أعلنت السلطات الألمانية في مؤتمر صحافي، القبض على لاجئ سوري يُشتبه أنه كان يخطط للحصول على أموال من تنظيم داعش وشراء شاحنات لشن هجوم على حشد من الناس، بحسب تصريحات لمسؤولين ألمان.
وأعلنت الشرطة والنيابة العامة الألمانيتان، أن لاجئاً سورياً في الثامنة والثلاثين من العمر، اعتقل السبت في ألمانيا للاشتباه بطلبه 180 ألف يورو من تنظيم داعش لشراء وإعداد شاحنات مفخخة. ووضع الأحد قيد التوقيف المؤقت بتهمة "تمويل الإرهاب"، ما قد يعرضه لعقوبة من ستة أشهر إلى عشرة أعوام، تغطي أيضا تهمة تقديم المال أو طلبه للقيام باعتداء.
وفي التفاصيل، فإن ممثل الادعاء في مدينة "ساربروكن" وجه للاجئ السوري تهمة السعي للحصول على أموال من داعش لدهس حشد من الناس بشاحنة ملغمة.
وكان السوري المدعو "حسن أ"، بحسب ما نشرت وسائل إعلام ألمانية، وهو من مدينة الرقة، قد وصل إلى ألمانيا نهاية العام 2014، وطلب اللجوء، وكان يقيم سابقاً في غيسن وفرانكنبرغ بولاية هيسن، ولا تدري الشرطة سبب انتقاله إلى ساربروكن في شهر آب الماضي.
تبادل رسائل عبر تلغرام مع وسيط داعشي
وعلى الرغم من أن الموقوف نفى نيته تنفيذ أي عمليات، فإن التحقيقات كشفت بالمقابل تبادل رسائل لهذا الرجل عبر تطبيق تلغرام المشفر مع شخص سوري "كان يعرف بأنه قادر على تأمين المال من تنظيم داعش لتمويل الإرهاب" في شهر كانون الأول الماضي. وطالب المشتبه به بمبلغ 180 ألف يورو "لتأمين وإعداد" شاحنات مفخخة عدة بإعادة دهانها على هيئة سيارات الشرطة، ودفعها باتجاه حشود لقتل أكبر عدد من "غير المسلمين".
وقالت الشرطة في بيان إن المطلوب كان ارتكاب اعتداءات في "ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا"، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذا السيناريو "كان لا يزال بعيدا جدا عن أي خطوة عملية" نحو التنفيذ.
مدن خطط لاستهدافها بينها برلين ومينيخ وشتوتغارت
كما بينت النيابة العامة أن المدن التي كان يتم التفكير باستهدافها في ألمانيا كانت برلين وميونيخ وشتوتغارت ودورتموند وايسن. وبرر المتهم المبلغ المطلوب بالقول في رسائله، إن سعر الشاحنة نحو 22500 يورو، ولا بد من تجهيز كل واحدة بما بين 400 و500 كلغ من المتفجرات.
وتحركت الشرطة الجنائية الفيدرالية بناء على معلومة من "مخبر"، وأبلغت شرطة مقاطعة سارلاند، التي اعتقلت المشتبه به السبت في منزله في حي بورباخ في شاريبروك قرابة الساعة الرابعة صباحاً، بحسب الشرطة.
وأوضحت السلطات الألمانية أن المشتبه فيه وصل إلى ألمانيا في الخامس من كانون الأول عام 2014 طالبا اللجوء في ألمانيا.
اعترف الاتصال بداعش وطلب الأموال
في المقابل، اعترف الرجل بالاتصال بداعش، لكنه نفى أنه كانت لديه أي خطط لشن هجوم، وقال إنه أراد المال لدعم عائلته في سوريا، مدعياً أنه أراد خداع التنظيم، بحسب ما نقلت عنه السلطات المعنية.
ويأتي هذا التوقيف في أعقاب هجوم وقع قبل أسبوعين عندما اقتحم تونسي كان طلبُ لجوئه قد رفض، سوقا لعيد الميلاد في برلين بشاحنة، فقتل 12 شخصا. وقتلت الشرطة الإيطالية بالرصاص لاحقا المهاجم، واسمه أنيس العامري، ويبلغ 24 من العمر.