من جهة أخرى يؤكد السفير المُبعد؛ وقد تمّ إبعاده من المملكة بعد حادث الاعتداء على مبنى السفارة السعودية في طهران، أن على البلدين أن ينتبها إلى حقيقة ثقلهما الخاص الذي لا يمكن تجاهله، وعندما اتجه طرف لتجاهل تلك الحقيقة افتقد كلاهما تلك الطاقة التي كانا يملكانها من أجل إحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولفت صادقي إلى أن البلدين خسرا موقعهما بعد تجاهل كل واحد منهما ثقل الطرف الآخر في المنطقة ويُلاحظ أن القوى الأجنبية زحفت إلى المنطقة واتسعت رقعة نفوذها بفعل الصراع بين إيران والسعودية، فإننا نرى اليوم أن أمريكا وروسيا تتابعان مصالحهما الخاصة في المنطقة.
إقرأ أيضا : عودة حزب الله جزء من اتفاق السلام الشامل في سوريا !!!
وأشار السفير صادقي إلى العوامل المؤثرة على العلاقات الإيرانية -السعودية بالقول: إن هناك أربعة عوامل تؤثر على تلك العلاقات : الأولى: رؤية كل منهما للطرف الآخر خاصة من المنظور الأيديولوجي، الثانية: رؤية كل واحد منهما لمصالحه الوطنية، الثالثة: انطباع كل واحد عن دائرة نفوذه الإقليمي من منظار سياسي، الرابعة: دور القوى الأجنبية كالولايات المتحدة التي تذكي نار الفتنة بين البلدين.
وقال صادقي أن الهجوم على مبنى السفارة السعودية في طهران أعطى ذريعة للمملكة لاستغلاله من أجل رصّ الصفوف في الداخل وتوجيه الضغوط الدولية ضد إيران ومحو إعدام الشيخ النمر عن ذاكرة منطمات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وبالرغم من أن السفير صادقي يرى أن إعادة المياه بين الطرفين صعب مع أنه ليس بمستحيل، ويرى أن السعودية هي التي بادرت بقطع العلاقات ويجب أن تتقدم هي بتطبيع العلاقات، ويؤكد صادقي على "أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل ناضج وأتصور أنه يملك الشجاعة اللازمة لتلك المبادرة ويتمكن من إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار".كما نوّه صادقي بالدور الحكيم الذي قام به وزير النفط الإيراني الذي لعب دوراً ديبلوماسياً رائعًا في التعامل مع السعودية خلال مؤتمر أوبيك الأخير الذي أدى إلى نتائج إيجابية.
ويرفض السفير السابق اللجوء إلى الوسطاء نافيًا أي حاجة إلى دور الوسطاء بين البلدين، وينتهي بالقول بأن الطرفان يعرفان شيئًا فشيئًا بأن لا حيلة لهما إلا بالتعاون من أجل تثبيت الأمن والسلم في المحيط الإقليمي.
تأتي تصريحات السفير الإيراني المبعد من السعودية حسين صادقي في إطار مجموعة من الإشارات الإيجابية التي يرسلها مسؤولون إيرانيون وعلى رأسهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني، الذي طمأن المملكة السعودية إلى أن إيران لا تعتبر المملكة عدوة لها وسوف ترحب بأي دور إيجابي تقوم به المملكة في المنطقة. لكن تلك الإشارات الإيجابية لم تتلقى حتى اللحظة ردودًا ملائمة من الطرف الآخر.