عرس... كان مأتم الطالبة الجامعية ريتا الشامي في مطرانية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك، الضحية اللبنانية الثالثة التي سقطت في اعتداء اسطنبول، والتي رقص رفاقها بنعشها الأبيض وأطلقوا المفرقعات والأسهم النارية، وذرفوا دموع الفراق بدل دموع الفرح، وودّعوها بـ"زفة عروس" ونثر الرز والزهور.
ترأس الصلاة لراحة نفسها متروبوليت بيروت وجبيل المطران كيرلس سليم بسترس، في حضور ممثل رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" وزير الاعلام ملحم الرياشي، ممثل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق ماريو عون، وحشد من النواب والشخصيات والمصلين.
والقى المطران بسترس عظة قال فيها: "ازاء هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها شباب خطيئتهم الوحيدة انهم ارادوا ان يستقبلوا السنة الجديدة في جو خاص من الفرح، ويستمتعوا ببهجة الحياة التي انعم بها الله عليهم، ماذا يمكننا ان نقول؟ لا بد لنا اولا من تأكيد قيمة الحياة والتذكير بوصية الله القائلة: "لا تقتل". فالحياة هبة من الله ولا يحق لأي من البشر ان يزيلها او يشوهها، ولا بد لنا ثانيا من التشديد على ان اثمن شيء لدى الانسان انما هي الحرية".
إقرأ أيضًا: نضال بشراوي يكشف تفاصيل فظيعة عن إعتداء إسطنبول: هذا ما رأيته
وأضاف: "ليس لنا كلام بشري لتعزيتكم بفقدان ريتا ابنتكم وابنتنا، تلك الشابة الموهوبة المليئة بالنشاط والحرية، والتي قضت سنوات تخدم امها المريضة بحب كبير وتضحية لا مثيل لهما، وكانت السند الاكبر لوالدها السيد الياس الشامي، ابن عائلة نقية، وابن بلدة جون المؤمنة التي قدمت الى الكنيسة مطارنة وكهنة ورهبانا وراهبات. اننا نشاطركم حزنكم ونبكي معكم، كما بكى يسوع على موت لعازر، ثم اقامه رمزا للقيامة العامة".
ثم ألقى الدكتور جورج فرحة كلمة قال فيها: "ريتا الشامي، يا عروسة السماء، رحيلك مبكر وبعدك قاس، ارجوك لا تنسي ان تدعينا الى عرسك وانت عروسة السماء، رفاقك ونحن نريد مشاركتك فرحتك، نريد مشاهدتك بالفستان الابيض.
عزيزتي، نامي قريرة العين، لا همّ لك بعد الآن، وكما كان الاتفاق، نعم، ستتخرجين من الجامعة، نعم، سنحتفل جميعا في يوم التخرج كما لو كنت معنا، كرسيك سيكون في المكان المخصص لك".
ثم قدمت رئيسة جامعة AUST هيام صقر، في مشهد مؤثر، شهادة تخرج ريتا الى والدها.
وتقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة، قبل ان ينقل الجثمان لمواراته في مدافن العائلة في جون - اقليم الخروب.