«الإرهاب ليس له دين، يستهدفنا جميعاً، يستهدف الناس الطيبين الذين يحبون الحياة وسنحاربه بأقوى ما لدينا وحدتنا الوطنية».. بهذه العزيمة الصلبة التي عبّر عنها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال استقباله ضحايا مجزرة اسطنبول على أرض المطار، وقفت الدولة وقفة وطنية مشرّفة في مواجهة تداعيات هذه المجزرة الإرهابية لتجسد بأدائها المسؤول وسرعتها الاستثنائية في مواكبة الفاجعة منذ لحظات وقوعها الأولى، وقوف لبنان صفاً منيعاً واحداً ضد المدّ الإرهابي العابر لكل حدود إنسانية وأخلاقية ودينية وجغرافية، ليؤكد العهد الجديد برئيسه وحكومته ومختلف أجهزته أنه عهد الدولة القوية القادرة.. والعازمة على احتضان أبنائها والتداعي للذود عن مصالحهم واحتياجاتهم أينما وكلما اقتضت الحاجة. فأمام هول جريمة إرهابية غادرة وجبانة كمجزرة اسطنبول التي حوّلت الفرح إلى ترح ليلة رأس السنة، نجح لبنان الرسمي بكل جدارة واقتدار في أن يرقى إلى درجة رفيعة من الاستنفار والمسؤولية استشعر معها المواطنون بعد طول انتظار حسّ الدولة وإحساس الاتكاء على كتفها والاحتماء في كنفها للتخفّف من أعباء لطالما أثقلت كاهلهم في الوطن كما في المهجر.
لكن، ولأن يد الإجرام والظلام كانت قد باغتت الأجهزة والإجراءات الاحترازية الأمنية في اسطنبول حاصدةً شهداء وجرحى من مختلف
الأعراق والأديان والجنسيات، لم يكن في إمكان لبنان أكثر من المسارعة إلى لملمة جراح أبنائه عبر سلسلة اتصالات داخلية متسارعة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة الذي كان قد بادر فور تبلغه بوقوع الجريمة إلى التواصل مع القيادة التركية، ثم ما لبث أن قرر بالاتفاق مع عون إيفاد وفد رسمي وطبي على متن طائرة تابعة لشركة «MEA« لتفقد اللبنانيين المصابين في المستشفيات التركية وصولاً إلى مواكبتهم مع جثامين الشهداء الثلاثة الياس ورديني وهيكل حنا مسلم وريتا الشامي الذين سقطوا في الاعتداء في طريق العودة ليل الاثنين إلى الوطن. في حين بقي في مستشفيات اسطنبول عدد من الجرحى الذين استدعت حالتهم الصحية الحرجة ذلك، من بينهم بشرى اسطفان الدويهي التي أصيبت إصابة بليغة أبقتها في غرفة العناية المركزة، على أن يتم نقلها إلى لبنان بعد سماح الأطباء لها بالمغادرة خلال الساعات المقبلة كما هو متوقع، سيما وأنّ أوساط العائلة أكدت أمس لـ»المستقبل» أنها في تحسن مستمر، موضحين أنها استعادت كامل وعيها وبدأت أمس بسرد تفاصيل ما حصل معها ليلة وقوع الجريمة.
وأمس، ودّع لبنان كلاً من الشهيدين ورديني ومسلم في مأتم رسمي وشعبي حاشد، بحيث شيّع «عريس الأشرفية» الشاب الياس وترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده صلاة الجناز عن روحه في كنيسة سيدة الدخول للروم الأرثوذكس، بينما شيعت بلدة البيرة بدورها «عريس السما» الشاب هيكل وترأس القداس لراحة نفسه في كنيسة مار جرجس البيرة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر مشدداً على «التمسك بحضارة الحياة بوجه حضارة الموت«. على أن يُحتفل غداً لراحة نفس الشهيدة الشامي في مطرانية بيروت للروم الكاثوليك تمهيداً لنقل جثمانها إلى مسقط رأسها في بلدة جون الشوفية حيث سيُقام قداس الجنازة في كنيسة سيدة الانتقال قبل أن يوارى الجثمان في الثرى في مدافن العائلة.
.. والشهيد بكري
وفي سياق وطني مأسوي آخر، فُجع أهالي بلدة صير الغربية مطلع السنة الجديدة بنبأ استشهاد ابن البلدة المغترب أمين بكري على يد عصابة سرقة إجرامية حين تعرض أفراد العصابة له وأردوه بالرصاص على طريق عودته من عمله في إحدى ضواحي عاصمة أنغولا لواندا. وعلى الأثر سارعت الدولة إلى مواكبة تفاصيل الجريمة مع السلطات الأنغولية عبر قنوات وزارة الخارجية والمغتربين بالتواصل مع القنصلية اللبنانية هناك توصلاً إلى كشف المرتكبين، في حين اتصل أمس كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري بعائلة المغدور معزين ومؤكدين وقوف الدولة إلى جانبهم في هذا المصاب الأليم.
المستقبل : لبنان صفاً واحداً ضد الإرهاب: الدولة قوية وقادرة
المستقبل : لبنان صفاً واحداً ضد الإرهاب: الدولة قوية...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
255
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro