عرفت مصر القديمة عبادة كثير من الآلهة والربات، اللاتى ولدن من المعتقدات الشعبية، السائدة لدى الفراعنة آنذاك، وكان لكل ربة وإله عيد خاص، ووزع الكهنة الذين وضعوا التقويم للمصريين القدماء، الأعياد أو "حب" على مدار السنة.
وتشير دراسات وتقديرات إلى أن الاحتفالات في مصر القديمة، كانت تستغرق ثلث العام، وأنه ليس هناك شعب آخر استمتع بالاحتفالات والمهرجانات الدينية أكثر من الفراعنة.
وضمن ما كانت تشهده مصر القديمة من أعياد، فقد وافق أمس الجمعة، عيد "حتحور" ربة الحب والفرح والموسيقى والسعادة والخصوبة والولادة لدى قدماء المصريين، حيث تعامدت الشمس في يوم عيدها على معبد الدير البحري في غرب مدينة الأقصر، والذي يضم بين معالمه التاريخية مقصورة خاصة لعبادة الربة حتحور، حيث احتفل مصريون وأجانب بعيد حتحور في معبدي دندرة في غرب مدينة قنا، والدير البحري في غرب مدينة الأقصر.
وعرفت حتحور في صور عدة في مصر الفرعونية، فكانت تتمثل في بقرة، رفيقة حور، وفي صورة البقرة المقدسة، وفي منطقة منف سميت بـ "الجميزة" كما عرفت باسم حاكمة السماء.
وتقول الباحثة المصرية أمل الطوبجي، المعروفة بعاشقة حتحور وإيزيس، التي أطلقت اسم حتحور على إحدى مؤسساتها البحثية في كندا، إن "معابد حتحور وأسماءها وخصائصها، لا يمكن أن تحصى، وكانت تمثل خليطاً من عدة شخصيات إلهية في مصر القديمة، فكانت "الحتحورات السبع" ربة الولادة، وجعلها المصريون القدماء ربة للأماكن البعيدة، مثل بلاد بونت، وفي منف كانت حارسة جبل الموتى، وصارت حتحور في طيبة".
وتشير أمل إلى أن حتحور كانت حامية النساء والأطفال، ورمزاً يستمدون منه الطاقة والإلهام، ومصدراً لتحقيق حياة متوازنة، والإستمتاع بالحياة بجانب العمل الجاد.
ويقول الباحث المصري ورئيس الجمعية المصرية للتنمية الآثارية والسياحية، أيمن أبوزيد، إن "انتقال الربة حتحور إلى زوجها الإله حورس، لتخليد ذكرى زواجهما المقدس كان مناسبة لاحتفالات عظيمة في كل عام، حيث كان يقام موكب يبدأ بحمل تمثال حتحور، ويتحرك من مركز عبادتها الرئيسي فى معبد دندرة بقنا، ويسافر لمسافة 100 ميل، حتى يصل إلى معبد حورس في مدينة إدفو بأسوان".
وأشار إلى أن الجمعية طالبت في دراسة لها سلطات محافظة الأقصر والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، بجانب المسؤولين في كل من قنا وأسوان والوادي الجديد، بإحياء أعياد مصر القديمة، مثل عيد حتحور الذي يوافق 6 يناير(كانون الثاني) في كل عام، وغيرها من الأعياد المصرية القديمة، بجانب وضع الظواهر الفلكية التي تشهدها المعابد الفرعونية، مثل تعامد الشمس على أجندة مصر السياحية، لتشجيع ما أسماه بسياحة الفلك التي بدأت تنتشر بالعالم.
ولفت إلى فريق بحثي يترأسه الدكتور أحمد عوض، تمكن من رصد 14 ظاهرة فلكية بمعابد الجيزة وقنا والأقصر وأسوان والوادي الجديد.
د ب أ