يُعلّق آمال كبيرة على زيارة عون إلى السعودية , بما يتعلق بملفات المخطوفين وتسليح الجيش
النهار :
يبدو ان قطار العمل النيابي والحكومي الذي انطلق مع العهد الجديد سيحافظ على وتيرته المتسارعة، اذ نقلت مصادر الى "النهار" ان الرئيس نبيه بري ينوي عقد جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجاري مفسحاً في المجال للاتفاق على مسودة نهائية لقانون الانتخاب تقرّ في الجلسة بعدما وقع الرئيس ميشال عون السبت مرسوماً يقضي بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
وحدد المرسوم جدول العقد الاستثنائي بالآتي: "مشاريع أو اقتراحات قوانين الانتخابات النيابية، مشاريع الموازنات العامة المحالة على مجلس النواب والتي ستحال عليه، مشاريع القوانين المحالة على مجلس النواب والتي ستحال عليه، سائر مشاريع القوانين والاقتراحات والنصوص التي يقرر مكتب المجلس طرحها على المجلس".
وفي معلومات لـ"النهار" من مصدر نيابي ان الكلام الايجابي عن تقدم في قانون الانتخاب لا يزال اعلامياً، "فلا مؤشرات ايجابية ولا تقدم في هذا المجال، ولكن لا مؤشرات سلبية في المقابل". وعلم ان الرئيس بري قد يدعو هيئة مكتب المجلس قريباً لوضع القوانين والمشاريع الانتخابية على جدول أعمال الجلسة التشريعية.
من جهة أخرى، تمضي الحكومة أيضاً في عملها، ولو في غياب الرئيس وعدد من الوزراء. وقد وزع أمس على الوزراء جدول أعمال جلسة بعد غد الاربعاء التي ستعقد في السرايا برئاسة الرئيس سعد الحريري والتي ستستكمل البحث في الملف النفطي. وقد تضمن البند الأول من الجدول مشروع مرسوم يرمي الى تعديل كامل القسم الثاني (النظام المالي) من هيئة ادارة قطاع البترول (مؤجل من جلسة 4/1/2017).
حملة "سكِّر خطَّك"
وفي الشأن المعيشي المطلبي، نفذت أمس حملة "سكر خطك" الهادفة الى ممارسة ضغوط لخفض أسعار المكالمات الخليوية وعدم السماح بالغاء الارصدة التي يكون المواطن دفع ثمنها واحراق الخطوط التي يملكها الزبائن وغيرها من الامور التي تظلم اللبناني مقارنة بالخدمات والأسعار في دول أخرى. وبينما أكد المنظمون ان الحملة حققت نجاحاً بلغ 30 في المئة، أفادت مصادر الشركتين المشغلتين للقطاع ان لا أرقام محددة عن نسبة الاستجابة. وابدى وزير الاتصالات جمال الجراح مرونة تجاه المطالب ووعد بمتابعتها. وعلمت "النهار" ان الحملة ستستمر في الاسبوع المقبل والذي يليه.
عون إلى السعودية
سياسياً، تقلع أجنحة الأرز بعد ظهر اليوم من مطار بيروت الدولي في رحلة رئاسية خارجية أولى وجهتها المملكة العربية السعودية التي شاء عون من خلالها اعادة لبنان الى موقعه العربي الطبيعي. وستكون إطلالته الثانية في قطر التي تلت السعودية مباشرة بارسال أميرها موفده حاملاً دعوة للرئيس عون لزيارة رسمية للدوحة. أما زياراته المقبلة، فإن كانت لايران أو سوريا فانها ستكون أقل وقعاً بعد اعادة التمركز اللبناني بعيداً من المحور الاقليمي الذي أيده عون قبل ان يصير رئيساً. وسيتم التركيز في الزيارتين على الغاء النصائح للرعايا الخليجيين بعدم زيارة لبنان، والبحث في أوضاع الرعايا اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي، اضافة الى اعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية، بعد ازالة كل الشوائب التي اعترت تلك العلاقات خلال مرحلة الشغور الرئاسي.
ويتطلع الجانب اللبناني الى الافراج عن القسم الاكبر من الهبة السعودية للبنان، ولا سيما منها ما يتعلق بتغطية المعدات والتجهيزات التي استمرّت الشركات الفرنسية في تصنيعها وإعدادها بناء على حاجات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ومطالبها.
ولن يطلب لبنان مساعدات مالية مباشرة كما جرت العادة سابقاً، بل سيعرض على مسؤولي المملكة فرص الاستثمار المتاحة أمامهم في لبنان، انطلاقاً من مقاربة جديدة من خارج منظومة الدعم الريعي. وعليه، ستكون هناك اعادة تفعيل للجان المشتركة في مجالات السياحة والاقتصاد والاستثمار.
والعناوين الثنائية والإقليمية المطروحة في الرياض ستكون هي نفسها تقريباً على طاولة البحث في الزيارة الرئاسية للدوحة، ويضاف اليها البحث بإمكان مساعدة الدولة القطرية في حلّ قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى "داعش".
في غضون ذلك، تعقد مساء اليوم جولة جديدة من الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" في رعاية مباشرة من رئيس مجلس النواب في عين التينة، ويتوقع ان تفضي الى تلمس الطريق نحو قانون الانتخاب العتيد
المستقبل :
يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء اليوم زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية، على رأس وفد وزاري موسّع، من أجل «إعادة وصل ما انقطع» بين لبنان والمملكة، على حدّ تعبير أوساط القصر الجمهوري، واستعادة الاطار الصحيح للعلاقات الثنائية بعد الخلل الذي شابها بفعل الشغور الرئاسي والتطوّرات السياسية.
هذه الزيارة التي تعوّل أوساط بعبدا على أن تُعيد تفعيل العلاقات مع الرياض في كل المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية، ترتدي طابعاً استثنائياً سواء لناحية الشكل أو المضمون. ذلك أن الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية، كما تضيف الأوساط، يضم ثمانية وزراء بينهم الوزراء السياديون الأربعة ما يمنح الزيارة «بُعدها الحقيقي» من حيث إعادة وصل ما انقطع بين البلدَين. كما سيقوم كل من أعضاء الوفد بعقد لقاءات مع نظيره السعودي.
كما ستشكّل هذه الزيارة فرصة للتشاور بين الرئيس اللبناني والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز حول تطورات المنطقة لما للمملكة من حضور ودور بارزَين، وهو ما سيُستكمل حسب الأوساط في لقاء مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وستتطرّق المحادثات الرسمية بين الجانبين إلى ملف الإرهاب وكيفية مواجهته، باعتبار المملكة جزءاً أساسياً من التحالف ضدّ الإرهاب، ولبنان يعاني من هذه الآفة، سيّما وأن الرئيس اللبناني من دعاة العمل العربي المشترك لمواجهة هذا الإرهاب. وسيعرض الرئيس عون، حسب الأوساط، إنجازات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لناحية العمليات الاستباقية ضدّ الخلايا الإرهابية.
وإذ ذكّرت أوساط بعبدا بأن برنامج هذه الزيارة يشير بحدّ ذاته إلى نتائج إيجابية قد تنجم عنها في المدى المنظور، أضافت أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يراهن على نجاح هذه الزيارة وأنه يتوقّع أن تحقّق نتائج إيجابية، وهو ساعد في إتمامها وهيّأ لها المناخات الملائمة.
الحكومة
في الغضون وفيما تتسارع الاتصالات بين الكتل النيابية من أجل التوصّل إلى توافق حول إقرار قانون جديد للانتخابات، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية بعد غد الأربعاء برئاسة الرئيس الحريري في السرايا، وعلى جدول أعماله مجموعة من البنود أبرزها استكمال مراسيم النفط في ضوء النقاط التي أُنجزت بعد إحالتها إلى اللجان الوزارية الأسبوع الفائت.
الديار :
يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اول زيارة له خارج لبنان على رأس وفد رسمي الى الرياض (يليها الاربعاء زيارة لقطر) بما يفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية - السعودية، تترافق حسب معلومات أولية مع احتمال وساطة يقوم بها الرئيس عون بين الرياض وطهران، مدعوماً بالوفاق الذي تتوج بتأليف حكومة الرئيس الحريري.
وتأتي الزيارة الرئاسية في وقت يتطلع اللبنانيون من خلالها الى نتائج مهمة منها امكان تحريك هبة الـ3 مليار دولار لتسليح الجيش وامكانية عودة السياح الخليجيين الى لبنان مع عودة استثمارات سعودية محتملة من شأنها تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني.
زيارة الرئيس عون تبدأ اليوم الى الرياض، وسط ما يشبه تسابقاً في الرهانات السياسة المحلية على العلاقة بين لبنان وكل من طهران والرياض، لا سيما لجهة تسليح الجيش اللبناني، خصوصاً بعد تصريح رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع امس الاول بقبول اي مصدر لتسليح الجيش، بما في ذلك ايران، وهو ما وصف بانه اول تصريح من نوعه يخرق جدار الممانعة لدى فريق 14 آذار الذي سبق ان اعترض بـ «فيتو» على عرض سبق ان قدمته طهران لتسليح الجيش اللبناني، وذلك اثر زيارة قام بها وزير الدفاع سمير مقبل لطهران عام 2014، وكانت حجة 14 آذار في حينه ان هناك عقوبات دولية على ايران تمنع لبنان من التعاون معها، وسط اعتراضات اميركية واوروبية على اي خطوة من شأنها تعزيز القدرة الدفاعية للجيش اللبناني، وتلا ذلك الوعد السعودي بتقديم 3 مليارات دولار لتسليح الجيش بشراء معدات عسكرية من فرنسا، سبقها مليار دولار اعلن عنها رئيس الوزراء سعد الحريري يستخدم نصفها للجيش ونصفها الاخر لقوى الامن الداخلي. الا ان المبلغ منذ ذلك الحين لم ير النور، وقد غابت هبة الـ3 مليارات دولار التي يطمح البعض الى احيائها من خلال زيارة الرئيس عون اليوم الى الرياض، ولكن في ظروف مالية سعودية شديدة الصعوبة تتوجت امس الاول بتصريح وزير المال السعودي محمد الجدعان الذي حذر من كارثة اقتصادية في المملكة اذا لم تعالج الامور بما يؤدي الى تجنبها، الامر الذي اعطى علامات سلبية لامكان احياء الهبة السعودية التي تعترضها ايضاً صعوبات اضافية منها، ان اي عملية تسليح للجيش عبر هذه الهبة، ستكون من خلال شراء معدات فرنسية تصطدم بـ «فيتو» اميركي واسرائيلي - اوروبي سبق لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان اشار اليه بان ناطقاً باسم الحكومة الاسرائيلية اعلن بشكل رسمي ان اسرائيل اعترضت على قول جيفري فيلتمن عن امكان تزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من سلاح دفاعي.
وامام هذه الاعتراضات تميل الكفة تجاه طهران التي اذا كانت قوى دولية قد اعترضت عليها في السابق، فان رفع الحظر الدولي عن التعامل معها حتى من قبل مجلس الامن والولايات المتحدة واوروبا، بات يسهل امكانات التوافق المحلي بشأن العلاقة اللبنانية - الايرانية، لا سيما ان التجهيز العسكري من خلال ايران لن يكون عبر شراء اسلحة من الغرب تواجهها الاعتراضات الاميركية والاسرائيلية والاوروبية، وانما هو عبارة عن تسليم مباشر للسلاح الى الجيش بما يحتاجه من معدات اساسية يصفها العميد المتقاعد امين حطيط لـ«الديار» بانها منظومة للدفاع الجوي، ورادارات كشف بعيدة المدى، ومنظومة للقيادة والسيطرة، ومنصات صواريخ للطائرات. فيما العميد الركن هشام جابر يقول لـ«الديار» ان الطائرات التي تناسب لبنان ليست من النوع الذي يمكن ان تسقطه اسرائيل بل «هليوكوبتر» مثل الـAPATCHI أو ما يعادلها من نوع طائرات الـ «Allfgator» الروسية النموذجية.
علما انه سبق للبنان في اواخر 2008 ان حصل على هبة روسية قوامها 10 طائرات ميغ - 28 روسية لم يقبلها لبنان في حينه بسبب الرفض الاميركي وتواطؤ بعض القيادات اللبنانية حسبما اظهرته يومها «وكالة ويكيليكس».
ولي ولي العهد السعودي: لا توجد اي فرصة للتفاوض مع ايران
وعشية زيارة الرئيس عون الى السعودية قال ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في حوار مع مجلة «فورين افيرز» الاميركية، انه «لا توجد اي فرصة للتفاوض مع السلطة في ايران في ظل اصرارها على تصدير ايديولوجيتها الاقصائية، والانخراط في الارهاب، وانتهاك سيادة الدول الاخرى».
كما اعتبر ولي ولي العهد ان المملكة ستكون خاسرة اذا اقدمت على التعاون دون ان تقوم طهران بتغيير نهجها.
وحول محاربة داعش، اكد الامير على مواجهة التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة، وان هزيمة هذه التنظيمات ممكنة في نهاية المطاف، في ظل وجود دول قوية في المنطقة مثل السعودية ومصر والاردن وتركيا.
الجمهورية :
مع دخول لبنان مجدداً في عين العاصفة الطبيعية (RHEND) التي تحمل سرعةً في الرياح وغزارةً في الأمطار والثلوج وانخفاضاً إضافياً في الحرارة، تراجعَ الحراك الداخلي بنحوٍ ملحوظ، على أن يشهد اعتباراً من اليوم زخماً مزدوجاً: الأول سياسي بانطلاق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في جولته الخليجية والدولية الأولى التي تشمل السعودية فقطر. والثاني تشريعيّ بصدور مرسوم الدورة الاستثنائية لمجلس النواب ابتداءً من اليوم وحتى 20 آذار المقبل، وعلى رأس جدول الأعمال قانون الانتخاب والموازنة العامة للدولة. كذلك ستنشط الحركة حكومياً بجلسة مجلس الوزراء بعد غدٍ الأربعاء في السراي الحكومي بجدول أعمال عادي.
ويرى المراقبون انّ اهمية زيارة عون السعودية تكمن:
اولاً، في انّها تأتي بعد برودة انتابت علاقته معها، قبل انتخابه بفعل تموضعه السياسي في لبنان.
وثانياً، ان تكون المملكة مقصده الخارجي الاول بمثابة اعلان نيات من جهته إزاءها، خصوصاً انّها تلقّفت موقفه الايجابي ودعته لزيارتها.
وثالثاً، تأتي هذه الزيارة بعد سنتين من الاضطراب في العلاقات الثنائية اللبنانية ـ السعودية نتيجة مآخذ المملكة على مواقف «حزب الله» في لبنان وسوريا والعراق واليمن والخليج عموماً، والسعودية خصوصا، ما أدى الى الغاء الهبة العسكرية للجيش والاجهزة الامنية في لبنان.
ورابعاً، تأتي الزيارة في وقتٍ ينتاب ابناءَ الجالية اللبنانية في السعودية خصوصاً والخليج عموما قلقٌ من امكانية حصول تصعيد سياسي في لبنان او في الخليج يؤثر على وضعية ابنائها الذين يساهمون في إعمار دول الخليج وإنمائها وتعزيز الاقتصاد اللبناني.
ولذلك،يُنتظر ان تثمر زيارة عون نتائج ايجابية، وإلا لما كانت الرياض دعته لزيارتها ولَما كان لبّاها. كذلك ينتظر ان تنعكس هذه النتائج في ميادين عدة، ابرزها:
تعيين سفير سعودي جديد في لبنان، رفعُ الحظر عن سفر الرعايا السعوديين اليه، اعادة الهبة العسكرية، التعاون بين لبنان والمملكة على الصعيد النفطي، خصوصاً بعد اقرار مرسومي تلزيم التنقيب عن النفط في مجلس الوزراء، إذ انّ السعودية من خلال شركة «ارامكو» مستعدة لمساعدة لبنان في استثماراته النفطية.
إلا انّ اللافت عشية سفر عون الى الرياض والحديث عن احياء الهبة العسكرية، كان تأكيد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي «أنّ نية ايران بتسليح الجيش اللبناني راسخة، وهذا الأمر في تصرّف الحكومة اللبنانية إن شاءت أن تُفعّل الموضوع».
معلومات بعبدا
وعشية سفر عون، تحدثت معلومات بعبدا لـ»الجمهورية» عن «زيارة واعدة» مسلّطةً الضوء على الملفات التي ستتناولها، وقالت: «ان العلاقة تاريخية بين لبنان والسعودية على مستوى الدولتين او على مستوى الشعبين او على المستوى الاقتصادي، ويكفي تعداد الملفات المطروحة لتقدير اهمّيتها.
فهناك اكثر من ربع مليون لبناني في السعودية ونحو ثلث التحويلات المالية الى لبنان مصدرها اللبنانيون في دول الخليج، والسعودية تعدّ من ابرز الدول التي فيها تبادل تجاري بينها وبين لبنان. والبحث سيتناول هذه الملفات وسبل تعزيز العلاقات وتطويرها.
وعلى المستوى الاقليمي والدولي هناك ضرورة لاجراء قراءة مشتركة لما يجري في المنطقة والعالم وتوحيد وجهات النظر، خصوصا انّ هناك تحديات مشتركة ابرزها مواجهة الارهاب الذي عانى منه لبنان ولا يزال، وعانت منه السعودية. وفي سياق هذه المواجهة سيتناول البحث التعاون بين اجهزة البلدين والهبة العسكرية.
وتتناول القراءة المشتركة الحرب في سوريا وتداعياتها السلبية على لبنان والاجراءات الواجب اتخاذها لمواجهتها، وصولاً الى الدور الذي كان يلعبه لبنان دائما لجهة المساعي الحميدة بين الدول العربية، وهو الأمر الذي كان يلتقي فيه دائما مع السعودية.
وعن تقصّدِ عون ان تكون السعودية وجهتَه الاولى اوضحت معلومات بعبدا «انّ السبب بسيط وهو انّ الدعوة الاولى التي تلقّاها بعد انتخابه رئيساً جاءت من السعودية عبر الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه من جلالة الملك، اضافةً الى الخلفيات التاريخية القائمة والتي تحتّم تعزيز العلاقة بين البلدين». وابدَت اطمئنانها الى»انّ العلاقات ستعود الى ما كانت عليه لأنّ النيات ممتازة والاستعدادات قائمة للبحث في تعزيز العلاقة وتنقيتها من الشوائب التي اعترتها اخيرا».
برنامج الزيارة
وفي برنامج الزيارة يغادر عون بيروت الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم ويصل الى الرياض مساءً، فيستقبله أميرها فيصل بن بندر بن عبد العزيز ممثلاً خادمَ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكبار القادة السعوديين لينتقلَ بعدها الى مقر إقامته في قصر الضيافة.
وفي اليوم الثاني، يلتقي عون الملك سلمان ويعقد خلوةً معه. وعلمت «الجمهورية» انّ عون سيدعو العاهل السعودي لزيارة لبنان، كذلك سيوجّه دعوة مماثلة الى ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الذي سيزوره في مقر اقامته. وترجّح المعلومات ان لا يحصل لقاء بين عون وولي العهد الأمير محمّد بن نايف لوجود الاخير خارج السعودية.
وسيولِم الملك سلمان على شرف عون ظهراً في قصره بالرياض في حضور اركان القيادة السعودية وحشدٍ ديبلوماسي عربي وأجنبي قبل ان تنعقد لقاءات بين الوزراء المختصين في البلدين.
ويقام مساء غدٍ الإستقبال الخاص بالجالية اللبنانية ويَليه عشاء دعا اليه وزير الإقتصاد رائد خوري نحو 300 شخصية اقتصادية لبنانية وسعودية وخليجية يلقي عون خلاله كلمةً يدعو فيها رجال الأعمال والمستثمرين للعودة الى لبنان والاستثمار في مختلف المجالات.
إلى الدوحة
وينتقل عون من الرياض صباح بعد غدٍ الاربعاء الى قطر، ويلتقي اميرَها الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي يقيم على شرفه غداءً. وتخصّص ساعات بعد الظهر للقاءات متفرقة ومبرمجة بين الوفد الوزاري اللبناني ونظرائهم القطريين قبل ان يلتقي عون مساءً ابناء الجالية اللبنانية في الدوحة. على ان يعود والوفد المرافق يوم الخميس الى بيروت.
جعجع لـ«الجمهورية»
وعن زيارة عون للسعودية، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لـ«الجمهورية»: «أن تكون الزيارة الأولى الرسمية للجنرال عون كرئيس جمهورية للسعودية ودولة قطر، هو أمر معبّر جداً، وهي زيارة بالفعل انتصار لمنطق الدولة اللبنانية التاريخية التي نعرفها عبر التاريخ... وهي علاقاتها الاساسية مع البلاد العربية، ومن بعدها بقية البلاد والعالم.
وهذا الواقع جاءت ترجمته بخير تعبير من خلال زيارة رئيس الجمهورية الأولى. وفي رأيي هذه الزيارة انتصار كبير لعودة عمل المؤسسات في لبنان. كما أنّ هذه الزيارة سترمّم علاقة لبنان بالسعودية وبكافة دول الخليج بعدما تدهورت في السنوات الثلاث الماضية الى ان تدهورت بكاملها السنة الماضية فأدّت إلى شبه قطيعة، الامر الذي يحصل للمرة الاولى في تاريخ لبنان.
لذلك أحيّي الرئيس عون على خطوته لأنّها في محلها، وسترجع لبنان إلى موقعه الطبيعي بين اشقّائه العرب، وستزيل ايّ لبسٍ او شكّ في ما يتعلق بتغيير ما حصَل في «لبنان التاريخ»، وكذلك ستزيل ايّ سوء او إبهام بما يمكن ان يكون قد علِق بأذهان البعض من اوهام او كأنه لا دولة في لبنان أو كأنّ كلّاً يغنّي على ليلاه. هذه الزيارة فعلاً ستصيب كلّ هذه الاهداف مجتمعةً».
وأضاف جعجع: «إنّ النتائج العملية المرتقبة لهذه الزيارة، اضافةً الى ما سبق ذكرُه هي اثنتان:
1 ـ الهبة السعودية المقدّمة الى الجيش اللبناني التي توقّفت العام الفائت.
2 ـ عودة السياح الخليجيين الى لبنان، وهو امرٌ حيوي جداً، عكس ما يعتقد البعض من انّ زيادة سيّاح خليجيين بالزائد او بالناقص هو سيّان، لأنّ السياح الخليجيين هم عماد السياحة في لبنان بكلّ معنى الكلمة انطلاقاً من أعدادهم وقدراتهم الشرائية، بالاضافة الى العلاقات الشخصية التي تربطهم بكثير من اللبنانيين. وأنا شخصياً مسرور جداً بهذه الزيارة وأعتبرها اجملَ وأهمّ هدية يقدّمها الجنرال عون للبنانيين في مطلع هذه السنة الجديدة.
ومن جهة أُخرى اعادَت هذه الزيارة تصويبَ كثير من الامور التي كانت في حاجة الى تصويب».
وهل يتوقع بما لديه من معطيات إحياء الهبة؟ اجاب جعجع: «شخصيّاً ليست لديّ معطيات او معلومات عن عودة الهبة السعودية ولا يمكن أن أكون حاسماً او جازماً في هذا الامر، انّما انا متأكد من انّ الامر مطروح على بساط البحث من بابه العريض اثناء الزيارة».
وهل انّ ترحيبه بأن تقدّم ايران مساعدات للبنان، هو بداية تحوّل في الموقف السياسي لملاقاة «حزب الله» في مساحة معيّنة؟ قال جعجع: «موقفنا في هذا الشأن واضح جداً، ليس لدينا حساسية على ايران كبلد او على الشعب الايراني، مشكلتُنا الاساسية انّ ايران تساعد حزباً من الاحزاب اللبنانية متخطيةً الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية الشرعية وعلى حساب المصلحة الوطنية العليا.
امّا اليوم فنقول اذا كانت هذه المساعدة ستأتي الى الدولة اللبنانية كدولة فمن المؤكد ان لا مانع لدينا ان نتلقّى هبات ومساعدات من دول الشرق والغرب ونتلقّى من ايران بكلّ ترحيب».
وعن قراءته لموقف «حزب الله» من زيارة عون للسعودية، قال جعجع: «أقرأ ايجابية في موقف «حزب الله» من زيارة عون للسعودية، وأقصى تمنياتي في هذا الخصوص ان لا يقوم بعد اليوم اي فريق لبناني بزعزعة العلاقات بين لبنان وبقية الدول العربية او غير العربية.
أمّا بالنسبة الينا، اذا كان هناك ايّ دولة عربية او غير عربية تعتدي على لبنان فنحن لا نقبلها وسنقف لها بالمرصاد وسنتّخذ جميعنا الموقف الذي يجب ان يُتخذ معاً. امّا حين لا يعتدي احد على لبنان او على المصلحة الوطنية العليا «فننصب له العداء ببلاش» ومجاناً على حساب المصلحة الوطنية العليا وعلى حساب مصلحة اللبنانيين، فهذا غير مقبول».
حوار «حزب الله» ـ «القوات»
عن حوار مستقبلي محتمَل بين «القوات» وحزب الله، قال جعحع: «الكلام الايجابي الذي صدر عن «حزب الله» مرحَّب به جداً ولا يمكننا الرد على ايّ كلام ايجابي الّا بكلام ايجابي آخر.
إنّما، هذا شيء والكلام العملي شيء آخر! فحتى اليوم لا كلام عمليّ، والكلام العملي يلزمه برنامج ومادة، وإلّا لا حزب الله سينجح ولا نحن سننجح، ولذلك اتمنّى ان تتحول هذه الاجواء الايجابية الى طروحات عملية، عندها نرى إذا كان هناك امكانية للتقدم انطلاقاً من اقتناعاتنا الوطنية وخصوصاً تلك المتعلقة بقيام الدولة ووجودها في لبنان».
اللواء :
يفتتح الرئيس ميشال عون جولاته العربية والإقليمية والدولية، بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد 70 يوماً على انتخابه رئيساً للجمهورية.
ويرافقه في هذه الزيارة والتي تبدأ مساء اليوم وتنتهي صباح الأربعاء، حيث يتوجه من الرياض إلى الدوحة، وهي المحطة الثانية من جولاته العربية، ثمانية وزراء يمثلون مختلف التيارات والكتل والطوائف، وهم: وزراء التربية مروان حمادة، والمالية علي حسن خليل، الخارجية جبران باسيل، والداخلية نهاد المشنوق والدفاع يعقوب صرّاف، والاعلام ملحم رياشي، والاقتصاد رائد خوري، بالاضافة إلى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول.
ويعكس حجم التمثيل السياسي والوزاري في الوفد المرافق عناية في الاختيار والاهتمام والرهانات اللبنانية وحتى السعودية، على انتاجية الزيارة، وموقعها المركزي والاستراتيجي، والتي تندرج في إعادة الثقة العربية والدولية بالبلد، بدءاً من البوابة السعودية خاصة والخليجية عامة، لأسباب تاريخية وراهنة، تتصل بتعلق اللبنانيين بالعلاقة الأخوية مع المملكة، وبحرص المملكة الدائم على تقديم كل ما يلزم من دعم سياسي واقتصادي ودبلوماسي للبنان، حيث شكل هذا الدعم خشبة خلاص في اكثر من محنة، وأزمة، بدءاً من الطائف وصولاً الى العام 2006.
وقالت مصادر لبنانية رسمية لـ«اللواء» أن اختبار الرئيس عون أن تكون المملكة المحطة الأولى في الحركة الخارجية، لا تتعلق بالبروتوكول فقط، وإنما تنبع من إدراك أن طي الصفحة المؤلمة التي سادت في الأشهر الماضية تشكّل حاجة حيوية للبنان، بعضها يتعلق بربع مليون لبناني الذين يعملون في السعودية ودول الخليج، وبعضها يتعلق بالصادرات الزراعية والصناعات اللبنانية التي تجد سوقاً لها بنسبة تتعدّى الـ60 بالمائة في المملكة ودول الخليج، فضلاً عن أن الاستثمارات الاجنبية في لبنان معظمها خليجي، ناهيك عن الملاءة الخليجية في المصارف اللبنانية.
وفي الإطار عينه، كشف رئيس اتحاد الغرف التجارية اللبنانية محمّد شقير أن 60 في المائة من تحويلات اللبنانيين في الخارج تأتي من دول الخليج.
وأشارت هذه المصادر الى أن الزيارة ستبحث أيضاً في الغيوم التي انتابت العلاقة على خلفيات سياسية او حزبية وحملات، مع تأكيد الرئيس عون أن موقف الدولة اللبنانية يعبر عنه رئيس الدولة والحكومة، وأن البيان الوزاري كان واضحاً لجهة التأكيد على انتماء لبنان العربي وتشديده على العلاقات المميزة مع أشقائه، ولا سيما مع المملكة ودول الخليج.
وبالاضافة إلى هذا الجانب، سيجري التطرق إلى هبة المليارات الثلاثة التي قدمتها المملكة للجيش اللبناني، من باب حماية الاستقرار اللبناني وتعزيز قدرات الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، والتعاون المستمر لمواجهة الإرهاب الذي يعبث بالمنطقة ودولها واستقرارها.
وفضلاً عن اللقاء الذي دعا إليه وزير الاقتصاد رائد خوري أكثر من 300 رجل أعمال سعودي ولبناني لمناقشة مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال اللبنانيين والسعوديين، تحتل القضايا السياسية والدبلوماسية في زيارة الرئيس عون أهمية خاصة.
فالرئيس اللبناني الذي سيكون مقر اقامته في قصر الضيافة في قصر الملك سعود تحت الرعاية الملكية، سيجهد لإعادة فتح المجال امام صفحة جديدة في العلاقات التاريخية مع المملكة وعلاقات لبنان مع دول الخليج، باعتبار ذلك خياراً وليس قراراً فقط.
وتوقع مصدر مطلع أن تتناول الخلوة التي يعقدها الرئيس عون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الوضع اللبناني من كافة جوانبه، إضافة إلى الأوضاع العربية والحرب الدائرة في سوريا، ونظرة لبنان إلى أن إنهاء الحرب هناك سيفتح الباب بقوة لعودة النازحين السوريين الذين يتحمل لبنان وحده أعباء ايواء ومساعدة ما لا يقل عن مليون ونصف مليون نازح يتزايدون بصورة يومية، إما بسبب استمرار الحرب او التوالد، في حين ينكفئ المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته تجاه لبنان وتقديم ما يلزم من مساعدات.
وستتطرق المحادثات أيضاً إلى تطورات الوضع في المنطقة ودور المملكة وما ينتظر من تطورات على هذا الصعيد، وقضية الحرب على الإرهاب، في ضوء موقف الرئيس عون المعروف والذي يدعو إلى عمل مشترك لمواجهة الإرهاب ومعالجة اسبابه، هذا فضلاً عن موضوع تنقل اللبنانيين والسعوديين، وإمكان اعادة النظر بموضوع «النصيحة» السعودية لرعاياها بعدم زيارة لبنان في هذه المرحلة.
وينتقل الرئيس عون من الرياض إلى الدوحة الأربعاء في زيارة تستمر يوماً واحداً، ويعقد خلوة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتناول العلاقات الثنائية ودور قطر في مساعدة لبنان، لا سيما في مؤتمر الدوحة والوساطة التي قامت بها في تحرير عدد من العسكريين الذين كانت تحتجزهم جبهة «النصرة» وإمكان إعادة إحياء الوساطة القطرية لتحرير العسكريين الباقين الذين يحتجزهم تنظيم «داعش».
وعلمت «اللواء» ان التحضيرات جارية على قدم وساق لأن تكون المحطة الثالثة من زيارات الرئيس عون إلى جمهورية مصر العربية، لكن مصدراً أشار إلى ان موعد هذه الزيارة لم يتحدد بعد، موضحاً «ان الرئيس عون سيكون في بيروت الخميس بعد انتهاء زيارتيه لكل من الرياض والدوحة».
زيارة بروجردي
ونفت مصادر مطلعة ان تكون للزيارة التي قام بها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له إلى بيروت، خلال اليومين الماضيين، واللقاءات التي أجراها مع الرؤساء عون ونبيه برّي وسعد الحريري، أي علاقة لها بموضوع زيارة عون للسعودية، مؤكدة ان المسؤول الإيراني لم يأت على ذكر هذه الزيارة في أي من لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، بالإضافة إلى لقاء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مشيرة إلى ان بروجردي كان في زيارة إلى سوريا، ورغب بأن يزور لبنان لنقل رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى على لاريجاني إلى الرئيس عون ورغبتهما في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وعرض الموقف الإيراني من التطورات الإقليمية ولا سيما في سوريا، والجهود المبذولة لتحقيق حل سياسي للأزمة السورية يقوم على الحوار بين الأطراف السوريين، معرباً عن أمله في ان تؤدي المفاوضات المرتقبة في «استانيا» إلى بلوغ الحل السياسي المنشود (راجع ص 2).
مجلس الوزراء
في هذا الوقت، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية في السراي الحكومي الأربعاء برئاسة الرئيس الحريري وعلى جدول أعمال الجلسة ما يزيد على 12 بنداً، على ان يوزع جدول الأعمال اليوم، وفي مقدمة هذه البنود مشروع مرسوم تعديل كامل القسم الثاني من النظام المالي الخاص بهيئة أدارة قطاع البترول المؤجل من الجلسة الماضية.
وتوقع مصدر وزاري ان يُقرّ هذا المرسوم بصيغته النهائية بعد إدخال تعديلات عليه جرى التفاهم حولها بين وزيري المال علي حسن خليل والطاقة سيزار أبي خليل في اجتماع عقد بينهما غداة انتهاء جلسة مجلس الوزراء الماضية.
وكشف مصدر وزاري آخر، ان بعض التعيينات مطروحة على جدول الأعمال، ومن بينها تعيين محافظ أصيل لجبل لبنان اقترحه وزير الداخلية، لكن المصدر لم يجزم إذا كان التعيين سيبت في هذه الجلسة أو الجلسة المقبلة ريثما يكون الوزير المشنوق عاد من عداد الوفد المرافق للرئيس عون.
قانون الانتخاب
وعلى هذا الصعيد، توقعت مصادر نيابية قريبة من تكتل «الاصلاح والتغيير» ان يتمكن فريق الخبراء الذي يمثل الكتل الأساسية في المجلس من احداث خرق عملي للتفاهم على قانون جديد للانتخابات يراعي هواجس بعض الكتل والطوائف، وينطلق من الإجماع على رفض قانون الستين الذي ما يزال ساري المفعول ما لم يُقرّ قانون آخر، يرجح ان يكون مختلطاً يراعي النظامين الأكثري والنسبي بنسب يتفق عليها.
وانشغلت القوى السياسية بفك ألغاز الخطاب «التويتري» الجنبلاطي الذي لا يكتفي بتسجيل اعتراضات، بل ينزع إلى الهجوم وكأن زعيم المختارة وليد جنبلاط بات يغرد وحيداً خارج السرب، مع ان النقاشات الدائرة تأخذ بالحسبان خصوصية جنبلاط والوضع الدرزي في جبل لبنان.
وكان جنبلاط أتحف الوسط السياسي بتغريدة استعارت في أحد تعابيرها كلمة «العلوج» التي اشتهر باطلاقها وزير الإعلام العراقي أيام الرئيس صدام حسين محمّد سعيد الصحاف، وجاء في التغريدة ما حرفيته: «لا يا ممثّل العلوج في الوزارة ان مكوناً اساسياً وتاريخياً من لبنان، لا يمحى بشحطة قلم في مزايدات النسبية».
وكان الرذيس عون وقع أمس الأوّل مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب حمل الرقم 23، على ان يبدأ من اليوم الاثنين وينتهي في 20 آذار المقبل ضمناً.
ويتضمن برنامج عمل الدورة بصورة رئيسية مشاريع أو اقتراحات قوانين الانتخابات النيابية، ومشاريع قوانين الموازنات العامة المحالة من السنوات الماضية إلى المجلس النيابي أو التي ستحال (في إشارة إلى موازنتي 2016 و2017) فضلاً عمّا يرتأيه مكتب المجلس.
ووصفت أوساط قصر بعبدا المرسوم الرئاسي بفتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب انه بمثابة «ضوء أخضر رئاسي يزخم الاندفاعة الوطنية نحو إقرار قانون جديد للانتخابات».
وأوضحت ان توقيع الرئيس عون على مرسوم الدورة الاستثنائية بأنه يفسح المجال واسعاً امام احتمال التوافق على قانون انتخاب جديد واقراره تالياً في مجلس النواب قبل آذار المقبل، خاصة وأن قرارات الحكومة في هذا الشأن تحتاج إلى «ورشة تشريع».
وتزامناً مع الخطوة الرئاسية، برز إعلان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في استعداد أجهزة الوزارة للاستحقاق النيابي، سواء على صعيد تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات قبل نهاية كانون الثاني الحالي أو بالنسبة لدعوة الهيئات الناخبة في شباط المقبل، لافتاً إلى انه سيتقدم بطلب الاعتمادات اللازمة ضمن المهل القانونية لاجراء الانتخابات في أيّار المقبل، اما في حال إقرار قانون انتخابي جديد فسيصار حينها إلى تأجيل الانتخابات لأسباب تقنية.
وكشف المشنوق ان اللجان التقنية من الخبراء تعمل بعيداً من الأضواء لكنها لم تتوصل بعد إلى نتيجة نهائية، موضحاً ان معظم القوى السياسية توافقت على ثلاث قواعد هي ان يكون هناك قانون انتخابي جديد، وأن تكون النسبية جزءاً مهماً منه وأن تكون هناك «كوتا» نسائية.
واللافت انه وسط الحديث عن قانون الانتخاب العتيد، طرأ توتر في العلاقات بين «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، وفي اليومين الماضيين، أمكن احتواؤه من خلال بيانين منفصلين لكلا الحزبين بوقف الحملات المتبادلة، بالإضافة إلى سجال اندلع بين الوزير المشنوق والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، على خلفية توقيف مرافق ريفي المؤهل عمر البحر من قبل شعبة المعلومات في قوى الأمن لاعتبارات مسلكية رأى ريفي ان لها ابعاداً سياسية «كيدية»
الاخبار :
على عكس الاندفاعة القوية التي بدأ بها عهد الرئيس ميشال عون، من تأليف للحكومة ونيلها الثقة، والسرعة في إقرار عدد من المراسيم المهمة التي كانت مجمّدة منذ سنوات، وتحديداً في ملف النفط، يواجه ملف قانون الانتخابات صعوبات جمّة، على الرغم ممّا يعلنه الأفرقاء عن مجهود يبذل في سبيل تفادي استمرار قانون «الستين» على قيد الحياة.
فالرئيس نبيه برّي الذي أخذ على عاتقه تسويق قانون التأهيل في القضاء والنسبية في المحافظة، أكد أن «لا إشارة جدّية توحي بوجود تقدم في هذا الملف». أما النائب وليد جنبلاط الذي يبدو أكثر المتوجسين من طبخة أي قانون جديد، فاستكمل حملته على بعض القرارات الحكومية، وتلميحه عن صفقات قادمة في موضوع النفط، ورفع مساء أمس السقف عالياً ضد النسبية، مغرداً على موقعه على «تويتر» بالقول: «لا يا ممثل العلوج في الوزارة، إن مكوناً أساسياً وتاريخياً من لبنان لا يُمحى بشخطة قلم في مزايدات النسبية». وفي ما رفض رئيس الحزب الاشتراكي الكشف عن هوية المعني بالتغريدة، إلا أن تصعيده يشي بأن المعركة الجدية بدأت، وأن الأيام المقبلة ستشهد سيلاً من المواقف المتبادلة التي يُمكن أن تطيح أي أمل بالوصول إلى قانون جديد. تغريدة جنبلاط تزامنت مع ما كشفه الرئيس برّي عن أنه أوكل مهمة التفاوض على قانون الانتخابات مع جنبلاط إلى وزير المال علي حسن خليل الذي سيتولّى ذلك بالتنسيق مع الوزير السابق وائل أبو فاعور. استبق جنبلاط مساعي رئيس المجلس، وخصوصاً أن الأخير كان يعوّل على موقف جنبلاط، على اعتبار أن «سير رئيس الحزب التقدمي بقانون التأهيل يُمكن أن يدفع تيار المستقبل إلى تبنّيه». والقوات؟ تبقى هذه «مهمّة التيار الوطني الحر» بحسب برّي.
يُضاف إلى ما سبق تأكيد مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر رفض أي اقتراح قانون مختلط بين الأكثري والنسبي، وتأكيدها أن البحث يتركّز على مشروع بري التأهيلي، واقتراح الوزير جبران باسيل للصوت المتعدّد (one person multiple votes). في المقابل، لا يزال تيار المستقبل يرفض البحث في أي اقتراح قانون غير مبني على النظام المختلط، علماً بأنه يعتبر مشروع بري التأهيلي مختلطاً بين الأكثري والنسبي، في حال الأخذ بملاحظاته.
في المقابل، تشخص الأنظار باتجاه الجولة التي يبدأها الرئيس عون اليوم إلى الرياض والدوحة، وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ توليه منصبه. هذه الزيارة التي يتمّ التعويل عليها لإذابة الجليد في علاقة الدول العربية مع لبنان، بعدما بلغ التوتر ذروته العام الماضي، نتيجة الخلاف حول الملف السوري، وأدى إلى تعليق الرياض لمساعدات عسكرية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار، بسبب ما اعتبرته المملكة مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية. وفيما تساءلت أوساط سياسية عن «عدم سفر رئيس الحكومة مع الوفد اللبناني»، نفت أن «يكون لذلك علاقة بموقف سلبي من المملكة تجاه الرئيس سعد الحريري»، مؤكّدة أن «الزيارة الأخيرة التي قام بها المسؤول الإيراني علاء الدين بروجردي ولقاءه بالحريري، هي ليست مجرّد زيارة بروتوكولية إلى رئيس حكومة، بل مؤشر واضح على تقدّم الاتصالات المفتوحة التي حكي عنها بين الرياض وطهران». هذه الإيجابية تجاه إيران لم تنحصر في أرجاء منزل الرئيس الحريري في وادي أبو جميل، بل وصلت إلى معراب. ففي موقف مفاجئ، أعلن رئيس القوات سمير جعجع أن «زيارة الرئيس عون لطهران ايجابية»، وأننا «لسنا ضد أي مساعدة عسكرية. فإن كنا نتلقى مساعدات من السعودية ودول الخليج وفرنسا وأميركا، فلماذا نرفضها من إيران؟». ويُعدّ هذا التصريح بدء استدارة واضحة، بعد كلام رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، من بكركي عن عدم إقفال الباب في وجه القوات اللبنانية. غير أن جعجع أكد في حديث صحافي أن «لا وجود لمؤشرات جدية لحوار بين الحزب والقوات حتى الآن، فلا الأمين العام السيد حسن نصرالله ولا أنا نحب أن نتسلّى».
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الرئيس ميشال عون للسعودية، اليوم، لن تعطّل مجلس الوزراء، إذ تعقد الحكومة اجتماعاً لها في السرايا، برئاسة الحريري. ويتعامل التيار الوطني الحر مع هذه الجلسة بإيجابية، وتعد مصادره بتسهيل عمل رئيس الحكومة.
البلد :
يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السعودية فقطر في زيارة تبدأ اليوم وتستمر الى الخميس المقبل، وهي زيارة »رد اعتبار« لعالقة لبنان بالدول العربية التي تراجعت في االعوام االخيرة، ويؤمل منها ان ترفع الحظر عن سفر الخليجيين الى لبنان، والبحث في اوضاع اللبنانيين في تلك الدول، وربما اعادة تحريك الهبة السعودية التي كانت مقررة للجيش اللبناني، كما تشجيع المستثمرين العرب على العودة الى لبنان. وأكد وزير اإلقتصاد رائد خوري أن »هناك خلوة ستعقد بين عون والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وأعلن وزير االعالم ملحم رياشي انه سيثير خالل زيارة قطر موضوع الصحافي سمير كساب المختفي في سورية باالضافة الى موضوع العسكريين الذي سيطرحه الرئيس. ً ، اعلن عضو كتلة التنمية والتحرير انور الخليل امس انتخابيا ً ا ان تكون رغبة بعض المكونات السياسية في ًّ ا كبير ان هناك شك التكوين الحالي للمجلس النيابي تريد فعال ان تعود الى قانون الـ 60 ،اال ان تمثيل شرائح الناس ال يتم اال عبر القانون النسبي«. وردا على سؤال عن المهل القانونية وضيق الوقت وبالتالي العودة الى قانون الستين قال الخليل: »قد يحصل تمديد تقني، واعتقد انه وارد. ألن االنتخابات يجب ان تجرى في حزيران وهناك عامالن قد يؤخران ذلك، شهر رمضان وعدم انتهاء العام الدراسي وبالتالي فالمعلمون الذين يتولون مراقبة االنتخابات غير مستعدين الى حين انتهاء العام الدراسي، ولكن يجب ان نكون مستعدين لذلك، وهنا يستحضرني قول الرئيس بري ان ما يحصل يشبه الدبكة البعلبكية، ضجة ولكن في مكانها، ولكن نأمل خيرا«. من جهة ثانية وفي خطوة توحي بالمزيد من الدفع التشريعي والعمل الحكومي في مطلع العهد، ومواكبة لقرارات مجلس الوزراء التي تحتاج ورشة تشريع، وقع رئيس الجمهورية ، المرسوم الرقم 23 تاريخ 7 كانون الثاني 2017 ،القاضي بدعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي يفتتح في 9 كانون الثاني الحالي ويختتم في 20 آذار المقبل ضمنا. وأمس وصلت إلى بيروت، الطائرة التي تقل جثمان النائب البطريركي العام في القدس الشريف وفلسطين المطران ايالريون كبوجي، آتية من روما. واقيم لجثمان الراحل، استقبال رسمي في مطار رفيق الحريري الدولي، شارك فيه ممثلون عن الرؤساء الثالثة وسفراء وشخصيات حزبية ونيابية ووزراء. وقد أقلت الجثمان سيارة خاصة من المطار إلى كاتدرائية سيدة البشارة التابعة لبطريركية الروم الكاثوليك في الربوة- انطلياس، حيث سيسجى هناك، على ان تقام صالة الجنازة اال