الحلقة كانت كفيلة حقا بتذكيرنا بماهيتنا الإنسانية وجوهرنا الأخلاقي الذي كدنا أن نفقده في عالم الذئاب المتوحشة التي تعتاش على دماء وجماجم الأطفال والأبرياء.
فعلها مالك مكتبي بلحظة كنا بحاجة إلى خضة تعيد إنتاج جيناتنا الإنسانية وإلى صدمة كانت إيجابية عبرت عن أن الإنسان لا يموت والإنسانية لا تقهر.
وما قدمه مكتبي هو إنجاز أخلاقي أعاد البريق إلى الإعلام اللبناني وركز على أن الإعلام قبل كل شيء وقبل rating هو رسالة بهدف نبيل يعمل بإتجاه إيجاد الحلول لا الكشف فقط عن المشاكل وتسليط الضوء عليها.
أنجز مالك مكتبي في حلقته الإنسانية الراقية مهمة صعبة بل مستحيلة وسلط الضوء على مشكلة العنصرية والذكورية التي لا تزال تتحكم بالمجتمع اللبناني، والأهم من كل ذلك أنه أكد أن الدولة اللبنانية بأجهزتها تمارس أقذر الأدوار على المستوى الإجتماعي والإنساني.
وإن كانت الخاتمة حزينة لقصة مؤلمة فهي بالتأكيد ستكون بداية لأن يعيد الإعلام اللبناني دراسة موقفه إتجاه القضايا الإنسانية ومعالجتها بأسلوب إنساني شبيه بما قدمه مكتبي.
إقرأ أيضا : بالصور- لحظة لقاء زينب بوالدتها... والمفاجأة في نهاية القصة
فالجرأة هي السمة الأساسية التي تميز بها مكتبي خصوصا أنه عالج أكثر من قضية حساسة وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
من قضية العنصرية وخصوصا النظرة إلى " الخادمة " في مجتمعنا والتي تعود جنسية معظمهم إلى سريلانكا وصولا إلى قضية الذكورية التي تنتصر في المجتمع اللبناني دائما سواء كانت ظالمة أو مظلومة.
لكن المؤسف والمفجع هو غياب الإرادة والنية لدى بعض من الشعب اللبناني وهو ما يلحظه أي مراقب في التعليقات التي نشرت عن الحلقة، فذهب البعض إلى الإستهزاء بسبب لون بشرة الأم وذهب البعض إلى تكذيب القصة أما الآخر فذهب إلى التضامن وشكر مالك مكتبي على الجهد الذي قام به.
ورهان المجتمع على هذه الفئة الأخيرة المؤمنة بالإنسانية في أي مكان كانت وتحكم على قاعدة الحق والحقيقة.
أما لأولئك المستهزئون بما حصل فأدعوهم إلى إعادة مشاهدة الحلقة ومراقبة البنى التحتية التي تمتع بها دولة سريلانكا من طرقات وتنظيم عام ، ثم إنظروا إلى أنفسكم وإخرجوا إلى شوارعكم ونظفوها من النفايات التي طمرتكم أنتم وعنصريتكم.
شكرا مالك مكتبي.