تجمع تحليلات عسكرية وسياسية غربية على أن محاولة روسيا ايجاد مخرج لتورطها العسكري في سوريا، عبر وقف إطلاق النار وجمع الحكومة والمعارضة السورية على طاولة مفاوضات في العاصمة الكازاخستانية أستانة نهاية الشهر الحالي، قد لا يكتب لها النجاح.

ومع تجدد القصف بين القوات الحكومية والمعارضة في المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق وتعليق الفصائل التي وقعت على وقف إطلاق النار مشاركتها في المفاوضات المقبلة، تجد موسكو نفسها في مأزق.

وبينما تعول تحليلات عربية وإقليمية على شقاق بين روسيا وإيران، التي تلعب ميليشياتها وخاصة جماعة "حزب الله" اللبنانية، الدور الأكبر في خرق الهدنة، ترى تحليلات وتقديرات غربية أن الدور التركي ربما يساعد روسيا على إيجاد المخرج الذي تبحث عنه.

لكن الدور التركي، برأي عدد من الخبراء، له حدود محكومة باختلاف الأهداف عن روسيا وقدرة أنقرة على ممارسة الضغط على المعارضة المسلحة السورية.

ومع شبه الإجماع على أن الفصائل المعارضة لا يمكنها الصمود بدون دعم تركيا، إلا أن تلك الجماعات تدرك أيضا حاجة روسيا لوقف إطلاق النار وفتح طريق المفاوضات، فتستغل ذلك للضغط على روسيا.

وصحيح أيضا أن روسيا وإيران لا تتفقان تماما حول الأهداف في سوريا، إلا أن موسكو تدرك أنه يمكنها الاعتماد على طهران أكثر من تركيا، إذ تشترك موسكو وطهران في دعم حكومة دمشق على عكس تركيا.

ونشرت دورية "ستراتفور" لتحليل المعلومات تقريرا حول حاجة روسيا الملحة لتخفيض تدخلها العسكري في سوريا، بينما هي في وضع جيد إثر السيطرة على الجانب الشرقي من حلب وطرد المعارضة المسلحة منه.

وبعد نحو عامين من التدخل العسكري إلى جانب حكومة دمشق، متقاطعة مع إيران وميليشياتها، ترغب روسيا في التركيز على محاربة الإرهاب (وتحديدا داعش والنصرة ـ فتح الشام الآن ـ والجماعات المرتبطة بهما) وذلك بالتعاون أكثر مع تركيا.

ولا ترغب موسكو في استمرار تورطها في حرب مفتوحة في سوريا كما يريد الإيرانيون ومن يدعموهم، كما أن تركيزها على محاربة الإرهاب يسهل التعاون المستقبلي بين روسيا والغرب.