يعكس التقرير المتفائل للوكالة الروسية الاختراق المعلن الذي أمكن تحقيقه في اتجاه التوصل الى حل للأزمة السورية، ويعتبر مؤشراً اضافياً على تراجع دور واشنطن في وضع حد للحرب المدمرة المستمرة منذ ست سنوات تقريباً. وأمكن تحقيق هذا الدفع السياسي بعد سيطرة قوات النظام السوري على حلب الشرقية.
وجاء الاعلان الروسي لوقف النار في إطار سلسلة من التصريحات المنسقة مع دمشق وأنقرة، وهو يعتبر مرحلة أولى من "خريطة طريق" روسية-تركية أمكن التوصل اليها بعد سلسلة اجتماعات بين تركيا، حليفة المعارضة وروسيا وإيران، حليفتي النظام. فما هي تفاصيل هذه الخطة؟
بوتين
في مؤتمره الصحافي، تحدث بوتين عن توقيع ثلاث وثائق، الاولى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة حول وقف للنار على كل الاراضي السورية والوثيقة الثانية تشمل تطبيق اجراءات تهدف الى مراقبة احترام الهدنة والوثيقة الثالثة هي اعلان (اطراف النزاع) استعدادهم لبدء محادثات السلام.
وفي أنقرة، نسب رئيس تحرير صحيفة "حريت" مراد يتكين إلى مصادر ديبلوماسية أنه يمكن تقسيم العملية إلى ثلاث مراحل بطريقة مترابطة، أي أنه إذا فشلت المرحلة الأولى لن تنجح الأخريين.
المرحلة الاولى: الهدنة التي أعلن بوتين سريانها بدءا من منتصف ليل الخميس-الجمعة. فإذا وافق عليها الأفرقاء المتقاتلون، أي القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة، باستثناء داعش والنصرة، على الهدنة التي تسعى إليها روسيا وتركيا، لا كطرف، وإنما كضامن لها، عندها سيكون على كل فريق أن يوافق على تجميد القتال في النقطة التي وصل إليها. ولن تكون ثمة غارات، في ما عدا ضد التنظيمات المصنفة إرهابية من كل الأفرقاء، وتحديداً داعش والجماعات التابعة للقاعدة، وخصوصاً النصرة.
المرحلة الثانية: إذا أمكن تحقيق الهدنة، يذهب ممثلون سوريون للنظام السوري والمعارضة الى أستانة، لاجراء محادثات تضطلع فيها روسيا وتركيا وإيران أيضاً بدور الضامن، لا بدور تفاوضي. وتطالب تركيا بمشاركة واشنطن في محادثات أستانة كمراقب ومسهّل لها عند الضرورة.
المحطة الثالثة: إذا وافق المتفاوضون في أستانة على مواصلة الهدنة، ونشرها في كل أنحاء سوريا وتوسيعها إلى حل سياسي، عندها تحمل تركيا وروسيا الاتفاق إلى مؤتمر يعقد في جنيف في رعاية الأمم المتحدة في حدود 27 شباط كتكملة لمحادثات سلام دائم في سوريا، لا كخطة بديلة لها.
ويقول يتكين إن أنقرة تواصلت مع الأمم المتحدة من أجل محادثات أستانة، وقدمت معلومات عن العملية الجارية حالياً.
ويبدو أن اتصالات مكثفة سبقت اعلان الاتفاق. وأفادت تقارير تركية أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصل بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دوميستورا، ووزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف. ووردت تقارير عن أن لافروف تواصل مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ودوميستورا لهذه الغاية يضاً.
واتصلت وزارة الخارجية التركية بعدد من الدول المنخرطة في الأزمة السورية، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وقطر، من خلال سفراء هذه الدول في أنقرة.
وصرح ناطق باسم الرئيس التركي أن الرئيس أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي للبحث في وقف إطلاق النار.