جاء إعلان قيادة القوات الروسية في سوريا عن نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروس في أحياء حلب الشرقية التي انسحب منها الثوار، ليطرح تساؤلات عن مغزى هذه الخطوة، وما إذا كانت موجهة بشكل أساسي إلى إيران ومليشياتها.
وبحسب الإعلان الروسي، فإن الوحدات العسكرية الروسية دخلت بداية إلى مطار حلب الدولي، ونشرت قيادة القوات في حميميم صوراً لجنودها على مدرج المطار وتواجد لآليات عسكرية روسية، وكذلك وجود عدد من الكلاب البوليسية.
ونوهت المصادر العسكرية الروسية إلى إن دخول القوات إلى مطار حلب الدولي، سيكون بهدف تأمين المطار وإعادة تأهيله وتشغيله، دون أن تورد أي تفاصيل أخرى حول المدة الزمنية التي ستبقى فيها داخل المطار، أو ما إذا كان سيتم نقل السيطرة لنظام بشار الأسد فيما بعد.
وأظهرت الصور كذلك، انتشارا للوحدات العسكرية الروسية داخل الأحياء الشرقية لحلب، التي أفرغت مؤخراً من المدنيين والمقاتلين، بعد أن خلفت طائرات النظام السوري والروسي مساحات كبيرة من المباني السكنية المدمرة.
تمدد أم تطمين؟
ورأى المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، عبد المنعم زين الدين، أن الإعلان الروسي عن دخول المطار وأحياء حلب الشرقية، هدفه سلب الورقة من إيران، حيث أن طهران لديها مطامع في السيطرة على حلب الشرقية، ودخول القوات الروسية والإعلان عن ذلك هدفه إعلان موسكو بأنها هي من سيطرت على حلب الشرقية لا إيران، كما قال.
وأضاف زين الدين لـ"عربي21": "روسيا لا يعجبها التمدد الإيراني، وقد بدا الخلاف واضحاً خلال عملية إخراج المقاتلين والأهالي من حلب، عندما وافق الروس وعرقلت إيران، باشتراطها في ملف كفريا والفوعة، وغيرها من الملفات، فيما موسكو تريد ضبط الحركة على الأرض، كما ضبطتها في الأجواء السورية".
ورأى أن موسكو تريد إبلاغ طهران، بأنها تسيطر على الأرض في سوريا، "عبر قيامها بإخراج المليشيات الإيرانية التي كان لها سمعة سيئة في دخول المدينة وارتكاب مجازر، وكأن روسيا تضع يدها على المكان الأساسي وهو مطار حلب الدولي، الذي كان من الممكن لنظام الأسد أن يؤهله، ويجعله مستقبِلا للطائرات الإيرانية المحملة بالمليشيات، كما صنع في مطار دمشق الدولي".
ولفت زين الدين إلى أن سيطرة موسكو على مطار حلب الدولي، "خطوة استباقية"، لكنه رأى أنه "ليس هنالك تخوف من انتشار القوات الروسية، كما لو كانت الميليشيات الإيرانية؛ لأن القوات الروسية لن تستطيع التعامل مع الأحياء في حلب في ظل عدم معرفتها بلهجة المدنيين وإمكانية الاختلاط بهم، والأفعال الروسية محسوبة عليها، ومتميزة عن العوام بلباسها ومقراتها العسكرية وحواجزها، على خلاف المليشيات الإيرانية التي تتبع السلب والنهب والدخول بين المدنيين واتباع سياسة المليشيات المافيوية"، وفق قوله.
وأكد زين الدين أنه رغم تسمية كل من الوجود الروسي والإيراني بـ"الاحتلال"، لكن "الوضع الروسي سيكون أخف، ولعله لعبة سياسية تضبط حركة إيران، ولإثبات بأن موسكو باتت متواجدة على الأرض وليس فقط إيران"، معتبراً أن موسكو ليست بحاجة لمطارات جديدة أو طيران جديد في سوريا.
وقال زين الدين: "مطار حلب لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة المعارضة السورية"، مستبعداً أن تتخذه القوات الروسية قاعدة عسكرية لها، كونه تحت مرمى المدفعية وصواريخ الغراد، وفق قوله.