رأى موقع "إيران واير" المعارض للسياسة الإيرانية أنّ وفاة أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي ترأس الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الفترة الممتدة بين العامين 1989 و1997، ستؤثر في الإصلاحيين والمعتدلين وعدد من المسؤولين الإيرانيين الحاليين، في ظل استعداد طهران للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في أيار المقبل.
في مستهل تقريره، اعتبر الموقع أنّ الإصلاحيين في إيران خسروا حامياً قوياً بوفاة رفسنجاني، إذ أنّ الأخير شكّل درعاً واقياً لهؤلاء ولعدد من الفصائل المشابهة النهج التي أضحت خارج المضمار السياسي خلال العقد الفائت، متحدثاً عن جرأته في مواجهة المتشددين والمرشد الأعلى، علي خامنئي، بمساعدة وسائل الإعلام، التي فرضت توازناً في السياسة الإيرانية بين المعتدلين والمحافظين الموالين للأخير.
في هذا الإطار، أوضح الموقع أن حكومة الرئيس الحالي، حسن روحاني، ستكون أوّل المتأثرين بوفاة رفسنجاني، إذ أنّ الأخير بحاجة إلى الدعم السياسي لإعادة انتخابه، مرجحاً أن يُضطر إلى مواجهة المتشددين والمحافظين بمفرده، نظراً إلى أنّ لا شخصية إصلاحية حالياً بمكانة الرئيس الإيراني السابق.
إقرأ أيضًا: رحيل كاتم أسرار الثورة الإسلامية الإيرانية
الموقع أكّد أنّ وفاة رفسنجاني ستؤثر في انتخابات مجلس مدينة طهران المقبلة، التي تعلّق دائرة مؤيديه وابنه محسن آمالاً كبيرة عليها، موضحاً أنّ أيام هؤلاء العصيبة بدأت، ومستطرداً بالقول إنّ مؤيدي آية الله الخميني حافظوا على موقعهم السياسي والديني بالاعتماد على اسمه ومكانته بعد غيابه.
في هذا السياق، أشار الموقع إلى أنّ وفاة رفسنجاني قضت على أحلام عدد كبير من الإصلاحيين، ومنها تعديل الدستور بما يحوّل قيادة المرشد الأعلى إلى مجلس أو يزيد قوة مجلس خبراء القيادة الإشرافية على الأخير، معتبراً أنّ فرص تشكيل تحالفات بين الإصلاحيين والمحافظين قلّت كثيراً، بعدما شكّل روحاني، محوراً لمجموعة من السياسيين ساعدت الإصلاحيين ونجحت في إحداث تقارب محدود بينهم وبين المتشددين، ومنهم علي أكبر ولايتي وعلي لاريجاني.
إقرأ أيضًا: مات الخميني الثاني في إيران
إلى ذلك، تناول الموقع الدور الذي لعبه رفسنجاني على مستوى إرشاد الإصلاحيين والتأثير في قرارات خامئني، مبيّناً أنّ المتشددين أصبحوا قادرين على الإحاطة بالمرشد الأعلى والحؤول دون تأثير المعتدلين عليه.
في هذا الصدد، اعتبر الموقع أنّ رفسنجاني مارس السياسية كما اعتاد في عهد الخميني، أو أنّه أراد للناس أن يعتقدوا ذلك على الأقل، مؤكداً أنّ وفاته تعلن اقتراب نهاية "خط الإمام"، أيّ الشخصيات الأساسية التي شهدت على بداية الثورة الإيرانية والتي كانت مقرّبة من الخميني من جهة، وتقضي على معارض أساسي للمحافظين المتشددين المرتبط أغلبهم بخامنئي، ومنهم الرئيس السابق أحمدي نجاد، من جهة ثانية.
الموقع الذي تساءل عن الشخصية التي ستصبح المعارضة الرئيسي لهؤلاء بعد رفسنجاني، رأى في وفاته فرصة لروحاني، الذي لا بدّ له من النجاح في امتحان إعادة انتخابه، معتبراً أنّه تقع عليه مسؤولية أن يصبح عرّاب الإصلاحيين والمعتدلين الجديد.
في تعليقه على مهمة روحاني الجديدة، ختم الموقع بالقول إنّه لا ينبغي له الحفاظ على إرث رفسنجاني السياسي فحسب بل الحؤول دون انهيار التحالفات التي شكّلها، خالصاً إلى أنّ السياسة الإيرانية دخلت عصراً جديداً بعد وفاة الرئيس السابق.