مع اعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم أن تركيا وروسيا أعدتا اتفاقا لوقف النار في سوريا، نسبت وكالة رويترز الى مصادر أن سوريا ستقسم مناطق من النفوذ الاقليمي وأن بشار الاسد سيبقى رئيساً لسنوات عدة على الاقل بموجب صفقة بين روسيا وتركيا وايران.
 

وقالت المصادر المطلعة على طريقة تفكير روسيا إن مثل هذا الاتفاق الذي سيتيح حكماً ذاتياً إقليمياً ضمن هيكلية فيديرالية يسيطر عليها العلويون، لا يزال في مهده وقد تطرأ عليه تغييرات وسيكون بحاجة الى موافقة من الأسد والمعارضة وبطبيعة الحال من دول الخليج والولايات المتحدة.
وقال أندري كورتونوف المدير العام لمجلس الشؤون الدولية إنه "حصلت خطوة في اتجاه التوصل الى تسوية...سيكون صعباً التوصل الى اتفاق نهائي، ولكن المواقف لا تظال تتغير".
ومع أن مولود جاويش أوغلو أكد اليوم أن أنقرة لن تتراجع عن معارضتها لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، أوضحت مصادر عدة أن صلاحيات الاسد قد تتقلص بموجب اتفاق بين الدول الثلاث، مشيرة الى أن روسيا وتركيا ستسمحان له بالبقاء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، عندما يتنحى لمصلحة مرشح علوي آخر أقل استقطاباً، الا أنه لا يزال يتعين اقناع ايران بذلك.ولكن المصادر تؤكد أنه في كل الحالات سيذهب الاسد في طريقة تحفظ له ماء الوجه مع ضمانات له ولعائلته.
وأشار كورتونوف الى أن "ثمة اسمين يتداولان (كخلفين محتملين للأسد"، الا أنه رفض ذكر اسماء.
وتضيف "رويترز" أن لا أحد يعتقد أن اتفاق سلام واسعاً لسوريا، وهو ما عجز عنه المجتمع الدولي لسنوات، سيكون سهلاً أو سريعاً أو ناجحاً بالتأكيد. ولكن الواضح أن بوتين يريد الاضطلاع بدور قيادي في محاولة تسويق تسوية، وخصوصاً مع تركيا وايران.
وإذا نجحت موسكو في شق هذا الطريق، يمكن أن تبدأ الحكومة الروسية والمعارضة محادثات سلام جديدو في منتصف كانون الاول في أستانة، في ما سيبدو مساراً مستقلاً عن المفاوضات المتقطعة التي رعتها الامم المتحدة، ولن تضم الولايات المتحدة في البداية.

ويبدو أن هذا الامر أغضب البعض في واشنطن.
وتنسب الوكالة الى مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه إن "هذا البلد الذي يبلغ حجم اقتصاده حجم اقتصاد اسبانيا يتباهى ويتصرف كأنهم يعرفون ما يفعلون". وأضاف: "لا أعتقد أن الأتراك والروس قادرون على القيام بهذه المفاوضات السياسية من دوننا".