ورد في صحيفة "الأنباء" الكويتية، أن الجدل السياسي حول البيان الوزاري للحكومة استمرّ، وتطرق اليه الرئيس سعد الحريري خلال اطلالة تلفزيونية عبر قناة "الجديد" مساء امس، حيث اوضح الملابسات التي افضت الى صدور البيان على هذا النحو.

وكانت ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" غابت كبند ملزم، لكنها حضرت بالتورية، من خلال القول إن الدولة لن تألو جهدا ولن توفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة، وأعطي اليها واجب التحرير بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على الحق للمواطنين بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته، فالدولة هي الجيش والقرار السياسي والمواطنون هم الشعب، والوسائل المشروعة هي المقاومة.

وفي المقابل، تخلى البيان الوزاري عن سياسة "النأي بالنفس" التي يعتبرها النظام السوري "بدعة" واستعاض عنها بعبارة "الابتعاد عن الصراعات الخارجية" المستمدة من خطاب القسم للرئيس ميشال عون.

وإذا كان البيان الوزاري للحكومة قد سار على خطى حزب الله في موضوع المقاومة، على الرغم من تحفظ القوات اللبنانية وحليفها في الوزارة وزير الدولة ميشال فرعون، فإن "البون" شاسع بين الحزب والعهد في موضوع قانون الانتخابات الذي سيصبح حلبة الصراع الرئيسية بعد حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب، وما يكتب على صفحات الحزب يشير الى تعارضات واسعة بين ثنائي حزب الله - امل والتيار الوطني الحر، وهو يرقى الى مستوى اتهام التيار بالتراجع عن الصيغة الانتخابية التي كان توافق عليها معهما، فالحركة والحزب يصوبان على ثلاثة اهداف: فرض قانون الانتخاب الذي يناسبها، وزعزعة العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، وسحب الرئيس عون من موقعه كحكم ووسيط، ليعود رئيس 8 آذار للجمهورية.

التيار الوطني الحر يبدو مرتاحا لمسار الامور، فالرئاسة مُلئت والحكومة شُكلت وبيانها الوزاري أُنجز وقانون الانتخاب الذي يعد بمنزلة التحدي المفصلي على طريق الانجاز في غضون شهر بخطوات وطموحات تعيد الاعتبار الى الدولة وتبث الروح في وجه الوطن ليكون فيه الجميع تحت القانون وفوق الشبهات.

لكن مصادر القوات اللبنانية ردت تمسكها بعنوان الدولة في البيان الوزاري لثلاثة اسباب اساسية: الاول هو للتأكيد على مرجعية الدولة لأنه لا قيامة للبنان بغياب الدولة، والثاني هو لتحييد الملفات الخلافية، والثالث هو لأن تكون الحكومة مساحة للعمل المنتج وليست متراسا سياسيا.

وتحدثت الاوساط عن مفاوضات جانبية جمعت القوات وحزب الله من دون نتيجة، كما تقدم بعض الوزراء باقتراحات عدة، انما بقيت دون الهدف، وهو جعل الدولة سيدة القرار في الحرب والسلم، ولهذا فقد سجل وزراء القوات وحليفهم ميشال فرعون اعتراضهم الشديد على الفقرة المتصلة بالمقاومة، ورفضوا استبدال الاعتراض بالتحفظ، رغم المساعي.