ولم يجتذب التقرير الذي وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه "زلزال" قد تكون له تداعيات على المستقبل السياسي لنتنياهو، أي تعليق فوري من رئيس الوزراء أو من نوني موزيس، مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن الزعيم اليميني عرض تقييد توزيع صحيفة "إسرائيل حايوم" الموالية له، ويملكها وينشرها الملياردير الأميركي شيلدون أدينسون الذي يقدم التبرعات الى الحزب الجمهوري، إذا ضمن موزيس تقديم تغطية إعلامية أكثر ميلا الى نتنياهو في "يديعوت أحرونوت".
وكان من شأن تقليص توزيع "إسرائيل حايوم" تحقيق مزايا مالية لموزيس الذي تضررت عائدات إعلانات صحيفته بسبب منافستها. ولم يتضح متى دار هذا الحديث بالتحديد. وقالت صحيفة "هآرتس" اليومية إنه دار قبل بضعة أشهر.
واستجوبت الشرطة نتنياهو مرتين الأسبوع الماضي في قضيتين مختلفتين. وقالت الشرطة ووزارة العدل إن القضية الأولى تتعلق بتلقي هدايا، منها سيجار وشمبانيا من رجال أعمال. وقال محامي نتنياهو إن تلقي مثل هذه الهدايا من أصدقاء لا يخالف القانون. ولم تصدر السلطات أي تفاصيل علنية عن القضية الثانية التي أشارت إليها القناة الثانية التلفزيونية.
وتعاملت وسائل الإعلام الإسرائيلية بدهشة مع فكرة أن حوارا دار بين نتنياهو وموزيس. فقد اتهم نتنياهو موزيس وصحيفة "يديعوت أحرونوت" علنا بمحاولة الإطاحة به عبر تغطية الصحيفة، وهو اتهام تنفيه الصحيفة ومالكها.
واليوم جدد نتنياهو توجيه أصابع الاتهام الى الإعلام قائلا إنه أصبح يلاحقه في شكل شخصي. وقال نتنياهو لوزراء من حزب "ليكود"، قبل أن تنشر القناة الثانية تقريرها: "هذا خطأ. ضغط متواصل من الإعلام على هيئات إنفاذ القانون. إنهم يطلقون بالونات يخرج منها الهواء الساخن مرة بعد مرة. وهذه هي الحال الآن أيضا."
ولم يتسن الحصول على تعليق من موزيس. ولم ترد "يديعوت احرونوت" على الفور على طلب التعليق على التقرير. كذلك، لم يرد المتحدث باسم نتنياهو.
في الأسابيع القليلة الماضية، هاجم نتنياهو الصحافيين الذين نشروا تقارير انتقادية عن إدارته وعلاقاته المزعومة برجال أعمال. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الشرطة استجوبت نتنياهو في القضية الأولى بشأن تلقيه هدايا من أرنون ميلتشان، المنتج السينمائي الإسرائيلي في هوليوود في الأعوام القليلة المنصرمة. ولم ترد على الفور متحدثة باسم محامي ميلتشان في إسرائيل على طلب بالتعليق.
وكان نتنياهو (67 عاما) وزوجته سارة واجها فضائح عدة على مدى سنوات، منها التحقيق في سوء استغلال أموال الدولة. ونفى الزوجان ارتكاب أي مخالفات. وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن زعماء إسرائيليين سابقين واجهوا تحقيقات في مزاعم فساد، ولم تكن عرائض اتهام تصدر ضدهم دائما.
ويقضي إيهود أولمرت الذي تولى منصب رئيس الوزراء من 2006 إلى 2009 عقوبة بالسجن 18 شهرا، بعد إدانته بخيانة الأمانة والرشوة العام 2014.