إذا كنت تعتقد أن برد الشتاء لديك سيئ، فمرحباً بك إذاً في أبرد مكان مأهول على وجه الأرض، وهو قرية صغيرة في سهول سيبيريا، تُدعى أويمياكون، حيث تسجل درجات الحرارة هناك 90 درجة فهرنهايت تحت الصفر، (ما يعادل نحو 77 درجة مئوية تحت الصفر).
أما متوسط درجات الحرارة في أويمياكون - التي يعيش فيها نحو 300 شخص فقط لديهم الجرأة لمواجهة هذا الصقيع - فهو 58 فهرنهايت تحت الصفر (ما يعادل 50 درجة مئوية تحت الصفر) بحسب تقرير لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
برد مؤلم
وإن كان لديك الفضول لمشاهدتها ولا تجرؤ على تجربة درجات حرارة كهذه، فالمصور النيوزيلاندي عاموس تشابل قام برحلة استغرقت يومين إلى هذه القرية الروسية، وسرعان ما تأكد كيف من الممكن أن يصبح البرد مؤلماً للغاية.
يقول تشابل: "كنت أرتدي سروالاً رقيقاً عندما خرجت لأول مرة في درجة حرارة تبلغ 47 درجة مئوية (ما يعادل 52 فهرنهايت)، أتذكر أن الشعور بالبرد اجتاح ساقي، وكانت هناك مفاجأةٌ أخرى؛ وهي أن لعابي بدأ في التجمّد ليصبح إبرة تخز شفتي"، بحسب ما نقلت صحيفة دايلي ميل البريطانية حديثه لموقع Weather.com المتخصص بأخبار الطقس والمناخ.
وسافر المصور النيوزيلاندي من مدينة ياكوتسك التي تعد أبرد المدن الكبرى في العالم، إلى أبرد منطقة مأهولة بالسكان على وجه الأرض وهي أويمياكون، آملاً أن يوثق حياة المقيمين في البلدة الصغيرة، بينما يحاولون تجنب تجمد أطرافهم والصقيع العنيف.
أساليب للتأقلم
وبدأت أساليب الحياة المثيرة للاهتمام في الظهور خلال زيارة تشابل لمدينة أويمياكون، التي ربما من المضحك أن اسمها يعني حرفياً "المياه غير المجمدة"، ولاحظ المصور أن السكان يعيشون على حمية غذائية تعتمد أساساً على اللحوم؛ نظراً لحقيقة أنهم ليسوا قادرين على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
ولأن الأرض في حالة تجمّد دائمة، هناك القليل من أنابيب المياه داخل المباني، وتقع أغلب الحمامات خارج المنازل، وتتعرض الهواتف المحمولة ومحركات السيارات دائماً لخطر التجمّد.
فإذا لم يتم تشغيل محرك السيارة بالخارج، يلزم حتماً أن توضع في كراجات يتم تدفئتها لمنع التلف.
ويقضي معظم الناس أقل وقت ممكن خارج المنازل، لتجنب درجات الحرارة شديدة الانخفاض، فعادة ما تكون الأماكن بالخارج مُظلمة ومهجورة، إذ إن ضوء النهار يعمّ المدينة لمدة 3 ساعات فحسب يومياً خلال فصل الشتاء.
لكن ساعات النهار قد تزيد على 21 ساعة، وترتفع درجات الحرارة إلى 73 درجة فهرنهايت (ما يعادل 22 درجة مئوية) في شهر يوليو/تموز.
وقال تشابل إنه سافر إلى أويمياكون للعثور على قصة مُحفزة، لكنه أكد أن البرد أسفر عن بعض الصعوبات خلال تصويره الفوتوغرافي؛ فقال في حديثه لموقع Weather.com إن عدسته كانت تتجمد، وكان من المستحيل أن يتم ضبط تركيزها.