في أيلول من العام الماضي، هزّت العالم صورة الطفل السوري إيلان ملقى على شواطئ اليونان ميتا، واليوم في بنغلاديش الصورة نفسها ولكن هذه المرة للطفل محمد شهيت البالغ من العمر 16 شهرا من أقلية الروهينغا في ميانمار، حيث كانت عائلته تحاول الفرار من ميانمار صوب بنغلاديش.
وظهر محمد ممرّغا على وجهه في الوحل بملابس خفيفة كإيلان، بعدما غرق إلى جانب والدته وشقيقه الأكبر وعمه خلال محاولة الهرب من اضطهاد السلطات في ميانمار.
وقال والد الطفل الضحية، زافر علم، في تصريحات صحافية: “حين أنظر إلى تلك الصورة، اتمنى الموت”، مضيفا أنه لم يعد ثمة ما يجعله يرغب في العيش في هذا العالم.وكان الرضيع محمد مع والديه وأخيه الأكبر وعمه في رحلة هروب من قرية إلى أخرى لتفادي الوقوع في أيدي جيش ميانمار، لكن الأب فارق الأسرة، وقطع نهر “ناف” سباحة، بحثا عن مركب للنجاة بذويه.
وأضاف أنه كان يرغب في تأمين مخرج لعائلته من ميانمار، قائلا: “آخر يوم اتصل فيه بالعائلة، كان الرابع من كانون الأول الماضي، وسمع وقتئذ كلمة “بابا” من ابنه الراحل”.
لكن الأمور لم تسر على النحو الذي أراد الأب، فحين علمت الشرطة بأن ثمة صيادا يحاول أخذ لاجئي الروهينغا على متن قاربه، أطلق النار عليه، فغرق وسط النهر، وفي الخامس من كانون الاول الماضي تم العثور على الطفل ميتا وأخذت له الصورة الشهيرة. وبحسب أرقام منظمة الهجرة الدولية، فإن قرابة 34 ألف من أقلية الروهينغا قطعوا النهر، هاربين من ميانمار، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
( القوات اللبنانية )