قالت وزارة الدفاع الروسية إن سبعة فصائل كبرى وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وبحسب روسيا، فإن فصائل "أحرار الشام، جيش الإسلام، صقور الشام، جيش المجاهدين، جيش إدلب الحر، والجبهة الشامية"، وقّعت على هذا الاتفاق.
وبحسب وسائل إعلام، فإن تعداد هذه الفصائل يصل إلى نحو 60 ألف مقاتل، مع احتمالية تعميم هذا الاتفاق على جميع الفصائل، باستثناء تنظيم الدولة.
من جانبها، نفت حركة "أحرار الشام"، عبر ناطقها الرسمي أحمد قرة علي، أن تكون وقعت على الاتفاق الذي جرى في أنقرة.
وقال قرة علي في تغريدة عبر "تويتر": "لدى أحرار الشام عدد من التحفظات حول الاتفاقية المطروحة والعملية التفاوضية المرتبطة بها، ولذا؛ لم نوقع عليها، وسنبين تحفظاتنا على الاتفاقية لاحقا".
كما نقل ناشطون سوريون على لسان مصادر في حركة نور الدين زنكي عدم موافقتها على الاتفاق.
"عربي21"، بدورها، حاولت أخذ تصريح رسمي من قبل جبهة فتح الشام، إلا أن مسؤول التنسيق الإعلامي "أبو أنس الشامي" أوضح أن التنظيم سيبين موقفه الرسمي من هذا الاتفاق قريبا.
ورغم تأكيد الوسيط التركي بأن الاتفاقية تشمل جميع المناطق السورية، باستثناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة، أعلنت الحكومة السورية أن "جبهة فتح الشام" مستثناة من هذا الاتفاق.
الحكومة السورية لم تكتف بـ"فتح الشام" فقط، بل أكدت أن الفصائل المرتبة بها لن يشملها الاتفاق أيضا.
مصدر في جبهة أنصار الدين، وهو تنظيم جهادي غير محسوب على "الجيش الحر"، قال لـ"عربي21" إن الجبهة لم تتخذ موقفا رسميا من الاتفاق.
فيما قال "غيث كليه"، أحد مسؤولي فصيل "أجناد القوقاز" الذي يقاتل في جبال التركمان بريف اللاذقية، إن اتفاق الهدنة "خيانة لله ورسوله".
القيادي في "أحرار الشام"، خالد أبو أنس، ورغم إعلان حركته عدم توقيعها على الاتفاق، إلا أنه أوضح أن "الفصائل الثورية أكدت أصالتها وتمسكها بقيمها أكثر من مرة، ورغم الضغوطات والاتهامات لها، إلا أنها ما تزال ترفض التهديدات بالتخلي عن رفاق دربها في الجهاد".
وتابع: "كثير من الاتفاقيات تبقى حبرا على ورق؛ لأن غايتها الخروج من مآزق، فليت الذين يطلقون العنان لظنونهم أن يتريثوا، وليحكموا على الأفعال على الأرض".
وقال القيادي في "جيش الإسلام"، محمد علوش، إن "الاتفاق الموقع لوقف اطلاق النار مرحب به؛ لأن فيه حقن دماء شعبنا السوري، وهو مطلب شعبي سوري، ونجاحه مرتهن بقدرة الطرف الآخر على إلزام شركائه".
الداعية أيمن هاروش، الشرعي في الشمال السوري، حذّر من فتح المجال أمام تخوين الفصائل الموقعة.
الشيخ عبد الرزاق المهدي، أحد القضاة الشرعيين في تجمع أهل العلم بالشام، قال إن "هدنة استسلام ستفرض على الفصائل! هدنة فرضها بوتين حليف بشار، مضمونها وباختصار: إنهاء الثورة المسلحة وإلقاء السلاح".
وتابع: "لا خير فيها، ويجب رفضها، علما بأني أتوقع أن من يرفضها سيتعرض لقصف همجي روسي لم يسبق له مثيل".
وقال مصدر لـ"عربي21" إنه وفي حال رفضت فصائل عدّة هذا الاتفاق، فمن المجال خرقها للهدنة.
وتابع المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه- بأن "هذه الفصائل الرافضة للهدنة ستحترم ما تم التوقيع عليه في أنقرة، لكن في حالة خرق النظام الاتفاق، لن تكون محرجة من الرد، سيّما أن جميع الفصائل ستستغل الفترة المقبلة للإعداد".