دفن السوريون أطفالهم ونساءهم وشيوخهم في خندق واحد فلا مجال للدفن في سورية الاّ بقبر جماعي يتسع لمدينة كحلب خاصة وأن القاتل الروسي لا يهوى الاّ القتل الجماعي فلا يرضى بطفل أو عاجز أو معوّق لم يتمكنوا من مغادرة الموت الآتي من الطائرات التي عجز الروس عن استخدامها في أوكرانيا بعد أن سمعوا همساً أمريكياً يحذرهم من استخدام القوّة في دولة يحميها الغرب .
في اليمن جمع المتقاتلون عظام بعضهم البعض في أكياس مصدرة لهم خصيصاً من إيران والسعودية لجمع الجثث حتى لا تتفشى رائحة الموت فتنتشر وتُزكم أنوف الحكام وباتوا على قمم الجبال وفي بطون الوديان دفعاً ودفاعاً عن وطن مدفون منذ زمن في مقبرة التاريخ وكل مقاتل يده على الخنجر وهو يمضغ الكات لينتشي قبل الموت وبعد الموت بنصر من عند عبدالله صالح وفتح قريب من ربه منصور .
لا احد يعلم ماذا يوجد في ليبيا خارطة أسوأ من خارطة العالم العربي أثناء الاستعداد لتحرير فلسطين السياسيون كالفطر وموزعون على شرعيات معترف بها وغير معترف بها لا من قبل الليبيين بل من قبل دول الغرب والكل يريد أن يرث معمر القذافي رغم أن الواحد منهم يزايد على الآخر بلعن المعتوه القذافي وهو يحمله في داخله تجربة مرّة لا حلاوة غيرها لحكم العبيد العرب .
إقرأ أيضا : الروس باعوا إيران واشتروا تركيا
كما أن العسكر أهواء مختلفة وانتماءات متعددة فكل الدول لها فصيل يقاتل في ليبيا المجهول أكثر من المعلوم وقد أرسل تنظيم الدولة "داعش " كيّ تصبح الحرب مفتوحة على الارهاب الذي لا مجال للتخلص منه طالما أن المبررات كافية لحضوره وتغذيته وهناك من يحتاج النفط ويبدو أنه وجد في داعش وسيطاً جيداً للخدمة النفطية خاصة وأنه أبدى كفاءة عالية في وظيفته هذه في العراق وسورية .
بعض الغيارى على البحرين يلومون العرب لعدم الاعتراف بثورة البحرين ولا يشهدون للبحرانيين بربيعهم على ما شهدوا للآخرين من ربوع لربيع أحمر ويلومون الصديق قبل العدو على عدم التوقف عند الثورة البحرانية ومنحه إبراً مقوية لها كيّ تنحى منحى أخواتها في الثورات ولا يستسلم هؤلاء لتجربة الشعوب العربية في الثورات ويدفعون بغبائهم الطوعي أو القسري بالبحرين الى الهاوية لأن الثورة في مضمونها الطائفي لن تحصد الاّ الخيبة وستجعل من هذه الرقعة الصغيرة مساحة كبيرة لتدخل أميركا ومن معها والروس ومن خلفهم وتصبح الثورة الداعية الى تحسين شروط الحكم حرباً كونية تنذر بنهاية العالم .
فاق اللبنانيون على وهم في تفاهم جمع الأعداء في صندوقة انتخابية واحدة لتقسيم النفوذ ومحاصصة السلطة وبات الجميع ينشد النشيد الوطني والكل يدّعي الأبوّة للبلد الصبي الضائع بين أهله لعدم استهدائه على أبويه الصالحين ومازال يعيش عقدة اللقيط على الشارع العربي بفعل الزنى التاريخي .
فلسطين باي فلسطين ..
يبدو أن سنة 2017 ما هي الاّ امتداد للعام 2016 لأنه لا تغيير فعلي في الأسباب المؤدية الى هذه النتائج الكارثية ثمّة معطى جديد يحمله العام الجديد وهو استلام الجمهوريين للبيت الأبيض ولقيادة العالم والبعض يراهن على الأعمى السياسي ترامب بإصلاح ما هدمته سياسة أوباما المبصرة ويضخم من حجم الرهان على الادارة الأمريكية الجديدة في خلق فرص فعلية وحقيقية للمنطقة بدءً من سورية ويؤكد المراهنون على الدور الأميركي الجديد بأن هذا العام عام المفاجآت التاريخية .
لا أعرف هل نحن أمام رهان سياسي تحليلي أم أمام تبصير سياسي لبصار جديد في عالم بات المبصرون والمشعوذون روّاد الاعلام والسياسة ؟