.. ليس سيناريو فيلم أجنبي من نوع الـ"أكشن" أو الـ"رعب"، إنّها جريمة قتل مروّعة حصلت في لبنان.. الرأس المدبّر لها، "مومس" إمتهنت الدعارة السرية، شاركها فيها رفيقاها، فأقدموا بدمٍ بارد وبهدوء أعصاب منقطع النظير، على قتل العشيق الأول للفتاة، وتقطيع جثّته إرباً إرباً وغسل أشلائها وتوضيبها في أكياس سوداء قبل رميها في عدد من مستوعبات النفايات.
فصول الجريمة تكشّفت بعد قيام عمّال شركة "سوكلين" بإفراغ حاوية للنفايات في محلّة الأوزاعي، حيث عثروا بداخلها على كيس أسود يحتوي على كفّ يد إنسان، فتمّ فرز جميع أكياس النفايات، حيث عُثر داخل أربعة منها على أجزاء جثّة مقطّعة تبيّن أنّها تعود للمغدور مصطفى ناصيف السعد من التابعية السورية.
نتيجة التحقيقات تبيّن أنّ علاقة كانت تربط المغدور بالمدعى عليها فاطمة جمال (35 عاما، سورية) التي تمتهن الدعارة، تخلّلها خلافات بينهما وتهديدات متبادلة، حيث انتقلت المدعى عليها للعيش مع صديقها الجديد علي الخلف (27 عاماً) وشرعا بالتّخطيط لقتل "مصطفى" والإستيلاء على أمواله.
في إحدى ليالي الربيع، وبعدما إكتمل سيناريو التخلّص من المغدور، قام علي الخلف باستدراجه إلى منزله في محلّة الأوزاعي، وأغراه بوجود عشيقته فاطمة التي تنتظره بشوق، وبالفعل لبّى "مصطفى" الدعوة بحسب الاتفاق. ما إن وصل الأخير حتّى استقبله "علي" وأدخله إلى المنزل حيث كان يختبئ مواطنه أحمد البوشي، فأوصد الباب وأقدما على قتله عبر طعنه بسكين حادّ، كانت فاطمة أحضرتها مسبقاً لتنفيذ الجريمة.
ما إن تأكّد الجناة من أنّ المغدور لفظ أنفاسه الأخيرة، جرّدوه مما يحمل من أموال، وعمد "علي" وأحمد" على تقطّيع جثّته وغسّل أشلائها وتوزيعها داخل أكياس من النايلون، ثم نقلا الأكياس ليلاً وألقياها في عدد من حاويات النفايات، بعدها عادا الى المنزل وعملا على إزالة آثار الدماء منه.
لم تنته فظاعات العصابة الإجرامية عند هذا الحد، إنما أخذ المجرمان مفتاح منزل المغدور وتوجّها إليه ، فدخله أحمد البوشي بواسطة المفتاح المسروق، وقام بتهديد زوجة المغدور بواسطة سكين إتماماً للسرقة، فيما تولّى "علي" الحراسة من الخارج ولما انتهيا من فعلهما فرّا هاربين.
لم تمضِ ساعات قليلة على الجريمة حتى اكتُشف أمرها ولمّا علمت "فاطمة" بذلك، إتّصلت بصديقها "علي" طالبة منه الإتصال بها فوراً من هاتفٍ آخر، وعندما فعل أخبرته بأمر إكتشاف الجريمة وطلبت منه التواري عن الأنظار وعدم الإجابة على إتصالات أحد.
ونتيجة التحقيقات المكثّفة التي قامت بها الأجهزة الأمنية تمّ إكتشاف الجناة وتوقيفهم بعد رصد أماكن تواجدهم من خلال "داتا" الإتصالات ورمز هواتفهم الخلوية، فتبيّن أن "فاطمة" و"علي" يُقيمان على الأراضي اللبنانية بصورة غير مشروعة. وقد اعترف الجانيان "علي" و"أحمد" في التحقيقات الأوليّة والإستنطاقيّة بإقدامهما بالإشتراك في ما بينهما على قتل مصطفى السعد، فيما أنكرت "فاطمة" ما أُسند إليها لهذه الجهة.
محكمة الجنايات في جبل لبنان، وضعت يدها على القضية وباشرت بمحاكمة الجناة، بالاستناد الى قرار إتهامي طلب لهم عقوبة الاعدام، بعدما إتهمهم بإرتكاب جريمة القتل عمداً وعن سابق تصور وتصميم.