وبالرغم من كل معارضتنا لوصول فخامة الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة، إلا أن شعورا عميقا كظمناه بدواخلنا، هو أقرب إلى التمني منه إلى الوقائع بأن نكون على خطأ، وبأن تشكل مرحلة العهد الجديد بشعاراتها التغييرية والاصلاحية وعلى يد رئيس قيل لنا بأنه رئيس قوي، محطة إنتقالية تمنيناها أن تكون حقيقة تجبرنا بعد ذلك على إظهار ندامة جميلة وطّنا أنفسنا على الإقرار بها فيما لو جاء أوانها .
إقرأ أيضًا: وهاب يغرّد، وداعش تضرب
أشهر قليلة على وصول الرئيس إلى قصر بعبدا، صحيح أنها فترة لا تصلح لمحاكمة العهد أو بناء رؤية نهائية عنه، إلا أن ما نشهده لا يبشر بالخير أبدا، فلا تشكيل حكومة العهد الاولى جاء وفق الحد الأدنى من الشعارات الرنانة إن من حيث أسلوب التشكيل أو من حيث طريقة توزيع الحقائب، وكدنا نصدق خدعة أن هذه الحكومة ليست هي حكومة العهد المعهودة، وما هي إلا من أجل إقرار قانون جديد لقانون الإنتخابات ليس إلا.
إقرأ أيضًا: المقاومة ،، ضد المحتل الروسي !!
حتى إذا ما جاءت المراسيم المتعلقة بالثروة النفطية وتقسيم بلوكاتها على أرباب الطوائف أدركنا سريعا أن قانون الانتخاب العتيد ( إن وجد )، لن يكون بأقلّ سوء منه، فالثروة النيابية بنظر أصحابها هي الأساس لكل الثروات السابقة واللاحقة، فخابت عند ذلك آمالنا بالعهد والعهود والمتعهدين ، وبكل أسف قد صدقت نظرتنا بفخامة ... الغاز.