اغلب الظن ان الاسبوع المقبل في معظمه ستغلب على الاهتمامات الرسمية فيه الجولة الخارجية الاولى لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي ستقوده الى المملكة العربية السعودية وقطر في زيارتين متعاقبتين من الاثنين الى الخميس . واذ تكتسب هاتان الزيارتان اهمية خاصة باتت معالمها واضحة لجهة ما يعول عليهما من نتائج ايجابية على تعزيز صورة الانفتاح التي يدشن بها الرئيس عون عهده خارجيا ولا سيما من البوابة السعودية والقطرية والخليجية عموما فان الأنظار سترصد بدقة جدول اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية مع كبار المسؤولين السعوديين والقطريين وسط معطيات توحي بفتح الباب واسعا امام مردودات ايجابية للبنان جراء هذا الانفتاح.

 

وفي ظل الاستعدادات لهاتين الزيارتين بدا طبيعيا ان ترصد في المقابل المواقف التي أطلقها الموفد الايراني الى لبنان رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الاسلامي الايراني علاء الدين بروجردي الذي يزور بيروت منذ مساء الخميس . اذ ان توقيت الزيارة تزامن والاستعدادات الجارية لزيارتي الرئيس عون للسعودية وقطر الامر الذي أضفى عليها بعدا ربطه البعض بآفاق هاتين الزيارتين ولو ان زيارة المسؤول الايراني مقررة سلفا . ولكن سواء صح هذا الربط أم لم يصح فان تصريحات بروجردي امس خلال زيارة قام بها مع الوفد النيابي الايراني المرافق لروضة "شهداء المقاومة الاسلامية " في الغبيري اكتسبت دلالات سياسية وديبلوماسية سلطت الاضواء على بعض الاتجاهات الايرانية حيال لبنان في هذه المرحلة . وبرز في هذا السياق دفاع المسؤول الايراني عن قتال " حزب الله " في سوريا الذي عزاه الى طلب من الجمهورية السورية " للدفاع عن وحدة سوريا واستقرارها وأمنها " . كما انه في تناوله الاوضاع اللبنانية الراهنة عزا الفضل في ما يعيشه لبنان في هذه المرحلة من طمأنينة وهدوء وأمن واستقرار الى " أرواح المقاومين والمجاهدين والابطال الذين رسخوا الوحدة والاستقرار والأمن في ربوع لبنان " ولم يفته تحديد العرض الايراني بتسليح الجيش اللبناني واضعا الامر لدى الحكومة اللبنانية " أن شاءت تفعيل هذا الموضوع " . وجاءت تعليقات بروجردي وسط تنامي التوقعات بان تكون الهبة السعودية المجمدة للجيش اللبناني احدى المحاور الاساسية في محادثات الرئيس عون مع المسؤولين السعوديين.

 
 

في سياق داخلي آخر برزت امس تداعيات توقيف فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي احد المساعدين والمرافقين الاساسيين للوزير السابق اللواء اشرف ريفي وهو المؤهل المتقاعد عمر بحر منذ الخميس الفائت . وافادت معلومات امنية ان توقيفه جاء بناء على مخالفات مسلكية اعترف بها بحر في التحقيق الذي اجري معه وهي مخالفات تتعلق بقيامه نشاطات سياسية وتنظيمية واعلامية لمصلحة اللواء ريفي الامر الذي اوجب توقيفه بعقوبة لشهر بموجب هذه المخالفات . ولكن الوزير السابق اللواء ريفي ادرج الخطوة في اطار " الكيدية السياسية " حياله " وتقديم شهادة حسن سلوك لحزب الله " والتضييق عليه . وتحدى جهات لم يحددها قائلا " أوقفوا من شئتم فلن تثنى عزيمتنا ولو أوقفوا أشرف ريفي ونحن نقول لهم نحن اهل طرابلس من يعطيكم شهادة حسن سلوك وهذه الاجراءات لن تثنينا عن تغيير خطنا السياسي " . وأقام أنصار ريفي عقب صلاة الجمعة في مسجد الحميدي في طرابلس تجمعا حاشدا استنكارا لتوقيف بحر وتأييدا للواء ريفي .