يصرّ إعلام حزب الله وماكينته الدعائية على تقديمه لجمهوره وكأنه قوة إقليمية، لها تأثيرها المباشر في رسم خارطة المنطقة وله بصمته الخاصة على مجريات كامل الإقليم، وبأنه لاعب أساسي لا يمكن تجاوزه في المعادلة الجيوسياسية المتحكمة في أي تطور يمكن أن يطرأ على المنطقة .
ولا شك أن الحزب بما يمتلكه من قوة عسكرية وخبرات ميدانية أولا ومن إمكانيات مالية هائلة ثانيا، جعلت منه بلا ريب ولا شك قوة "عظيمة"، إلا أن هذه "العظمة" يمكن أن تُفهم بالقياس إلى الأحزاب اللبنانية والقوى المحلية، فهو بالنسبة للتقدمي مثلا أو بالقياس إلى تيار المستقبل أو الكتائب فالمعادلة هنا تصبح صحيحة، أو حتى باعتبار كامل الجغرافية اللبنانية يمكن أن ندرك وفقها حجم حزب الله "العظيم".
إقرأ أيضًا: جيش التعفيش السوري
أما عند خروجه إلى ما وراء الحدود، واللعب بين الدول فإن للحديث مجرى آخر تماما، وهذا ما لم يدركه الحزب ولا ماكينته الإعلامية، التي حاولت أن تسقط حجمه اللبناني على واقعه الخارجي، وكدت أنا شخصيا أن أصدق هذه الخدعة، لدرجة أنني كنت أبحث عن الحج وفيق صفا في الإجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو مؤخرا إلى أن شاهدته إلى جانب الحج حسين خليل في زيارة عند وليد جنبلاط .
إقرأ أيضًا: البيان الوزاري يصدم طلاب حزب الله ؟
ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار على كامل الاراضي السورية، بين تركيا من جهة وروسيا الاتحادية من جهة أخرى، بدون أي اعتبار ليس للحزب ودوره فقط وإنما لإيران نفسها فضلا عن تغيب النظام السوري عن أصل المباحثات،
وعند "البحبشة "عن حزب الله في بنود اتفاق وقف إطلاق النار، نجده فقط بين حروف الفقرة الثالثة التي تنص بالحرف :
- تضمن روسيا الاتحادية التزام النظام وحلفائه في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بوقف كامل لاطلاق النار يشمل كافة أنواع القصف الجوي والمدفعي .
ومع التأكيد هنا على ترحيبنا الحار لهذا الاتفاق الذي نتمنى أن يوقف شلال الدم السوري، نردد وللمرة المليون على مسامع الإخوة في حزب الله قول علي بن ابي طالب : رحم الله امرء عرف حده فوقف عنده .