينه على أنّ لبنان ليس بحاجة لقيام طائف جديد بل لديه القدرة على صنع تعديلات معينة إذا ارتأينا وجود حاجة إليها.
إقرأ أيضًا: عن حزب الله وزيارة عون إلى السعودية!!
أما في مسألة محاربة الإرهاب، فاستعرض رئيس الجمهورية أهمية العمليات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية، مؤكداً في الوقت نفسه حاجة لبنان إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول لأن الإرهاب لم يعد محصوراً في دول الشرق الأوسط بل عمّ العالم أجمع، مع إشارته في ما خصّ الأزمة السورية إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي وسلمي لهذه الأزمة يسمح بعودة النازحين السوريين إلى وطنهم، لافتاً الانتباه إلى ثقل الأعباء التي يتحملها لبنان جراء ملف النزوح.
وتاتي هذه الزيارة الرئاسية إلى السعودية في أجواء من الإرتياح العام لمسار العلاقة الجديدة بين المملكة العربية السعودية ولبنان ومع أمل جديد أن يستطيع فخامة الرئيس من إزالة الشوائب والعقبات التي أخلّت بهذه العلاقة، إذ لا يمكن تصوّر عودة لبنان إلى لعب دوره على المستوى العربي العام من دون تثبيت التزاماته كدولة عربية سيدة في قرارها وخيارها وأمينة على مصالحها وتراثها وعلاقاتها المصيرية مع أشقائها العرب .
إقرأ أيضًا: هل بدأ الحوار بين القوات اللبنانية وحزب الله؟
إن هذه الزيارة إلى المملكة العربية السعودية هي تأكيد لتلك الالتزامات وتثبيت لخيارات الدولة اللبنانية وتمسكها بالمصلحة الوطنية العليا كما بالمصلحة العربية العليا مثلما كان حالها على مدى التاريخ الحديث.
إن علاقات لبنان مع العالم مع العالم العربي هي شرط حياة للبنان، وكذلك فإن العلاقات مع المملكة العربية السعودية خصوصاً، هي تمتين لذلك الشرط وتثبيت لركائزه خصوصاً وأن أحداً في بلدنا لا يمكنه الادعاء بأن تلك الركائز كانت ضد مصلحة اللبنانيين أو على حسابهم، بل العكس هو الصحيح. وليس اتفاق الطائف الذي صار نواة الدستور اللبناني، سوى علامة مضيئة واحدة من بين علامات مضيئة كثيرة كشحت العتم عن الوطن اللبناني وأهله وساهمت في رد الضيم عنه وعنهم، وإعادة البناء والاعتبار والحياة له ولهم .