على بعد نحو 18 كيلومترا غربي دمشق، يكثف الجيش السوري حملته العسكرية على وادي بردى الذي يمد العاصمة بأكثر من نصف احتياجاتها من مياه الشرب، في مسعى لاستعادته من قبضة مجموعات معارضة.
وبدأ هجوم الجيش الجمعة، لكن مصادر في المعارضة وسكان بعض قرى الوادي قالوا، الثلاثاء، إن الجيش صعد قصفه الجوي على عدد من البلدات، فيما تسيطر قوات حكومية وقوات موالية لها بينها عناصر "حزب الله" على الطرق والمنحدرات المحيطة.
وقال سكان ومقاتلون من المعارضة إن القصف الجوي تسبب في خروج محطة ضخ المياه الرئيسية لينبوع عين الفيجة من الخدمة.
وتعاني عدة مناطق في العاصمة السورية أزمة مياه، حيث ينقل خط إمداد تحت الأرض في منطقة وادي بردى نحو 65 بالمئة من المياه إلى أحياء دمشق.
وأظهرت صورة التقطها مقاتل من المعارضة واطلعت عليها "رويترز"، انهيار سقف محطة الضخ، كما أظهرت عدة لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أضرارا وحرائق وأعمدة دخان تتصاعد قرب المحطة، ومنازل لحقت بها أضرار.
وذكر مقاتلون من المعارضة وسكان أن القصف أسفر أيضا عن مقتل 14 مدنيا وأصاب مركزا طبيا ووحدة للدفاع المدني، في المنطقة المحاصرة التي تحصل على إمدادات محدودة من الغذاء والوقود.
وألقى الجيش السوري باللوم على مقاتلي المعارضة في تلويث مياه الينابيع بوقود الديزل، في خطوة قالت سلطات المياه إنها أجبرتها على قطع الإمدادات للعاصمة واستخدام مخزونات المياه لسد النقص مؤقتا.
ومنذ سيطرة مقاتلي المعارضة على المنطقة في 2012، سمحت لمهندسي شركة المياه الحكومية بصيانة وتشغيل المحطة وإمداد دمشق.
وسبق للمعارضة أن قطعت إمدادات المياه عدة مرات في الماضي كورقة ضغط لمنع الجيش من اجتياح المنطقة، لكنهم ينفون تسميم المياه إذ يقولون إن الأمر سيؤذيهم قبل أن يؤذي الآخرين.
وإلى جانب ينبوع المياه الرئيسي في وادي بردى تقع المنطقة على الطريق من دمشق إلى الحدود اللبنانية التي تعمل كخط إمداد لـ"حزب الله" الذي يقاتل إلى جانب صفوف الجيش السوري.
ومقاتلو المعارضة في المنطقة هم بعض الفصائل المتشددة وأخرى تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر.