لم تعد العلاقة بين القوات اللبنانية وحزب الله تلك العلاقة المتوترة التي اعتدنا عليها سابقا، وتتوالى منذ مدة التصريحات الإيجابية المتبادلة بين الطرفين ما يوحي باستمرار الإيجابية بينهما وهو الأمر الذي يؤسس عليه الطرفان لبدء حوار جدي ومفيد .
وقد شكّل كلام رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، من بكركي عن إنفتاح على القوات اللبنانية وإمكانية اجراء حوار معها، مفاجأة جديدة بعد موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من القوات التي اعتبرها من القوى الفاعلة في لبنان ومن الأحزاب التي تحظى بحضور سياسي وشعبي فاعل .
لم يعلن الطرفان عن أي لقاء أو حوار فعلي بينهما لكن مصادر صحفية تعتبر أن التواصل قائم ومستمر بين الطرفين بشكل مباشر وغير مباشر وأن هناك لقاءات عدة وخصوصا على هامش جلسات مجلس الوزراء بين وزراء الطرفين أو على هامش جلسات المجلس النيابي حيث استدعت الترتيبات الأخيرة للبيان الوزاري حصول أكثر من تشاور بين الطرفين .
إقرأ أيضًا: مجلس النواب إلى تمديد جديد ؟
ويأتي التواصل والحوار بين الطرفين على خلفية المستجدات والتسويات الجديدة التي فرضت نفسها على الساحة المحلية وبالتالي لم يعد من مكان يذهب إليه خصوم الأمس إلا التقارب والحوار على قاعدة التلاقي على المشتركات وتأجيل الملفات الخلافية الأمر الذي يؤدي إلى المزيد من إشاعة الأجواء الإيجابية بين اللبنانية جميعا.
ومع النوايا الصادقة لكلا الطرفين فإن أي حوار بينهما لا يمكن أن يكون لأجل الحوار فقط ، وإن إصرار الطرفين على التلاقي سيؤدي حتما الى تطوير العلاقة وتحقيق تفاهمات يمكن البناء عليها للمستقبل كدعم القوات سياسياً وتحقيقها المكاسب بإسناد من الحزب، مقابل تعزيز الحزب مرجعيته الداخلية والخارجية، على قاعدة حماية الأقليات بتكافلها وتعاونها.
وفي السياق ترى مصادر إعلامية أن الحوار بين حزب الله والقوات يجب المراكمة عليه سياسياً، إن على صعيد تعاطي الحزب الإيجابي مع كل الأطراف، وتحصين الساحة السياسية الداخلية، أو المراكمة عليه مستقبلاً. وفي ذلك سينطلق الطرفان من التشابه بينهما وفق ما يصفهما البعض، أولاً لناحية البراغماتية، وثانياً للتشابه التنظيمي المرصوص بينهما، وثالثاً لشبابية الحزبين، وعدم التورط في الفساد الإداري والتحاصصي. وهذا ما سيكون عليه عنوان الحوار، والغاية في هدف المراكمة.
إقرأ ايضًا: باي فلسطين.... حلب أولاً
ولا شك أن بمجرد إعلان الحوار رسمياً بين الطرفين، سيشكل أهمية على الصعيد الداخلي. وهذا لا يمكن فصله عن توافقات ستعلن لاحقاً بينهما، رغم تمسك كل طرف بسقفه السياسي، إذ إن القوات تعتبر أن الحوار مع الحزب إيجابي وضروري رغم الاختلاف السياسي، "ولماذا يحرّم علينا، ما هو مباح لجميع حلفائنا؟".
وتعتبر مصادر القوات أنه لا بد من التعاطي بإيجابية مع الرسالة الإيجابية التي قدمها الحزب، اولاً على لسان نصرالله، وثانياً على لسان السيد.