بيَّنت دراسة أجراها باحثون في جامعة "كولورادو" الأميركية أن الرضاعة الطبيعية تقي الأطفال من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. هذه الدراسة التي نشرت تفاصيلها في دورية "اتحاد الجمعيات الأميركية للبيولوجيا التجريبية"، وجدت أنَّ مضادات الأكسدة الموجودة في حليب الأم يمكن أن تساعد في حماية الأطفال من مرض الكبد الدهني غير الكحولي ("Non-alcoholic fatty liver disease "NAFLD)، وهو أحد أمراض الكبد الأكثر شيوعاً حول العالم، الذي يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة من تليف الكبد عند الأطفال وصولاً للإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي.
للتوصل إلى هذا الاستنتاج، اختبر الباحثون تأثير مضادات الأكسدة المتواجدة في حليب الأم على مجموعة من الفئران، وتبين لهم أنَّ هذه المضادات تساهم في الحد من إصابة الأطفال. وكشف الباحثون أنَّ بعض مضادات الأكسدة الموجودة في حليب الثدي موجودة أيضاً في بعض الخضراوات والفواكه كالكيوي، وفول الصويا والكرفس. كما أنَّ هذه المواد المضادة للأكسدة تلعب دوراً في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل القلب والأوعية الدموية والسرطان، نظراً لقدرتها على حماية الخلايا من التلف.
وتفيد هذه الدراسة بأهمية الرضاعة الطبيعية وانعكاسها على صحة الأطفال كما تؤكد دوماً منظمة الصحة العالمية و"اليونيسيف"، التي تشير إلى أنَّ الرضاعة تحسن القدرات المعرفية للأطفال، وتقلل التكاليف الناجمة من الإصابة بأمراض الطفولة مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والربو.