في إطلالة هي الأولى من نوعها عبر قناة الجديد، فتح الرئيس سعد الحريري أبواب بيت الوسط للإعلامي جورج صليبي. وضمن حلقة حملت عنوان قلب الوسط، جال صليبي والمشاهدون في منزل الرئيس، حيث صور الشهيد رفيق الحريري وبعض خصوصيات ابنه الشاب.
في مكتب الرئيس، حيث يتخذ غالباً قراراته، طرح صغير اسمه رامي حلمه بأن يصبح مذيعاً، أسئلة على الحريري، منها أيّ أمنية حلم بها ولم يستطع المال تأمينها، فأجاب أنّ المال لا يؤمن أحياناً السعادة، وطالما أراد للبلد أن يتحسّن وهذا ما لا يتحقق بالمال دائماً. تعرّفنا إلى الحريري الذي لا يحبّذ ارتداء البزّات الرسمية ويفضّل عوضاً عنها اللباس المريح، الحريري الخائف على عائلته، فيفضّل الاشتياق لأولاده (ثلاثة أولاد) عوض تعرّضهم لحادث أمني وعيشهم حياة متوترة في ظلّ الحراسة التي تحوطه. من باب إلى باب، تنقّل الحريري وصليبي، فكانت محطة في غرفة الرياضة، فأعرب الرئيس عن حبّه كرة القدم وتشجيعه فريق ريال مدريد في الدوري الاسباني، مؤكداً المواظبة على التمارين الرياضية وأهمية المشي في حياة الإنسان. كما استعاد كِسْر يده بسبب كرة القدم حين كان فتياً. وفي غرفة الرياضة، حمل الأثقال، متذكراً طفولته البسيطة في صيدا ولعب الـ"بلاي ستايشن".
الحريري جدّد التأكيد على مقولة والده الشهيد: "ما حدا أكبر من بلده" (ظهرت في الحلقة الطاولة التي جلس عليها والده للمرة الأخيرة قبل استشهاده)، مؤكداً أنه يفكر بمصلحة الوطن قبل مصالحه الشخصية والسياسية. في الصداقات، قال إنّ النائب وليد جنبلاط من المقرّبين إليه رغم بعض التباين السياسي، كذلك الرئيس نبيه برّي والرئيس ميشال عون. عن النائب سليمان فرنجية، قال أنه صديق عزيز تعرّف إليه أخيراً وهو يحبّه، كذلك قال أنه يمضي وقتاً مع نادر الحريري، باسم السبع، الرئيس فؤاد السنيورة، عقاب صقر الذي وصفه بالمقرّب، وآخرين.
اللافت أنّ من هوايات الحريري اصطياد أسماك القروش، لكنه يرفض نظرية "السمك الكبير يأكل السمك الصغير"، كذلك من هواياته ركوب الدراجات النارية الكبيرة ("الهارلي"). في الحديقة، قال لصليبي أنه يحب الطبيعة والبيئة، متذكراً حين كان يصطحبه جدّه إلى بساتين الليمون. ثم انتقلا معاً إلى باب جديد وُضعت فيه طاولة "بايبي فوت"، فتبارى مع شاب يدعى جو، خضع لجراحة في القلب حين كان في عمر الأربعة أشهر. أكّد الحريري تقبّله الخسارة وربح الآخرين، لكنه في الوقت عينه يحب "التزريك" خلال اللعب.
أولاد يعانون مشكلات صحية، حضروا في الحلقة وأخبروا الحريري قصصهم، فإذا به يعد إحدى الشابات بالتسوّق في محل واحد فقط كونه لا يحب الـ"شوبينغ"، فيما هي تحب الألبسة والأزياء. للحريري أمنيات بسيطة كان يودّ أن تحصل لو لم يكن محوطاً بالمسؤولية والإجراءات الأمنية، هي ممارسة الرياضة بحرّية والمشي على الكورنيش. خلال اللقاء في غرفة الجلوس، قاطعت الطفلة زهراء (٥ سنوات) جلسة الحريري- صليبي، وجلست بين أحضانه، سائلة إياه عن أولاده، فنشأ بينهما نوع من "الصداقة"، هي التي لم تفارق أحضانه منذ التقيا. خطر لمحاوِره سؤاله عن البرامج التي يشاهدها، فقال ممازحاً أنه قبل فتح الصفحة الجديدة مع "الجديد"، كان يشاهد القناة "فينسمّ بدنه"، متابعاً أنه يهوى مشاهدة الأفلام ليلاً، بيد أنه لا يحبّ أفلام الرعب.
ثم كانت محطة في المطبخ، وردينة في انتظار الرئيس، فحضّرت له الحلوى فيما هو حضّر الباستا وتولّى صليبي التحريك. الحريري يحبّ كل طعام لذيذ خصوصاً المحشي وورق العنب من يديّ عمّته بهية، وإن أكسبه وزناً، فهو يدرك أنّ الرياضة تعوّض ثمن الاستسلام لمتعة الأكل. وفي النهاية، تناول الحريري وصليبي الغداء مع أولاد جمعية "Brave Heart" الذين تلقّوا هدايا منه، فحضر الفنان عاصي الحلاني الجلسة، مشيداً بالرئيس ومبادراته الوطنية في أجواء من العفوية ودفء العيد.