كما أثارت تساؤلات خطيرة، بدءاً من مصير إدوارد سنودن، موظف الـ"سي آي إيه" الهارب لروسيا، وحتى الحفاظ على أسرار مقر الاتصالات الحكومية البريطانية، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
كانت تلك المكالمة الهاتفية الأولى بينهما، تحدث دونالد ترامب إلى فلاديمير بوتين وبحسب تقرير الكرملين، كانت المحادثة وديّة. هنأ بوتين الرئيس المنتخب للولايات المتحدة بفوزه الكاسح، لا نعلم تحديداً بأي لقب خاطب أحدهما الآخر، لكننا نتصوَّر أنهما استخدما الأسماء الأولى "فلاديمير" و"دونالد".
يتفقُّ الرئيسان على أن العلاقات الأميركية–الروسية كانت "غير مرضية أبداً"، بحسب صياغة موسكو. والآن، ستبدأ الدولتان حواراً جديداً على أساسٍ من "المساواة، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المقابلة". وقال الكرملين إن الرئيسين سيظلان على اتصال كما سيلتقيان قريباً. وبعد ساعات من التصريح المذكور، استأنفت الطائرات الحربية الروسية قصف سوريا.
موكب الشيفروليه
لم يعد تخيّل مشهد ربيع أو صيف عام 2017 صعباً. يمكنك رؤية موكب من سيارات الشيفروليه الضخمة يكتسح ساحة الكرملين، ويركن أسفل كاتدرائية ذهبية القباب تعود للقرن الخامس عشر. يظهر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة من إحدى السيارات، ويخطو بحماسة إلى الداخل.
سيمر ترامب وحاشيته بجانب لوحة تصور رماة الأسهم الروس وهم يذبحون أعداءهم في معركة من العصور الوسطى، ثم يدخل إلى غرفة فارهة، طلاؤها لامع ومترَف مثل برج ترامب في مدينة مانهاتن، وهناك سيستقبل رجلاً قصير القامة الرئيس الأميركي الجديد، مقدماً العديد من الابتسامات الوديّة ومصافحة يد واحدة.
يحرص بوتين على إبقاء الجميع منتظرين، ليس هذا مفاجئاً، لكنك كنت تظن أنه سيأتي في الوقت المحدد من أجل ترامب.
كان فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية أمراً تمناه بوتين بحرارة، لكنه لم يظنه ممكناً. وفي يوم الاقتراع، أخبرت وسائل إعلام الدولة الروسية مواطنيها بأن الانتخابات مزوّرة، وأن فوز هيلاري محتوم.
سيرسم الاجتماع الأول بين ترامب وبوتين الشكل المقبل للعلاقات الدولية في العالم. إما سيطمئن الأمن الغربي المذعور بالفعل من الطريقة التي يغنّي بها ترامب مديحاً متصلاً للديكتاتور-الرئيس الروسي.
ماذا يريد بوتين؟
يمكن بسهولة إدراك ما قد يريده بوتين من ترامب. تطول لائحة طلبات الرئيس الروسي من أميركا؛ وتعود شكاواه الجيوسياسية إلى عهود قديمة.
كانت علاقات بوتين مع باراك أوباما وجورج بوش من قبله متوترة. (وربما كانت اللحظة السعيدة الأخيرة في تاريخها في عام 2001 عندما قال بوش إنه "فهم شيئاً من روح بوتين").
أولاً: يريد الكرملين من الولايات المتحدة إلغاء العقوبات الاقتصادية التي فُرضَت على روسيا إبان استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، والذي نفذته قوات روسية خاصة متنكرة. وكانت العقوبات، التي تبناها الاتحاد الأوروبي أيضاً، عقاباً آخر لاجتياح سري لشرق أوكرانيا، نفذته جزئياً قوات عسكرية عادية بجانب "متطوعين" روس.
لا تحب وزارة الخزانة الأميركية المزاح، واستهدفت العقوبات الاقتصادية وتجميد الأصول أصدقاء بوتين المليارديرات المقربين أيضاً، وصرّحت الوزارة بجفاء بأن هذا كان بسبب قربهم من "الفرد الأعلى في الاتحاد الروسي". ويسود اعتقاد شائع في واشنطن أن أملاكهم هي في الحقيقة أملاك بوتين، التي تمتد إلى مئات المليارات من الدولارات.
وثانياً: يريد بوتين أن يعترف ترامب بالسيادة الروسية على القرم، وهو ما لم تفعله أي دولة كبرى حتى الآن. ويبدو الاستيلاء على أجزاء من منطقة دولة أخرى عودة إلى العصور المظلمة مرة أخرى، فهذه هي المرة الأولى التي تغيرت فيها حدود أوروبا السياسية بالقوة منذ عام 1945؛ فهل سيوافق ترامب على هذا؟ لا أحد يعلم بشكل مؤكد، وإن كان يبدو محتملاً.
تأتي بعد ذلك قضية سوريا، وهنا يريد بوتين أن تسحب الولايات المتحدة مطلبها بتخلي بشار الأسد عن السلطة. وبدلاً من ذلك، سيسعى للتعاون مع ترامب في شن حرب عالمية ضد "الإرهابيين"، ويشمل ذلك أي معارضين لنظام الأسد.
وأخيراً، سيتناقشان في شأن كيفية تقسيم العالم في عهد ما بعد الليبرالية، ويرى الكرملين أن له أحقية في دائرة نفوذ خاصة به تتضمن الجمهوريات التابعة سابقاً للاتحاد السوفييتي، وشرق ووسط أوروبا. وتتحدث أيديولوجيات موسكو عن "دوائر نفوذ حضارية" و"مركزية متعددة"، وهي رمز دخول لكي تكون روسيا قوة عالمية مسيطرة ذات نفوذ مماثل للولايات المتحدة.
تقسيم العالم
يتمنى بوتين إقرار نسخة جديدة من معاهدة "يالطا" لعام 1945، التي وضعت فيها الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي، وبريطانيا حدود أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
لكنه قد يرضى بحل وسط يعترف فيه ترامب ضمنياً بأن روسيا تمتلك "مصالح شرعية" في ملعبها الأوروبي القديم. وقد شكّك ترامب مسبقاً في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تدافع عن الدول التي لا تسهم في تمويل خزائن حلف الناتو.
وبالتالي، يفسّر هذا توتر دول البلطيق، واجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في جلسة طارئة عقب فوز ترامب، وحلول شعور بالخطر بين الدول الواقعة على حدود روسيا. وخوفهم الأكبر، أن "دائرة النفوذ" الروسية المقترحة ستعني لهم التعرض للتخريب أو الهجوم أو التدخل في الانتخابات لصالح مرشحين موالين للكرملين، ويحدث الكثير من هذه السيناريوهات بالفعل الآن.
وبحسب تصريح ديمتري بيسكوف، المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي، يتشارك بوتين وترامب نفس "المقاربة المفاهيمية" (التعامل مع الواقع من خلال محددات عامة أو أفكار مُجردة) في تناول السياسة الخارجية.
وقال بيسكوف في نيويورك إن وجهات نظرهما "شديدة التقارب". وفي هذه الأثناء، اعترف دبلوماسي روسي بارز بأن الحكومة الروسية تعرف بالفعل أفراد حاشية ترامب، وأن الروس كانوا على اتصال بهم خلال حملته الانتخابية.
لكن، في المقابل، ماذا يريد ترامب من بوتين؟ يظل هذا السؤال محيراً. وإجابته غير معلومة حتى الآن.
نظرا لكونه رجلاً يعقد الصفقات، ويساوم بلا هوادة، ومخادعاً بارعاً، سيطلب ترامب بالتأكيد شيئاً في المقابل من روسيا. والحقيقة أن موسكو لا تملك الكثير لتقدِّمه للولايات المتحدة، بخلاف تحسن العلاقات الثنائية المريرة بين الدولتين.
أحد التنازلات التي قد يكون بوتين مستعداً لتقديمها هو إدوارد سنودن، متعاقد وكالة الأمن القومي الأميركية الهارب بعد كشفه وثائق سرية أميركية، والمختبئ بموسكو منذ عام 2013.
تنتهي فترة تصريح إقامة سنودن الصيف القادم. ويمكننا الآن تخيل إعلان الكرملين، بأسف جليل، أن سنودن قد خرق شروط إقامته وبالتالي سيتم تسليمه إلى الولايات المتحدة.
ومع ذلك، لا يفسّر هذا السيناريو اندفاع ترامب الحماسي والعلني لدعم بوتين. وخلال الحملة الانتخابية الأميركية، كان بوتين الشخصية الدولية الوحيدة التي مدحها ترامب مراراً، مشيداً بكونه "قائداً أقوى" من أوباما، كما حرّض روسيا على اختراق بريد كلينتون إلكترونياً.
وتعتقد إدارة أوباما أن الكرملين كان مسؤولاً عن تسريب الرسائل الإلكترونية للجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي. ولم تؤد حادثة التسريب إلى هزيمة هيلاري بشكل مباشر، لكنها ساهمت في حدوثها.
وخلال هذا العام، حاول الصحفيون اكتشاف مصدر التأثير الذي يملكه بوتين على ترامب، إن كان موجوداً. كيف تفسّر الولاء الغريب الذي يحمله مرشح رئاسي أميركي تجاه عميل سابق بالاستخبارات السوفييتية استندت شهرته السياسية إلى كراهية أميركا؟
البديهي أن تبدأ تلك الإجابة عند بول مانافورت، مدير حملة ترامب الانتخابية حتى ربيع العام الجاري. وكان الزبون السابق لمانافورت الرئيس المرتشي السابق لأوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، والذي هرب منها إلى روسيا عام 2014 بعد قيام ثورة ضده.
بجانب نصائحه ليانوكوفيتش باستخدام مجفف الشعر، ووضع رتوش لتحسين صورته العامة إجمالاً، كوّن مانافورت صلات مع الأقلية الحاكمة واسعة النفوذ. وكان من بين هؤلاء، أوليغ ديريباسكا وديمتري فيرتاش، واستثمر كلاهما لاحقاً في مشاريع مانافروت الجانبية، ومنها مشاريع في السوق العقارية بمدينة نيويورك. حاولت إجراء مقابلات مع كلا الرجلين، لكن لم أنجح. ليس واضحاً مدى انخراط الأموال الروسية في تشكيل أساس تجارة ترامب العقارية المتسعة.
ورغم إجراء تقصيات مفصّلة، لم يستطع أيٌ من المراسلين الإجابة عما قد نسميه "سؤال فرانسيس فوكوياما". في مقال في مجلة فاينشيال تايمز، تساءل المؤرخ ما إذا كان ترامب قام يوماً "بترديد كلمة انتقاد واحدة عن بوتين".
وتساءل فوكوياما عن وجود "سطوة خفية"، "ربما تأتي من ديون مقترضة من مصادر روسية تمنع انهيار إمبراطوريته التجارية"، لكن مجدداً، لا أحد يعلم.
تسجيل
ولمدة أشهر، تم تناقل نظريات عن المعلومات الفاضحة التي قد تملكها وكالات التجسس الروسية بشأن ترامب. ويختص جهاز الأمن الفيدرالي، وهو خليفة الـ"كي جي بي" (أمن الدولة السوفييتي) الذي أداره بوتين سابقاً، بجمع "كومبرومات kompromat" وهي المستندات التي يمكن استخدامها للابتزاز. وهي وكالة ماهرة في التنصت، والتسجيل السري للفيديوهات والكثير من الحيل الخفية.
كانت زيارة ترامب الأخيرة إلى موسكو في عام 2013 لحضور مسابقة ملكة جمال الكون. واستضافه رجل الأعمال الثري والمطوّر العقاري الأذربيجاني-الروسي أراس أغالاروف. (كان مقرراً أن يلتقي بوتين بترامب، لكنه ألغى اللقاء في اللحظة الأخيرة، وأرسل إليه في المقابل صندوقاً مزخرفاً ورسالة ودية، بحسب أغالاروف) وتضمن الحدث العديد من النساء الجميلات واحتفالاً خاصاً بعد ساعات العمل في نادٍ ليلي بموسكو.
يقول معد التقرير: "لقد قابلتُ أغالاروف عندما كنت أعمل في روسيا لحساب صحيفة الغارديان البريطانية. وأعطاني جولة في آخر تطويراته العقارية: منطقة سكنية حصرية بُنيت لفاحشي الثراء في موسكو الكبرى الريفية.
كان أغالاروف مرافقاً ساحراً. مررنا في سياراته اللاند روفر البريطانية وسط قصور مصممة على الطراز الباروني الاسكتلندي، وتبعنا حراسه الشخصيين في سيارة مرسيدس سوداء. وبدا مستبعداً أن أغالاروف قد يحاول إحراج ترامب.
ومع ذلك، نزل ترامب بفندق ريتز كارلتون ذي الخمس نجوم خلال إقامته بموسكو، وتحديداً في نفس الجناح الذي نزل به أوباما سابقاً.
وقالت وسائل الإعلام الأميركية إن جهاز الأمن الاتحادي الروسي قد يكون سجّل فيديوهات لترامب داخل الجناح، لكن لا يوجد دليل حتى الآن على وجود فيديو فاضح. لكن شيئاً كهذا سيثير اهتمام جهاز الأمن الاتحادي بالتأكيد: في النهاية، هذا ما يختصّون بفعله.
نكات جنسية
ستكون زيارة ترامب القادمة إلى روسيا احتفالية. سيقيم بوتين عشاء رسمياً فاخراً. وسيتبادل الجميع الأنخاب. تشير كل العلامات إلى أنه سينشأ بين الرجلين ما يطلق عليه الألمان Männerfreundschaft، وهي علاقة مقرّبة ورجولية شبيهة بالتي تمتع بها بوتين مع غيرهار شرودر وسلفيو برلسكوني، وهي صداقة تنطوي على بضع نكاتٍ بذيئة وربما بعض تلميحات للتحرش الجنسي، ولا تستند إلى المبادئ؛ بل إلى المصلحة الشخصية المتبادلة.
بريطانيا خائفة
إذاً، ماذا يحل ببقيتنا؟ في وقت سابق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تحدث المدير العام لجهاز الأمن البريطاني MI5آندرو باركر مع صحيفة الغارديان، وهي المقابلة الأولى مع مدير جهاز الأمن أثناء توليه منصبه في تاريخ المنظمة البالغ 107 أعوام.
كانت رسالة باركر صارمة، حيث حذّر من وجود تهديد خفي متنامٍ من الجانب الروسي، وهي دولة وصفها صراحةً بأنها "متزايدة العدائية".
وبحسب باركر، يستخدم الكرملين نفوذه الهائل الآن لنشر سياسته الخارجية في بلاد أخرى، وقال إن أساليب موسكو تتضمن الدعاية، والتجسس، والتخريب، والهجمات الإلكترونية.
وفي هذه الأثناء، يتواجد عملاء روس في المملكة المتحدة بعدد أكبر من أعدادهم أثناء الحرب الباردة. وصرح باركر: "تعمل روسيا بنشاط الآن في أوروبا والمملكة المتحدة، ويقع على عاتق جهاز الأمن MI5 أن يحول دون حدوث ذلك".
في معظم عهد ما بعد الحرب، تحدث الوزراء بمودة عن العلاقة المميزة التي تجمع بريطانيا بواشنطن، لكنها لم تبد مميزة أبداً الأسبوع الماضي. أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع تيريزا ماي بعد مكالمة 10 رؤساء دول آخرين، بينهم مصر والسعودية، بينما يبدو أن نايجل فاراج، زعيم حزب بريطانيا المستقلة الذي قلد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي، قد أصبح الموفد البريطاني الفعلي بالنسبة لدونالد ترامب، مما أغضب ممثلو الحكومة البريطانية.
يكمن الرابط المميز الحقيقي بين الدولتين في جمعهما للاستخبارات. كشفت ملفات سنودن مدى الاتصال بين وكالة الأمن القومي الأميركية ومقر الاتصالات الحكومية البريطانية.
ويخشى الليبراليون أن يستخدم ترامب قوة الاستخبارات الأميركية لقمع المعارضة في بلاده، ولتصفية حساباته مع خصومه السياسيين في واشنطن ومع وسائل الإعلام.
وبالنسبة لباركر، وآخرين ممن يعملون في الخفاء، سيظهر سؤال أكثر إثارة للقلق: إلى أي درجة يحتمل أن تتعاون وكالات ترامب للتجسس مع نظيراتها الروسية؟ هل ستشارك حكومة ترامب أسرارها وما تعرفه من أسرار المملكة مع جهاز الأمن الاتحادي الروسي؟ هل يكشف مسؤولو حكومة ترامب للروس عمليات المملكة المتحدة السرية؟
يعرف الجواسيس جيداً قوة الكرملين؛ ففي يناير/كانون الثاني الماضي، اختُتم تحقيق عام أجراه قاضٍ بريطاني متقاعد، السير روبرت أوين، بإقرار أن جهاز الأمن الاتحادي أرسل مغتالَين لقتل المعارض الروسي ألكسندر ليتفينيكو. والسلاح المستخدم: الشاي المشعّ.
وقال أوين إن الرجل الذي "ربَّما أعطى الإذن" بعملية لندن عام 2006 كان بوتين. بينما دافع ترامب عن بوتين قائلاً: "من يعلم من فعلها؟".
وبالنسبة لبوتين، كان عام 2016 عاماً رائعاً، ففي الأسبوع الماضي فاز مرشحون موالون لروسيا بالانتخابات في مولدوفا وبلغاريا.
وأضعفت أزمات متكررة الاتحاد الأوروبي، من بينها استفتاء بريكسيت لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. بينما يتحرك اليمينيون الشعبويون بحماسة، وأصبحت أنجيلا ميركل، التي يراها الكثيرون قائدة العالم الحر، في موقف ضعيف. ومن يمكنه المراهنة على عدم فوز مارين لوبان، والتي تلقّت قرضاً من بنك في موسكو، في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مايو/أيار 2016؟
مشكلة بوتين
تكمن مشكلة الكرملين الوحيدة في تغيير الرواية الرسمية. كانت الفكرة المميّزة لبوتين لفترة طويلة هي مناهضة أميركا. وحتى فوز ترامب، آمن الكثير من الروس بأنهم يحاربون الغرب بالفعل، في ساحات معارك وسيطة مثل سوريا وأوكرانيا، مع انتظار حرب مباشرة وشيكة في أية لحظة. والآن، أصبح ترامب رئيساً، ولن تكون الولايات المتحدة عدواً رسمياً لروسيا، بعد أن كانت على رأس القائمة. وستضطر موسكو إلى ملء مكانها بدولة أخرى.
الآن، يذوب الجليد بين واشنطن وموسكو لأول مرة منذ 15 عاماً، وقد تستمر الغراميات بين ترامب وبوتين لبعض الوقت. بينما قد يضمن بوتين الحصول على كل التنازلات التي سيكون ترامب مستعداً لتقديمها، ثم يعود للعاطفة الروسية الطبيعية: كراهية أميركا.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.