أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وتفككه يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 1991، وتناولت آخر مكالمة هاتفية جرت بين الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب.
وقالت -في مقال نشرته للكاتبين سفيتلانا سفارانسكايا وثوماس بلانتون- إن غورباتشوف اتصل قبل ساعتين من إعلانه استقالته من منصبه كرئيس للاتحاد السوفياتي السابق يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1991 بالرئيس الأميركي جورج بوش الأب الذي كان يحتفل بعيد الميلاد المجيد مع أحفاده في كامب ديفد.
وأضافت نيويورك تايمز أن الأسابيع التي سبقت تلك المكالمة الهاتفية بينهما كان تنذر بشكل واضح بتفكك الاتحاد السوفياتي، حيث صوّت الأوكرانيون من أجل استقلالهم في استفتاء وطني في البلاد، وحيث بدأت الجمهوريات السوفياتية الأخرى تحذو حذو أوكرانيا.
وذكرت أن الرئيس السابق بوريس يلتسين -الذي تولى زمام الأمور في يونيو/حزيران 1991- كان حينئذ قائدا صاعدا وأنه كان يعتزم التخلص من سلطة "المركز" ومن هيمنة غورباتشوف السياسية.
صراعات إقليمية
وأضافت الصحيفة أن بوش وغورباتشوف كانا يعملان معا لمحاولة منع تفكك الاتحاد السوفياتي بشكل دموي ولمحاولة حل الصراعات الإقليمية كصراع الشرق الأوسط، وأن الرئيسين طورا شكلا من أشكال الثقة المتبادلة والألفة منذ كان بوش في منصب نائب الرئيس عام 1987.
وأوضحت أن المكالمة التي جرت بين قائدي القوتين العظميين كانت تدل على دفء العلاقة بينها أكثر من كونهما خصمين في حرب باردة، وأن غورباتشوف ناقش مستقبل روسيا وطلب من بوش دعم الرئيس يلتسين والإصلاحات الروسية.
وقالت نيويورك تايمز إن غورباتشوف طلب من بوش أيضا مساعدة الجمهوريات السوفياتية السابقة في تحقيق انفصالها دون التفكك بشكل أكبر، وإن غورباتشوف أعرب عن تصميمه على البقاء نشيطا في الحياة السياسية وعلى مساعدة الرئيس يلتسين بالرغم من دور الأخير في تفتيت الاتحاد السوفياتي.
وأشارت أيضا إلى أن غورباتشوف أعرب في المكالمة الهاتفية أيضا عن تثمينه عاليا لعلاقة الصداقة والتعاون التي تربطه مع بوش الذي بادله بدوره نفس المشاعر الدافئة.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي قد يفتقد علاقة الصداقة غير المسبوقة هذه التي أسهمت في تحول العالم. وسردت المكالمة بتفاصيلها.