لا يزال الغموض يسيطر على ما عرف بمفوضات الاستانة التي دعت إليها روسيا وإيران حيث كان ديبلوماسيون روس قد أعلنوا عن بدء توزيع الدعوات إلى مؤتمر الأستانة المزمع عقده منتصف الشهر المقبل بمشاركة فصائل عسكرية من المعارضة السورية وشخصيات معارضة أخرى بالإضافة إلى ممثلين عن النظام السوري وممثلين عن القوات الكردية .
وفيما لا تزال لا تزال الاتصالات مستمرة لحل العقد في الطريق إلى أستانة، فإن ما تريدة موسكو هو مشاركة النظام والأكراد والفصائل المقاتلة الفاعلة والمعارضة المعتدلة مع استثناء الهيئة التفاوضية العليا برئاسة منسقها رياض حجاب، بينما تريد أنقرة تريد مشاركة الهيئة العليا وترفض أن يكون وفد الاتحاد الديموقراطي الكردي ضمن المعارضة، وتريد أن يكون ضمن وفد النظام في حال وجهت إليه الدعوة، في حين ترفض طهران على لسان النظام مطلقاً حضور القادة العسكريين والجلوس مقابل قادة فصائل إسلامية.
إقرأ أيضًا: ما هو موقف المعارضة السورية من إعلان موسكو ؟
ويهدف “ؤتمر الأستانة إلى توثيق نتائج مفاوضات أنقرة، وتوقيعها من الأطراف المشاركة على أن تجري شرعنتها في مفاوضات جنيف برعاية دولية، وتتضمن الوثيقة التي يسعى الجيش الروسي إلى ضمان توقيع النظام والفصائل الإسلامية المقاتلة في أنقرة عليها، وقف شامل لإطلاق النار يستثني تنظيمي داعش و جبهة النصرة، والإقرار بأن لا حل عسكرياً في سوريا، ووضع مسودة مبادئ لتنفيذ القرار ٢٢٥٤، وأن تكون روسيا ضامن الحل السياسي.
ويستمر العمل بين الدبلوماسيين والعسكريين في موسكو وأنقرة وطهران لترجمة القرار الرئاسي من فلاديمير بوتين، إلى آلية قابلة للتنفيذ في النصف الثاني من الشهر المقبل، غير أن تغيير موقف موسكو من الفصائل الإسلامية قوبل بامتعاض شديد لدى طهران ونظام الأسد، حيث تستمر قواتهما العسكرية في استكمال الحسم الاستباقي ضد الفصائل إلى ما لانهاية.
وأكد مسؤول تركي أنه مازال كل طرف متمسكاً بموقفه فيما يتعلق بالأهداف الأربعة للمؤتمر وهي وقف نار شامل، وإنقاذ المدنيين، وإيصال مساعدات إنسانية، وبدء عملية تحول سياسي، وتبلغت موسكو أن أنقرة لم تغير موقفها من بشار الأسد، وما زالت تصر على أنه لا يستطيع الحكم بعد المرحلة الانتقالية، على عكس موسكو، التي تقول إنه هو الرئيس الشرعي والقرار بأيدي السوريين، وطهران التي تعتبر بقاء الأسد خطاً أحمر.
كما يواجه المؤتمر اشكالية أخرى تتعلق بتفسير كل طرف العملية السياسية الموعودة بشكل مختلف، حيث تريد موسكو عملية سياسية انتقالية مضبوطة تفتح الطريق أمام بقاء مؤسسات الدولة واستعادتها وإجراء الانتخابات الرئاسية لتقرير مصير الأسد وبقائه أو لا. بينما تريد طهران عملية سياسية تثبت بقاء الأسد مع إمكان تنازله عن صلاحيات لرئيس الحكومة وتشكيلتها. فيما يرغب الجانب التركي بعملية سياسية تسفر مرحلتها الانتقالية عن استعادة وحدة سوريا ومنع الفيديرالية الكردية ورحيل الأسد.
إقرأ ايضًا: إعلان موسكو هل ينهي الصراع في سوريا ؟
وفي مواقف المعارضة السورية رحب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية رياض حجاب بالدعوة إلى التفاوض لحل الأزمة في سوريا في إشارة إلي مؤتمر الأستانة الشهر المقبل، واصفا ذلك بالجهود الصادقة للسلام.
وقال حجاب في تصريحات له اليوم الأربعاء: إن التحول في مواقف بعض القوى العالمية والجهود الإيجابية الصادقة قد تكون نقطة انطلاق لتحقيق تطلعات الشعب السوري عن طريق التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحقق الأمن والاستقرار.
وأضاف أن الهيئة العليا للمفاوضات ترغب في تحقيق وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي السورية وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، مطالبا المعارضة المسلحة بالمساعدة في وقف النيران.
بدوره قال المعارض السوري قدري جميل رئيس منصة موسكو المعارضة إن مؤتمر "الأستانة" هو "تحويلة لفكّ استعصاء جنيف". وقال جميل إنه بمجرد الانتهاء من مؤتمر الأستانة، ستتم العودة، مجددا، إلى جنيف. دون أن يرد في كلامه، ماهية ما سيحصل في الأستانة، والتي ستؤدي للعودة مجددا، إلى مفاوضات جنيف.