صبغ الارهابيون ليلة رأس السنة بالدم والدموع، عبر اجرام اعمى لا يمت الى الاديان السماوية بصلة. فقد اقتحم قاتل مجرم محترف نادي رينا الليلي في اسطنبول وقتل39 وجرح 70 ، من بينهم لبنانيون وتونسيون وسعوديون واردنيون ومن دول مختلفة واتراك. وقد هزت هذه الجريمة البشعة العالم، فيما التف اللبنانيون حول اهالي الشهداء وصلوا لارواحهم الطاهرة، فتجلت الوحدة الوطنية بأبهى مظاهرها عبر مشاركة كل الدولة والحشود الشعبية في استقبال جثامين الشهداء الياس ورديني، وهيكل مسلم وريتا الشامي، والجرحى ميليسا بابالاردو، بشارة الاسمر ونضال بشراوي وناصر بشارة، فيما ابنة النائب اسطفان الدويهي بشرى بقيت في تركيا للمعالجة بسبب دقة وضعها الصحي. وجاء هذا الاستقبال الحاشد ليشكل اكبر رد على المجرمين الذين لن يقووا على ارادة الحياة وصمود اللبنانيين في وجه الارهاب.
اللبنانيون ودعوا الشهداء الثلاثة بالدموع واللوعة وسط حداد شعبي وأسى، فيما الدولة التي حددت الحداد بساعة واحدة والوقوف 5 دقائق صمت على ارواح الشهداء، استنفرت كل اجهزتها، وسيكون ما حصل بنداً اساسياً على طاولة مجلس الوزراء اليوم.
اللبنانيون الذين نجوا من الحادثة الاجرامية، رووا ما حصل معهم وكيف اقدم المجرم على قتل ضحاياه بدم بارد ولمدة تزيد عن النصف ساعة واكثر. وهذا ما يظهر بأنه قاتل متدرب ومحترف. وقد اطلق النار على الرؤوس بشكل دقيق، وشارك مع داعش في معارك شمال حلب، خاض حرب شوارع في سوريا، ولم تتمكن السلطات التركية من القاء القبض عليه، فيما تم توقيف 12 مشتبهاً فيهم.
الاسئلة كثيرة عن الامن التركي وغيابه، فالجريمة حصلت في منتجع «رينا» الذي يعد من اهم المنتجعات في تركيا وزبائنه من كبار الشخصيات.
وهناك عشرات الحراس على المدخل بالاضافة الى حواجز حديدية. وبالتالي كيف تجاوز المجرم هؤلاء الحراس في ظل الكاشف المعدني الذي يكشف كل الاسلحة؟ حتى انه في داخل ملهى «رينا» هناك حراس يتجولون بين الزبائن لمنع حصول اي مشكلة.، كيف تجاوز هذا المجرم كل الاجراءات واطلق اكثر من 220 طلقة، واستخدم ثمانية مخازن ولم يتدخل الامن التركي، حتى انه تمكن من الهرب، وهذا الامر لا يمكن ان يحصل دون مساعدة من الداخل؟ وكيف حمل «الكلاشينكوف» والذخائر في منطقة سياحية تعج بالامن، حتى ان المعلومات تشير الى ان اصحاب الملهى تلقوا تحذيرات وكل هذه الاسئلة يجب ان يكشفها الامن التركي. والسؤال: هل الامن التركي مخروق كما ظهر الامر اثناء اغتيال السفير الروسي؟ علماً ان لبنانيين زاروا ملهى «رينا» منذ اسابيع ولاحظوا مدى الاجراءات الامنية فيه، حتى ان حراس الملهى يمنعون «زبائن» حصلوا على حجوزات سابقة من الدخول الى الملهى في حال الشك فيهم. والسؤال الاساسي: كيف ان القاتل تجول لاكثر من نصف ساعة، وكان يطلق النار على اي حركة. وهذا لا يمكن ان يحصل لولا اطمئنان الارهابي.
وبالنتيجة دفع اللبنانيون الثمن، وقد ودع الشهداء الثلاثة وسط الاسى واللوعة واقفال عام في الاشرفية، فيما الجرحى نقلوا الى مستشفيات العاصمة وعولجوا على نفقة وزارة الصحة.
ـ مجلس الوزراء ـ
من جهة اخرى، يعقد مجلس الوزراء اول جلسة عملية بعد نيل الحكومة الثقة وسيترأسها رئيس الجمهورية ميشال عون تتضمن جدول اعمال اول بنوده مراسيم النفط التطبيقية الاربعة المتعلقة بالبلوكات النفطية البحرية والبرية ودفتر الشروط وتعديل جزء من هيئة ادارة قطاع النفط والصندوق السيادي والاحكام الضريبية والرسوم. المعلومات المسربة كشفت عن اتجاه لاقرار مراسيم النفط بشكل سريع بعد التوافق بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل على الملف. لكن هذه الاجواء تبدلت بعد تغريدة النائب وليد جنبلاط الذي كتب عبر تويتر: «اول بند للبحث غدا في جلسة مجلس الوزراء وقد وزع على عجل هو بند النفط والغاز، وكأن كل الامور محلولة لاقرار المراسيم. الامر اشبه بوليمة جهزت مسبقاً في الكواليس كي يجري اكلها غداً».
واضاف: «ليس هناك شركة وطنية ولا صندوق سيادي ولا قيمة اساساً للهيئة الوطنية، الوزير اياً كان لونه يمتلك كل صلاحيات توزيع المناطق والتلزيم ولدى الوزارة صندوق خاص».
وقال: «جلسة الغد اشبه بفيلم العراب وقوله الشهير بانه عرض لا يستطيع رفضه».
واردف قائلاً: «يا ترى كم من عراب هناك وهل بهذه الطريقة سنضمن الثروة الوطنية؟».
وتساءل: «ماذا عن مستقبل الشباب اللبناني ام لبنان سيصبح دولة مارقة نفطية كالعراق او نيجيريا؟».
وقال: «اوقفوا هذه المهزلة، هذه المسرحية المفضوحة، هذه اللعبة الرديئة».
وقال جنبلاط: «الافضل الحفاظ على ثروة لبنان الوطنية حيث هي دون حفر او تنقيب ولا لهذه المراسيم الملغومة».
كما ان وزيرا بارزاً في 8 آذار قال «للديار» ان مراسيم النفط تحتاج الى درس وتوثيق. وبالتالي لا بد من بعض الوقت لدرسها ولا يجوز اقرارها بهذه السرعة. واضاف «نحن مع الحيوية في عمل مجلس الوزراء، لكن هذه الحيوية لا يجب ان نكون على حساب الوقت والتدقيق والنقاش والقواعد التي يجب اتباعها. وهذا ملف حساس واساسي يجب مناقشته بهدوء وشفافية.
كما انتقد مصدر وزاري الطريقة التي تمت فيها احالة ملف النفط الى مجلس الوزراء في هذه السرعة، مؤكداً ان المطلوب تشكيل لجنة لدرسه. وهذا الشكل بإحالة المراسيم سيفتح الباب على الانتقادات وسيشكل سابقة ولا يجوز معالجته في هذه الطريقة. واعتقد انه ستحصل اعتراضات داخل الجلسة ولا اتوقع اقرار المراسيم بالشكل الذي تمت فيه.
ويبقى السؤال الاساسي: ما هي الالية التي ستعتمد في المناقصة وهل تكون شفافة ام محاصصة لسياسيين، في ظل اسئلة ماذا سيجني لبنان من هذا الملف وهل هناك ارقام حقيقية، ومن تولى اعداد المراسيم ومن اشرف عليها؟ مع التأكيد بان المطلوب ان تتم المناقصات عبر ادارة شفافة واشراف اجهزة الرقابة التي عليها اتخاذ القرار وليس السياسيون!
كما سيناقش مجلس الوزراء ملف الاتصالات في ظل اتجاه لاقالة مدير عام اوجيرو عبد المنعم يوسف وتعيين عماد كريدية. وتساءل مصدر وزاري: كيف ستتم التعيينات وهل سيتم الالتزام بالآلية التي تم الاتفاق عليها في الحكومة السابقة عبر تشكيل لجنة من الوزير المختص ومجلس الخدمة المدنية ووزارة التنمية الادارية. وهذه اللجنة تقوم بامتحان المرشحين وترفع بعدها 3 اسماء لمجلس الوزراء، الذي يختار واحداً منهم، وتحديداً الاكفاء. وهل ستعتمد هذه الالية؟
كما سأل وزير في 8 آذار مجلس الوزراء عن الآلية المعتمدة في تعيين مدير عام جديد لاوجيرو، وهل سيتم الحفاظ على الآلية السابقة ام سيعتمد الاستثناء بتعيين عماد كريدية ام سيتم الغاؤها، وهذا السؤال موجه الى مجلس الوزراء وعلى ضوء خياره ستحدد مسارات التعيينات الاخرى مع تأكيدنا بضرورة اعتماد الآلية المتبعة، وكذلك سيناقش مجلس الوزراء موضوع المعاينة الميكانيكية واذا كان سيقر الالتزام للشركة الخاصة او تعود للدولة.
الديار : ملف النفط.. هل سيكون مناقصة شفافة ام محاصصة للسياسيين؟
الديار : ملف النفط.. هل سيكون مناقصة شفافة ام محاصصة...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
288
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro